36 شهرا تحولت فيها سوريا ،"شامة الدنيا ووردتها "على حد وصف ابنها الشاعر الشهير نزار قبانى، إلى ساحة حرب مستعرة تتصارع فيها أطراف كثيرة داخلية وخارجية وبؤرة جذب للجماعات الارهابية والتكفيرية.. .144 اسبوعا من القصف والتفجيرات والغارات بالبراميل المتفجرة خلفت خسائر بشرية ومادية فادحة وضربت الاقتصاد ليتراجع تصنيف سوريا فى كل المؤشرات التنموية لسنوات قادمة...1100 يوم قتل خلالها 130 الف شخص واعتقل 17 الفا وفر من البلاد أكثر من مليونين ونصف مليون شخص وللأسف ومع طول المدة وتوالي المجازر والاعتقالات والفرار تحول الضحايا إلى مجرد أرقام تتزايد كل ساعة ولا يتوقف عندها أحد. فى 15 مارس 2011 لم يكن يخطر ببال السوريين الذين خرجوا للشوارع فى مظاهرات سلمية للمطالبة بالحرية والعدالة الاجتماعية، متأثرين بما حدث فى تونس ومصر وليبيا أن أحلامهم النبيلة بالتغيير وبالحياة الأفضل ستتحول إلى كابوس ليس فقط بسبب مسارعة قوات الرئيس بشار الأسد لاطلاق الرصاص الحى على المتظاهرين السلميين ليتحول الأمر إلى مواجهات مسلحة، ولكن لتدخل أطراف دولية منذ اللحظة الأولى للتأثير على الوضع على الأرض بهدف حماية مصالحها .ومع مرور الوقت وتعقد الأزمة السورية مع انقسام المعارضة وتمدد نفوذ الجماعات المتطرفة كالقاعدة وداعش وجبهة النصرة تحولت سوريا إلى مجرد حلبة منافسة لاستعراض "عضلات السيطرة" بين الولاياتالمتحدة والغرب من جهة وروسيا والصين وايران من جهة أخرى.وفى ظل انشغال النظام السورى بالحفاظ على السلطة أيا كان الثمن وانغماس القوى الدولية فى حسابات المصالح ورهانات الهيمنة عمت الفوضى وفاضت أنهار الدم وثكلت وترملت عشرات الالاف من النساء وتيتم ملايين الأطفال وضاع "حسن سوريا الذى كان يوجع الأزاميلا " كما رسمها نزار بكلماته. الطرف الأول : قوات النظام 1- الجيش النظامى (الجيش العربى السورى) أحد أكبر الجيوش العربية ، احتل المرتبة 14 بين أقوى جيوش العالم قبل ثورة 15 مارس بعدد جنود بلغ 320 ألف جندى وقدرات تسليحية متقدمة ، وانحدر ترتيبه بعد الثورة ليصل فى التصنيف العالمى (مؤسسة جلوبال فاير باور) فى 2014 إلى المرتبة 26 . يرأسه القائد الأعلى للجيش العربى السورى الرئيس بشار الأسد ، ويتولى رئاسته تنفيذيا وزير الدفاع العماد جاسم الفريج. انحسرت سيطرة الجيش العربى السورى عن مناطق واسعة من سوريا خلال السنوات الثلاث الماضية وتقلص دوره ليقتصر على شن حملات المداهمة وقتال قوات المعارضة لاستعادة السيطرة على المدن. 2- قوات حزب الله اللبنانى تقدر بأربعة آلاف جندى من قوات النخبة والقوات الخاصة لحزب الله اللبنانى، ويقدر عدد القتلى بينهم ببضع مئات بينهم قياديون، أما الجرحى فيقدرون بالآلاف ، تقاتل في الأماكن الحساسة وتساعد قوات الجيش السورى في استعادة قدراته الهجومية، كما دربت نحو 50 ألفاً من القوات السورية غير النظامية، أسندت إليه مسئولية مناطق جغرافية محددة هى دمشق وضواحيها ومدينة حلب ومحافظة حلب ومحافظة حمص.وتعد قوات حزب الله هي القوة الأكثر فاعلية على ساحة المعركة في سوريا حيث قامت بدورٍ فعال في الحفاظ على نظام الرئيس السورى بشار الأسد وفي العمليات الهجومية الناجحة التي حققها منذ عام 2013، وبرز دورها فى معركة القصير فى مايو 2013 ضد قوات المعارضة ، حيث نجحت فى بسط سيطرة النظام على المدينة الاستراتيجية بعد وقوع أكثر من 500 قتيل بين الجانبين. 3- قوات إيرانية قوات نوعية إيرانية تضم نخبا من الحرس الثوري وقوات "فيلق القدس"،يتولى قيادته الجنرال الإيرانى المخضرم قاسم سليماني، وتعد وحدة النخبة في القوات المسلحة الإيرانية ، مهمتها تدريب وتوجيه القوات السورية والقوات المنضوية تحت لواء النظام ، والمساعدة في جمع المعلومات الاستخباراتية، بحسب مصادر في إيران وخارجها، والإشراف على تنفيذ القوات السورية لبعض العمليات الهجومية. وترسل طهران قواتها عبر الحدود مع تركيا، كما يدخل البعض منهم عبر الحدود العراقية، وتعمل القوات التي تقودها إيران في المناطق الساحلية، بما في ذلك طرطوس واللاذقية. 4- قوات عراقية ميليشيات عراقية شيعية عالية التدريب، يقدرعددها ب5 آلاف جندى، تمثل الذراع الميدانية والكتائب المحاربة للحرس الثورى الإيرانى، ينتشر معظمها فى دمشق بدعوى الدفاع عن المراقد المقدسة (مرقد السيدة زينب بنت على). 5 - الجبهة الشعبية- القيادة العامة كتائب احدى الفصائل الفلسطينية فى سوريا ، تعمل بالتنسيق مع القوات النظامية وإيران وحزب الله اللبناني بغرض " الرد على أى ضربة تتعرض لها سوريا من قبل الغرب". وتعتبر هذه الجبهة ان المشاركة فى الدفاع عن النظام السورى هو مشاركة فى الدفاع عن المنطقة من المخطط الأمريكى الصهيونى الطرف الثانى :قوات المعارضة 1- لواء الضباط الأحرار أوَّل تنظيم عسكري للجنود المنشقين عن الجيش السوري ، أسُّسَ في أوائل شهر يونيو عام 2011 على يد المقدم المنشق حسين هرموش، في مدينة جسر الشغور في محافظة إدلب ، وفى نهاية شهر سبتمبر من العام نفسه، أُعلنَ عن انضمام اللواء إلى الجيش السوري الحر بقيادة رياض الأسعد وانضوائهما معاً تحت جناحه. 2- الجيش السورى الحر القوة العسكرية الأبرز والأكثر تنظيما فى الصراع مع الجيش النظامى ، يبلغ عدد جنوده ما يقرب من 100 ألف جندي ، أعلن تأسيسه ضباط منشقون عن الجيش العربي السوري فى يوليو2011 ل«حماية المُتظاهرين السوريين»، تحت قيادة العقيد المُنشق رياض موسى الأسعد. قام الجيش السوري الحر لاحقا بعدة هجمات على أهداف أمنية في مدن مختلفة. يتوزع انتشار الجيش الحر فى أماكن محورية من سوريا، وتقع مدن كاملة تحت سيطرته من بينها مناطق فى حلب وإدلب وحمص والرستن وداريا و درعا. 3- هيئة الأركان المشتركة للجيش الحر الذراع العسكرية للائتلاف السورى المعارض، انضمت تحت لوائه معظم الكتائب المقاتلة فى الجيش الحر، وتم انتخاب اللواء المنشق سليم إدريس رئيسا لهيئة أركان الجيش الحر في ديسمبر 2012، ويتولى قيادته حاليا العميد الركن المظلي عبد الإله البشير النعيمي . 4- جبهة النصرة "جبهة النصرة لأهل الشام" ، ميليشات منظمة تنتمي للفكر السلفي الجهادي ، تشكلت فى نهاية 2011. تبنت جبهة "النصرة" عدة هجمات انتحارية في حلب ودمشق، قبل أن يعلن زعيم القاعدة الدكتور أيمن الظواهرى أن جبهة النصرة هي ذراع القاعدة فى سوريا . تتألف الجبهة من السوريين الذي قاتلوا سابقاً في ساحات القتال مثل العراق وأفغانستان والشيشان وغيرها ، ومقاتلين عرب وأتراك وأوزبك وشيشانيين وطاجيك وقلة من الأوروبيين، قامت الحكومة الأمريكية بتصنيف جبهة النصرة على أنها جماعة إرهابية ، و قرر مجلس الأمن الدولي بالإجماع إضافة النصرة إلى قائمة العقوبات للكيانات والأفراد التابعة لتنظيم القاعدة. 5- داعش (الدولة الإسلامية فى العراق والشام) تنظيم مسلح يعد الأشرس والأكثر تطرفا فى الصراع ، نشأ كامتداد لتنظيم " الدولة الإسلامية فى العراق" ليصبح " الدولة الإسلامية فى العراق والشام" ، يتبنى الفكر السلفي الجهادي ، ويسعى أعضاؤه إلى إعادة"الخلافة الإسلامية وتطبيق الشريعة"، زعيم التنظيم هو "أبو بكر البغدادي" ، بسط التنظيم سيطرته على بعض مناطق من سوريا ، ودخل فى صراعات مع جبهة النصرة والجيش الحر أسفرت عن سقوط أكثر من 3 آلاف قتيل ، وتسيطر داعش على مناطق فى محافظات الرقة و حلب و ريف اللاذقية . 6-جبهة تحرير سوريا الإسلامية جبهة ذات مرجعية إسلامية تجمع كثيراً من الفصائل المقاتلة ذات التوجه الإسلامي ، تأسست جبهة تحرير سوريا الإسلامية في شهر سبتمبر عام 2012 ، وتضم نحو 60 ألف مقاتل، وأكثر من 30 من أكبر الألوية والكتائب المقاتلة على الأرض في أحداث الأزمة السورية.