نحن أمام حقائق مرتبطة بقضية السلفية الوهابية منها: وجود قوي مذهبية نشيطة وقوية بالمملكة السعودية, تعمل وتتحرك وتضغط بقوة وإصرار لنشر المذهب الوهابي في أرجاء العالم الإسلامي, وهذا التحرك لا يتم سرا بل علنا من خلال نشر المقالات والدراسات والبحوث وعقد المؤتمرات والندوات وآخرها حتي الآن تلك الندوة التي عقدت بالعاصمة الرياض تحت عنوان السلفية منهج شرعي ومطلب وطني والمعني هنا أن الناس بالمملكة يعلمون, ومنهم من يعارض ومن يؤيد وإلا ما استمرت هذه القوي في نشاطها. تدفق التمويل بسخاء علي القوي السياسية الإسلامية في مصر خاصة القوي السلفية التي نشطت وتنشط لنشر الفكر الوهابي وتتطلع لتحويل مصر إلي دولة وهابية. وأمام المبالغ الهائلة التي انهالت علي هذه القوي, قال الدكتور الطيب شيخ الجامع الأزهر مندهشاإنهم يتلقون أموالا لا يمكن للنار أن تأتي عليها. الاهتمام البالغ بتدريب وإعداد الكوادر السلفية ويأتي في المقدمة الشيوخ والعلماء من خريجي الأزهر حتي يمكن من خلالهم السيطرة علي بعض الأقسام بالكليات الأزهرية مثل أقسام الحديث والدعوة, ويليهم هذه المجموعة من الدعاة الذين وجدوا أن مصالحهم وطموحاتهم يمكن أن تتحقق من خلال الدعوة للفكر الوهابي حتي وإن لم يلتحقوا يوما بأي كلية أو معهد للدراسات الإسلامية. ثم هناك هذا الكم الكبير من المصريين العاملين بالسعودية الذين يخضعون لتأثيرات فكرية وسلوكية وهابية طوال فترة عملهم بالمملكة. نتيجة لتوفر التمويل, تنشط القوي السياسية الإسلامية بما في ذلك القوي السلفية في إنشاء المدارس والمستشفيات والمساجد ودور رعاية الأيتام بكل ما يعنيه ذلك من تأثير وانتشار هذه القوي السلفية المتشددة صاحبة الطموح ربما نعلم أو لا نعلم أنها تسئ جدا للمملكة, حيث تصورها وكأنها دولة الفكر والمذهب الوهابي لا دولة الاسلام. وكان علي قادة هذه القوي أن يدركوا أن خادم أو راعي الحرمين الشريفين إنما هو خادم للدين الإسلامي وراع له لا لمجرد مذهب من مذاهب هذا الدين. والذي لا شك فيه أن الملك والأسرة والمملكة أكبر بكثير جدا من هذا المربع السلفي الذي يريدون لها أن تستقر فيه. والذي لا شك فيه أن المسلمين في أرجاء المعمورة ينظرون للملك وللأسرة وللمملكة بصورة افضل من نظرة تلك القوي الوهابية. ويتوقع المخلصون أن يجري الفصل وبشكل حاسم بين هذه القوي والسلطة بالمملكة السعودية. المزيد من أعمدة عبده مباشر