لو حدث هجوم من الشرق أو الغرب على المسجد الحرام ماذا سيكون رد فعل المسلمين؟.. بالطبع سيهبون من مشارق الأرض ومغاربها دفاعا عن حرم الله وأول المساجد التى يشد لها الرحال .. ولكن الأمر يختلف للمسجد الأقصى فبالرغم من استمرار احتلاله وتدنيس ساحته بأقدام اليهود، بل وعمل حفريات تهدد المسجد وتنذر بانهياره تجد أن أجيالا كاملة من المسلمين تكتفى بالشجب والتنديد .. لماذا ؟ غالبية المسلمين زاروا المسجد الحرام وصلوا فيه وعاشوا مشاعر المدد الإلهى داخل الحرم ويصرون على زيارته عاما بعد عام ارتباطا عاطفيا وروحانيا به .. أما بالنسبة للمسجد الأقصى فأجيال كاملة من المسلمين لم يزوروه، بل معظمهم لا يعرف الفرق بين المسجد الأقصى وقبة الصخرة ولم يرتبطوا به ويذوقوا حلاوة وروحانية وهيبة المكان الذى صلى فيه الرسول صلى الله عليه وسلم إماما لأنبياء الله جميعا. فهناك فتوى قديمة تحرم زيارته بحجة أنها تمثل دعما لليهود، ولكن الأمر يختلف الآن فزيارة المسلمين للأقصى تمثل دعما للشعب الفلسطينى وعدم تركه بمفرده فى مواجهة الاحتلال الصهيونى وهو نفس المعنى الذى أكد عليه مفتى مصر السابق الشيخ على جمعة، فالسماح بزيارة الأقصى لتعريف الشباب بالمسجد فى رحلات سياحية ليوم واحد فقط بحيث لا تكون هناك فرصة للاختلاط باليهود وستتيح للزائر معرفة المسجد وتاريخه والحياة فى جو إيمانى يضاف للمسلمين بعد المسجدين الحرام والنبوى . لكن تركنا للأقصى استجابة للفتوى القديمة جعلته لقمة سائغة لليهود يعيثون فيه فسادا وأطلقت حريتهم فى التصرف فيه وولتستمر محاولاتهم فى اتمام تهويد القدس الشريف كما يشاءون. والعجيب أن هذه الفتوى التى مرت عليها سنوات عديدة لم تنجح فى تحرير القدس أو وقف عمليات الهدم به ولم توقف عمليات حصاره ومنع مسلمى فلسطين أنفسهم من دخوله والصلاة فيه، بل والسماح لليهود بتدنيسه .. الرئيس الراحل السادات حل قضية الأرض المصرية المحتلة وكان على وشك حل المشكلة الفلسطينية بزيارته التاريخية للقدس، وقد اكتشف العرب بعد سنوات عديدة بعد نظره. ونحن فى عهد جديد.. هل من الصعب طرح هذه الفكرة والتى قد تكون سببا فى بداية تحرير القدس ؟! لمزيد من مقالات عادل صبري