استقبل خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز مساء امس الرئيس الامريكى باراك أوباما عقب وصوله للعاصمة السعودية، بمنتجع روضة خزيم (مقر اقامة العاهل السعودى الصيفى شمال شرق الرياض) بحضور عدد كبير من الامراء والوزراء وكبار المسئولين السعوديين. وتعد زيارة الرئيس الامريكى للسعودية التى تأتى فى ختام جولته الاوروبية التى شملت هولندا وبلجيكا وايطاليا هى الثانية، وكانت الزيارة الاولى منذ 5 سنوات فى عام 2009. ويغادر أوباما الرياض ظهر اليوم عائدا الى واشنطن بعد مباحثات مكثفة تناولت تدعيم العلاقات الثنائية بين الدولتين وتقريب وجهات النظر تجاه القضايا الاقليمية التى شهدت اختلافات فى كيفية معالجتها بين الجانبين الامريكى والسعودى خاصة الملف النووى الايرانى وملف سوريا واسلوب مكافحة التطرف فى المنطقة. وقبيل بدء المباحثات الرسمية مساء امس صرحت مصادر مطلعة «للأهرام» بأن لقاء القمة السعودية الامريكية يستعرض العديد من الملفات الساخنة التى اثارت اختلافا فى وجهات النظر بين البلدين على رأسها الملف النووى الايرانى، حيث سيبدى الرئيس اوباما تفهما للمخاوف السعودية بانه يجب منع ايران من حيازة سلاح نووى ولكن من خلال حل دبلوماسى والعمل جديا على اقناع ايران بالتخلى عن ذلك المسعى مع التاكيد على الالتزام الامريكى بحماية امن دول مجلس التعاون بقوة . واعادة تاكيد قوة ومتانة العلاقات مع السعودية باعتبارها الحليف الاهم فى المنطقة وبحث التدخلات الايرانية فى شئون دول مجلس التعاون وفى سوريا والعراق واليمن. كما يتم بحث الملف السورى الساخن لإنهاء ماساة سوريا والخلاف بين الجانبين حول ادارة هذا الملف والاستماع لوجهة النظر السعودية فى هذا الصدد. ويبحث الزعيمان قضية الصراع العربى/ الاسرائيلى ومفاوضات السلام بعد تعثرها بسبب اصرار اسرائيل على الهوية اليهودية للدولة خاصة مع اقتراب موعد 29 ابريل المقبل وهو موعد انتهاء مهلة الأشهر التسعة التى حددها جون كيرى وزير الخارجية الامريكى للمفاوضات الفلسطينية الاسرائيلية للخروج باطار عمل لحل نهائى للنزاع حيث تبحث واشنطن عن دعم سعودى واقليمى لتحقيق هذا الهدف ووقف الاستيطان الاسرائيلى فى القدسالمحتلة .وتتناول مباحثات القمة السعودية الامريكية ايضا التصدى للتطرف والتطورات فى مصر والعراق وقضايا اخرى حول ملف الاقتصاد وحماية امدادات ومصادر الطاقة والنفط . وكانت هيئة حقوق الإنسان السعودية قد استبقت زيارة اوباما للرياض بتأكيدها أن المملكة لاتحتاج إلى أحد لدعم حقوق الإنسان فيها، مبينة أن الإشادات الدولية التى تلقتها المملكة حول التطورات الإيجابية فى مجال حقوق الإنسان تدحض تلك الدعوات التى تخلط بين القضايا السياسية وحقوق الإنسان بحسب وصفها . وجاء ذلك ردا على مطالبات نواب من الكونجرس الأمريكى والجماعات الحقوقية للرئيس الأمريكى أوباما، خلال زيارته المملكة، بدعم حقوق الإنسان فى السعودية، بحسب تقارير صحفية نقلت مطالبات نواب بالكونجرس وجماعات حقوقية للرئيس الأمريكى بالضغط على المملكة لدعم حقوق الإنسان، وقيام نحو 52 من أعضاء الكونجرس، و10 منظمات مجتمع مدني، بمخاطبة أوباما قبيل زيارته ودعوته الى ضرورة دعم حقوق الإنسان. ونقلت تقارير صحفية عن منظمة »هيومان رايتس ووتش« عبر تقرير أصدرته الثلاثاء 25 مارس، ملاحظات على حقوق الإنسان فى المملكة، بينما قالت المديرة التنفيذية لقسم الشرق الأوسط وشمال أفريقيا بالمنظمة سارة ليا ويتسن: »ينبغى ألا يدع الرئيس أوباما الفرصة تمر دون إثارة قضايا حقوق الإنسان المهمة مع الملك عبدالله، بما فى ذلك قانون مكافحة الإرهاب الجديد، وحقوق المرأة وأعمال الترحيل الجماعي«.