أكد أحمد الجربا رئيس الائتلاف الوطنى لقوى الثورة والمعارضة السورية أن الانتصارات التى حققها الثوار مؤخرا فى منطقة الساحل وحلب تنطوى على دلالات كبيرة تؤكد أن المعركة مع النظام تتسم بالكر والفر وتعكس فى الوقت ذاته أن الأزمة السورية لن تحسم عبر الخيار العسكرى وإنما من خلال طاولة المفاوضات للوصول الى حل سياسى يحقق طموحات الشعب السورى. جاء ذلك فى لقاء مع عدد من الصحفيين بحضور »الأهرام« فى الكويت على هامش مشاركته فى القمة العربية. وعما إذا كانت دعوته فى خطابه أمام القمة لتزويد المعارضة بالأسلحة تتعارض مع تبنى الدول العربية والمجتمع الدولى الخيارالسياسى لحل الأزمة السورية، عبر الجربا عن قناعته بأن النظام هو الذى يحصل على كميات كبيرة من الأسلحة الحديثة من روسيا وإيران وغيرهما من أطراف دولية فضلا عن الدعم اللوجستى والعسكرى الذى يقدمه حزب الله اللبنانى وميليشيات شيعية عراقية معتبرا أن حظر التسليح عن الضحية وتقديمه للجلاد ينطوى على ظلم بين. وأضاف أن الائتلاف على عكس النظام منحاز للحل السياسى وهو ما تجلى فى مشاركته فى مفاوضات »جنيف2« وتقديم مقترحات تعكس الرغبة الحقيقية فى إيجاد حل سياسى وبالتالى فإن ما يتبناه المجتمع الدولى حاليا يساوى بين الضحية والجلاد ويتضمن نوعا من خلط الأوراق، فإما أن يمنع تزويد كل الأطراف بالأسلحة أو يدفع باتجاه بناء توازن على الأرض لإجبار النظام على القبول بالحل السياسى. وفيما إذا كان الائتلاف مستعدا للعودة مجددا الى مفاوضات جنيف على الرغم من التعثر الذى طال جولتى التفاوض التى شارك فيهما مع النظام، أوضح الجربا أن العودة الى المؤتمر وفق المعطيات الراهنة غير مفيدة فلم يتغير شيئ فى مواقف النظام الذى أظهر عدم جدية للتجاوب مع البنود التى أقرها مؤتمر »جنيف1«، مشيرا الى أن التوجه مرة أخرى الى المفاوضات يستوجب إما تغيير موازين القوى على الأرض بما يشعر النظام أنه مضطر الى التجاوب مع الحل السياسى للأزمة أو حدوث توافق دولى على منع النظام من استخدام السلاح ودفعه للتوجه الى جنيف للتفاوض، ودون ذلك فإنه لن تكون هناك جدوى من »جنيف 2«. وحول تقييمه لموقف مجلس الأمن نبه الى ضرورة أن يتبنى المجلس موقفا حاسما لإنهاء هذا الصراع لافتا الى أن ضعف المنظومة الإقليمية والمنظومة الدولية يسهم فى تأجيجه وقال إن مشكلة مجلس الأمن تكمن فى الموقف الروسى والمتماهى تماما مع موقف النظام ويتناقض مع وعودهم لنا باتخاذ مواقف أكثر توازنا وهو أمر غير ملموس حتى الآن داعيا الى ممارسة الضغوط الدولية والإقليمية على روسيا لدفعها الى تغيير هذه المواقف السلبية ضد الشعب السورى وثورته.