حالة إبداعية مركبة يطرحها الفنان فريد فاضل من خلال معرضة الأخير «مصر بلدنا كلنا» والمقام حتى الجمعة المقبل بجاليرى بيكاسو بالزمالك, شكلت لتجمع بين ما هو مرئى وما هو مقروء فى صياغة فنية تعكس الواقع الحياتى للطبيعة البشرية المحملة بسمات وعبق التراث المصرى والتاريخ الفرعوني، ففى ربط الكلمة بالشكل إيحاء لمعنى الإبداع يقدمه الفنان فى ست قصائد و45 لوحة تشكيلية تنوعت فى مساحاتها وخاماتها , وتباينت فى تشكيلاتها وتعبيراتها، نواتها أمكنة من رحم الطبيعة الريفية الأصيلة بمفرداتها وشخوصها البسيطة والتى قد وظفت لخدمة مغزى فلسفى عميق يقصده الفنان وهو التأكيد على هويتنا المصرية وضرورة التعاون المشترك بين أهلها والدور الفعال الذى تشغله المرأة المصرية ماضيا وحاضرا ومستقبلا . ترجمت تلك الأفكار فى قوالب تشكيلية وبحالة حوارية بين شخوصها تعكس أهمية الاحتفاظ بشتى معالم الهوية المصرية تتجاوز الواقع السياسى , لتترنح ما بين المدرسة الطبيعية, الواقعية السحرية وفانتازيا الرمز مثل لوحة «الأرجوحة». نفذت اغلب الأعمال بالألوان الزيتية على القماش فى الوقت الذى عاود فيه الفنان تقديم عشر لوحات نفذها بالألوان المائية بعد فترة انقطاعه عن التعامل معها , فعلى الرغم من صعوبتها الشديدة الا انه قد تفوق على نفسه فى تطويعها لخدمة المضمون الفكرى والفلسفى للوحة. فهى بالفعل قادرة على توصيل المعنى للمتلقى وذلك من خلال شفافيتها وإيقاعها الضوئى وخاصا مع اللوحات المرتبطة بالتراث كلوحة «الكرنك» و«شاهد على عصر». ويقول الفنان فريد فاضل :« مصر تتسع لكل أبنائها , وقد حانت ساعة البناء وتصحيح المسارات المعوجة , فلقد عبرت ثورتى 25 يناير و 30 يونيو عن ارادة شعب بأكمله ولكن هذه الإرادة لن تتحقق بالهتافات والشعارات وحدها , فقد حان الوقت لكى ندرك أننا جميعا داخل مركب واحد , فمصر بلدنا كلنا , وان كنا نحبها بالحق يجب أن نعمل ونضحى لا أن نصفق ونغنى فقط . ولان مصر لها جذور تاريخية ضاربة فى أعماق سحيقة فلن تقدر الظروف العابرة مهما تكن صعوبتها على اجتثاثها من أصولها , فإذا ما ثارت الزوابع وهاجت العواصف فانها تكسر فقط الأغصان الجافة الميتة , لكن الحية المورقة تنحنى للرياح حتى تعبر , ثم تشرق شمس يوم جديد فتعطى ثمرها الحلو مجدد لكل عابر».