إذا لم أستطع الوصول إلى حقي إلا بدفع مبلغ من المال، فهل يعتبر هذا من الرشوة المحرمة وعلى من يقع هذا الإثم؟ يجيب الدكتور عيد محمد يوسف، أمين لجنة الفتوى بالأزهر الشريف، قائلا: إنه إذا تيقن السائل أن هذا حقه فعلا ولم يستطع أن يصل إليه بعد طرق الأبواب الحلال البعيدة عن الشبهات والحرام، واستعصى عليه حقه، فله أن يدفع مضطراً والإثم يقع على الذي أخذ منه المال لا على الدافع، لأنه لم يأخذ حق غيره، ويقول الله تعالى : (فَمَنِ اضْطُرَّ غَيْرَ بَاغٍ وَلَا عَادٍ فَإِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ) 115 سورة النحل، ويقول تعالى: (فَمَنِ اضْطُرَّ غَيْرَ بَاغٍ وَلا عَادٍ فَلا إِثْمَ عَلَيْهِ إِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ)، 173 سورة البقرة، وواقع تحت المستكره على ذلك. والرسول صلى الله عليه وسلم يقول: (رفع عن أمتي الخطأ والنسيان وما استكرهوا عليه)، أما إذا كان هذا الدافع ليس حقه ويدفع من أجل الحصول عليه، فهذا هو الراشى بالفعل، لأنه قدم أموالاً للحصول على شىء ليس من حقه، وقد لعنه الله ومن أخذ منه الأموال، والراشي والمرتشي في النار. لي قريبة كانت تزعجني، وكنت أدعو عليها باستمرار، رغم أن المشاكل كانت عادية، واستجاب الله لدعائي، وهي مريضة الآن، وأشعر بالذنب تجاهها، وأتمنى أن تسامحني لكن ليس لديَّ الشجاعة لطلب العفو منها، وأدعو لها بالشفاء، ومرضها صعب، فما الذي يمكنني فعله تجاهها؟ يجيب الدكتور عيد محمد يوسف، قائلا: كان من الأفضل حينما يقع للإنسان مشكلة من أحد الناس أن يدعو له بالهداية، وأن يصلح من شأن هذا المسىء، حتى يعود هذا الدعاء على الجميع بالنفع والخير، أما عن السائل الكريم وأن الله تعالى قد استجاب لدعائه وأصبحت السيدة في فراش المرض، وشعوره بالذنب تجاه هذه المريضة، فعليه أن يدعو لها بالخير حتى يظن أنه وفىَّ ما دعى به عليها، وإذا استطاع أن يتصدق عليها فليتصدق، لقول الله تعالى (إن الحسنات يذهبن السيئات ذلك ذكرى للذاكرين). ويستغفر الله عما فعله أو ما بدر منه تجاه هذه المريضة.