الشيطان.. عدو الإنسان الأول، فإليه ترجع كل المساوئ والشرور، فمهمته الشر الدائم، وظيفته نشر العذاب والألم، لذا احتل مكانة خاصة فى الفكر الإنساني، لمطاردته أو البحث عن طرق روحية وعقلية وعلمية للسيطرة على شروره، ومحاكمات السحرة وقتلهم فى العصور الوسطى لم يكن تكفيرا لهم، بقدر ما كانت إيمانا بقدراتهم الخارقة، المستمدة من الشيطان أو بعزبول المتمرد. ما يؤكد سطوة الشيطان احتفاظه بمكانته كمصدر الشرور منذ بدء الخليقة، من قبل ظهور الأديان، وأيضا بعدها، فكانت الظواهر الطبيعية من رياح وأعاصير وبراكين وزلازل وسيول وقحط مرتبطة بالمردة والشياطين، التى تريد الاستمتاع بهلاك البشر، الذين بدورهم اخترعوا آلهة لكل ظاهرة، يعبدونها لتكف يد الأذى عنهم، فلم يكن هناك قانون أو قيم، إلا قيم السحرة والكهنة، القادرون على طرد الشياطين الشريرة، ويعرفون ما تريد، ويسيطرون على الناس من خلال هذا الوهم، ورغم ظهور الأديان التى أقرت بوجود الشيطان - ولكن جعلت أن الخير والشر بيد الله سبحانه وتعالى وأنه غير قادر على إيذاء أحد إلا بإذن الله إلا أن الشيطان مازال يحظى باهتمام الناس بمختلف مداركهم، فالأميون مازالوا يترددون على الدجالين طلبا للشفاء من الأمراض العصبية والاضطرابات النفسية، والمتعلمون منهم من يستسلم للشعبوية، ومنهم من يجتهد فى تقديم وصف علمى للشيطان ليواكب العصر! من الاجتهادات الطريفة التى قرأتها، أن مواصفات الشيطان كما جاءت فى الأديان تنطبق على الفيروسات الغامضة الضارة بالإنسان، فهى قديمة قدم الحياة، ولديها القدرة على الكمون، وتنشط عند ضعف الإنسان، كما أنها تجرى فى الإنسان مجرى الدم، وهى موجودة فى أى كائن حى لهلاكه! المهم هنا أن الفيروسات من أخطر مصادر الشر للإنسان وأكثرها غموضا فهى ليست كائنات حية، ويسمونها جسيمات، ولكنها تحتفظ بخصائص الحياة، بالقدرة على التضاعف والتكاثر من خلال الخلايا الحية، التى تعيش عليها، فعن طريق خصائص الخلية الحية، تدس مكوناتها من(DNA) و (RNA) ضمن المادة الوراثية للخلية لتستمد الحياة، ولكنها لا تموت إن لم تجد عائلا فهى فى منطقة وسطى بين الحياة واللاحياة، فهى إن لم تكن من الشياطين فلها خصائصها وأفعالها! وقف العلم حائرا أمام الفيروسات، ولا يستطيع حتى الآن مواجهتها إلا من خلال اللقاحات، التى تستنفر الجسم، لإنتاج الأجسام المضادة، لمواجهة هجوم الفيروسات الشيطانية الخطيرة المميتة، وقد أعلنت قواتنا المسلحة عن اختراع «سى فاست ديفيز» لتشخيص حالات الإصابة بفيروس (سي) الكبدى و (الإيدز) بالموجات الكهرومغناطيسية، وجهاز (كومبليت كيور) لعلاج مرضى الفيروسات عن طريق تفكيك الفيروس بالموجات الكهرومغناطيسية، إلى جزيئات كربونية ونيتروجينية المكونة له، وتحويلها إلى غذاء فى شكل أحماض أمينية لمصلحة الإنسان، ودمجها فى عملية الأيض (الميتابوليزم) ، وهو ما يعد ثورة علمية فى تاريخ علاج الفيروسات، لا مجرد اختراع مهم فى أهم مؤسساتنا الوطنية. جهاز (كومبليت كيور) أو الشفاء التام، قاتل الفيروسات، إنما هو قاتل للشيطان أشد أعداء البشرية هلاكا ودمارا، إلا إنه لم يتمكن من قتل شياطين الإنس، الذين استقبلوه بالتهكم والسخرية، رغم إجازته من الإدارة المركزية للتنمية والبحوث بوزارة الصحة، التى بلا شك أخضعته للعديد من التجارب والفحوصات، وإلا لم تكن لتغامر بالترخيص له، فلم يشفع ذلك أن يوجهوا نقدا علميا للجهاز، وهو الأمر المقبول علميا، أن تفند وتشكك وفق أسلوب علمى متفق عليه فى دوائر المتخصصين، ولكن سرعة التشكيك والتهكم والسخرية تجعلنا نرى شياطين جددا يسوؤهم أن يخرج من بلادهم ما يطمئن الناس على أن قوتهم الصلبة بخير، وإن كره العابثون الذين وصل بهم الاستهتار والتسرع بتشبيه هذا الإعجاز العلمى بزلموكة الحمام، وبول الإبل، والأعشاب الملوثة، التى ادعوا شفاءها للأمراض! التفكير العلمى لا يقبل المسلمات أو المطلقات، فجهاز قتل الشيطان وإن كان معجزة لأهمية إنجازه، إلا إنه يخضع للمراقبة والتقييم بعد تجربته على عدد كاف من المرضي، حتى يتم التأكد من فعاليته بشكل إحصائي، وترصد الآثار الجانبية، مثله مثل كل الإنجازات العلمية المهمة، التى لم تفقد أهميتها، حتى لو ظهر لها سلبيات، فهى خاضعة بطبيعة العلم إلى التطوير والتغيير، للوصول إلى الأفضل ،فعلى المستوى الشخصي، لم استخدم جهاز (الميكروييف) حتى الآن خوفا من آثاره الجانبية، التى لم تظهر أو تحدد، ولكن هناك شك علمى يحوط هذه الطريقة فى التسخين، لم يثبت صحتها، ولكنها أيضا مازالت مطروحة! فتخوفى أراه مشروعا، ولكنه لا يقلل أبدا من أهمية الجهاز! النقد والتقييم المستمر فى الميدان العلمى جائز ومطلوب، من الدوائر العلمية المتخصصة، لا من العوام، أو المتخصصين فى مجالات أخري، الذين تطوعوا بسرعة للهجوم على هذا الإنجاز، وتلخيصه (بصباع كفته)! وعندما تهزمهم الحقيقة، يعودون إلى زخرف القول، بعد العبث بعقول الناس، وليس أمامنا إلا أن نطبق قول الله تعالى فيهم: «وكذلك جعلنا لكل نبى عدوا شياطين الإنس والجن يوحى بعضهم إلى بعض زخرف القول غرورا ولو شاء ربك ما فعلوه فذرهم وما يفعلون» صدق الله العظيم. ليس بوسعنا إلا أن نذرهم وما يفعلون، من تهكم وسخرية وتسرع، فهذا ما يؤجروا عليه من شياطين الإنس، التى تفرض علينا الفوضى والتخلف، بينما فى وسعنا أن نحسن تسويق إنجازاتنا فكان من الممكن أن يقدم الاختراع إلى العالم بصورة أكثر كفاءة، وموهبة التعبير والتسويق ليست بالضرورة فى كل العلماء، ولكن هناك متخصصون للتسويق الذين يدرسون الواقع بحلوه ومره وخيره وشره ويجيدون التعامل معه لتوصيل الرسالة الصحيحة رغم أنف شياطين الجن والإنس! لمزيد من مقالات وفاء محمود