ألقى صندوق النقد الدولى بثقله فى الصراع الدائر بين روسيا والغرب فى أوكرانيا، وأعلن أمس عن حزمة إنقاذ لحكومة كييف الجديدة تتراوح قيمتها بين 14 و18 مليار دولار بموجب اتفاق لمدة سنتين لتجنب الإفلاس بعد الأزمة التى عصفت بها وسط تصاعد المواجهة مع روسيا. وذكرت شبكة »إن بى سى« الأمريكية للأنباء أن هذه الحزمة مرهونة بإجراء إصلاحات اقتصادية فى أوكرانيا ، حيث أكد رئيس بعثة الصندوق بكييف نيكولاى جورجييف أنه سيتم الموافقة على هذه الحزمة بعد أن تبدأ أوكرانيا فى تطبيق الإجراءات التى طلبها صندوق النقد. وتوقع جورجييف أن يوافق مجلس الصندوق على حزمة الإنقاذ بنهاية أبريل المقبل. وأضاف أن قيمة المساعدة الإجمالية التى تقدمها المجموعة الدولية لأوكرانيا ستصل إلى 27 مليار دولار على سنتين بموجب حزم مالية أخرى. وذكر أنه بين الإجراءات المطلوبة من أوكرانيا إصلاح أسعار الغاز واعتماد مرونة أكبر فى معدلات الصرف ، وتطرق أيضا إلى زيادة المساعدة اللازمة للمحرومين والإصلاحات الهادفة لمحاربة الفساد من أجل وضع أسس نمو دائم. وبالنسبة للمتقاعدين ورواتب الموظفين الرسميين ، قررت الحكومة أن الطريق الواجب اتباعه هو إلغاء الزيادات التى كانت مرتقبة فى هذه المرتبات. يأتى ذلك فى الوقت الذى عقدت فيه الجمعية العامة للأمم المتحدة أمس جلسة خاصة بطلب من أوكرانيا للتصويت على مشروع قرار يؤكد على وحدة أراضى وسيادة أوكرانيا ، ورفض الاعتراف بالاستفتاء الذى جرى فى شبه جزيرة القرم فى 16 من مارس الجاري. وينص مشروع القرار على أن »الاستفتاء الذى أجرى فى جمهورية القرم لا يمكن ، بحكم افتقاده للمشروعية ، أن يشكل الأساس لأى تغيير فى وضع الجمهورية القرم« ، ويهيب مشروع القرار بجميع الدول والمنظمات الدولية والوكالات المتخصصة »عدم الاعتراف بأى تغيير فى وضع جمهورية القرم على أساس الاستفتاء سالف الذكر ، والامتناع عن اتخاذ أى إجراءات أو القيام بأى معاملات قد تفسر على أنها اعتراف بأى تغيير فى ذلك الوضع«. وعلى صعيد الأوضاع الداخلية ، أعلنت السلطات المحلية فى شبه جزيرة القرم الإفراج عن 4 ضباط أوكرانيين احتجزتهم قبل أيام بغرض التحقيق معهم. ونقلت قناة »روسيا اليوم« أمس عن حكومة القرم قولها إن الأجهزة الأمنية فى شبه الجزيرة احتجزت كلا من الجنرال فورونتشينكو والعقيد مامتشور والمقدم ديلاتنيتسكى والملازم لومتيف للاشتباه بأنهم ساعدوا »منظمات إرهابية« فى نشاطها ضمن أراضى شبه الجزيرة، لكن اتضح بعد التحقيقات أن »هؤلاء المواطنين لم ينفذوا الأومر الإجرامية التى تلقوها من كييف وتعاونوا مع الأجهزة الأمنية أثناء التحقيقات«. من جانبه، أكد ألكسى بوشكوف رئيس لجنة مجلس الدوما الروسى على حتمية إعادة النظر فى النظام العالمى الذى يعتمد على الهيمنة الأمريكية. ونقلت وكالة أنباء »نوفوستي« أمس عن بوشكوف قوله فى تعليق نشره على صفحته الرسمية موقع التواصل الاجتماعى »تويتر« إنه »لا مفر من إعادة النظر فى النظام العالمى المستند إلى هيمنة الولاياتالمتحدة«، لافتا إلى أن هذه العملية ستكون مصحوبة بعدد من الأزمات. وفى سياق متصل، أعلن جريجورى كاراسين نائب وزير الخارجية الروسى أن الاتصالات بين أوكرانياوروسيا سوف تستأنف من جديد خلال الأيام القليلة القادمة بغرض دراسة الموقف الراهن فى المنطقة والذى يتسم بالتعقيد، على حد قوله. فى الوقت نفسه ، تعهد المرشحان المحتملان للانتخابات الرئاسية فى أوكرانيا فيتالى كليتشكو وبترو بوروشينكو ب«التعاون« من أجل مستقبل بلدهما، وذلك فى ختام لقاء فى لندن مع رئيس الحكومة البريطانية ديفيد كاميرون.