مع عودة الفصل الدراسى الثانى يتعالى الضجيج المثار حول خطورة الإنفلونزا الموسمية خاصة بعد تداول وسائل الإعلام لخبر وفاة 52 حالة كانت قد أصيبت بالمرض فى مقابل 873 حالة اشتباه بالإصابة تأكد منها 182 حالة منذ ديسمبر الماضى . وفى ظل تكدس طلابى فى الفصول والمواصلات وإجراءات احترازية ضعيفة ، كان من الضرورى طرح بعض الإرشادات والمحاذير المهمة على مسامع أولياء الأمور والمسئولين على حد سواء. د. عبد الهادى مصباح أستاذ المناعة وزميل بالأكاديمية الأمريكية للمناعة ينصح أولياء أمور الأطفال المصابين بأى عامل من عوامل الخطورة مثل الأنيميا المزمنة وأمراض الكلى أو الأمراض المناعية أو مصابين بمرض السكرى أومن يتعاطون أدوية مثبطة للمناعة أو أقراص الأسبرين يوميا بتلقى التطعيم الخاص بفيروس الأنفلونزا من بداية بلوغهم سن ال6 أشهر وحتى لو لم يدركوه فى أكتوبر حيث إن شهر أكتوبر هو موعد التطعيم باللقاح - بضرورة تلقيه الآن وفورا. ويضيف د. عبد الهادى أنه من الواجب توعية أولياء الأمور لأطفالهم بضرورة غسل الأيدى باستمرار والوجود فى أماكن جيدة التهوية، سواء فى الفصول أو الحافلات المدرسية، كما يجب تعليم الطفل كيفية العطس دون إلحاق ضرر بالآخرين بحيث يعطس ويكح داخل مناديل ورقية حتى لا ينتشر الفيروس، وتلتزم الأم بعدم إخراج أبنائها من الدفء إلى البرد بشكل مفاجئ لأن الأجسام المضادة الموجودة بالأغشية المخاطية فى مدخل الجهاز التنفسى تتأثر بالتغيير المفاجئ فى درجات الحرارة، ولا داعى لاستخدام المدفأة فى البيت والخروج المفاجئ ، كذلك حث الطفل على شرب المزيد من المياه، كما يجب مراعاة توفير دورات مياه نظيفة بالمدرسة وصابون ومياه ليتمكن التلاميذ من غسل الأيدى ،كما يجب على المدرسة أيضا توعية المدرسين بوسائل نقل العدوى وتحذير التلاميذ من تلك الوسائل، وفى حالة اكتشاف ارتفاع درجة حرارة تلميذ عن 38 درجة لابد من عزله فورا وإعطائه إجازة ولا يعود للمدرسة إلا بعد 24 ساعة من انخفاض الحرارة دون مخفضات. كما يرى د.مصباح أن عدد الوفيات التى أعلنتها وزارة الصحة ليست بالكبيرة مقارنة بكبرى الدول، فالولايات المتحدةالأمريكية يبلغ عدد المصابين فيها بفيروس الأنفلونزا 380 ألفا سنويا يتوفى منهم 36 ألفا من المصابين، فلا داعى للقلق أو الهلع فهذه ليست السنة الأولى التى يظهر بها فيروس الإنفلونزا ، كما أنها تنتشر فى مارس وإبريل من كل عام مثلها مثل أمراض الجدرى والحصبة كما يمكن مقاومته مثل جميع الفيروسات، وأن السبب فى حدوث وفيات هو عدم الوعى بكيفية التعامل مع المرض ولو زاد الوعى بأهمية تلقى التطعيم فى أكتوبر من كل عام لانتهى الأمر وحتى فى حالة الإصابة بالفيروس بعد تلقى التطعيم فستصبح الأعراض الناتجة عنها واحتمالية مضاعفاتها أقل بكثير من حال عدم تلقيه.