كانت تجهيزات العرس تجري علي قدم وساق، اهالي الحي بالكامل يشاركون كعادتهم دائما، العريس في اوج فرحته فما هي الا ايام معدودة ويلتقي بشريكة العمر تحت سقف واحد. تجمع الاهل والاصدقاء لنقل تجهيزات ومفروشات منزل الزوجية، وفجأة ظهروا وكأن الأرض انشقت عنهم، يحملون صورا لرئيسهم المعزول، وكأن الرقص والغناء فرحا بالعروسين اهانهم، فأشهروا الاسلحة واطلقوا رصاصات الارهاب، صرخ فيهم من بعيد مدافعا عن فرحه، وفجأة سقط وانطلق نهر الدم الطاهر ليحيط به من كل جانب. الحادث المأساوي الذي شهدته منطقة عزبة النخل وراح ضحيته حسني محمود (28 عاما) يوم الجمعة قبل الماضي، يؤكد مدي قسوة وفجور أنصار المعزول، وكأن صدورهم استبدلت نبض الحياة بحجارة صلبة قاسية، فالضحية كما وصفه الاهل والجيران كان من اطيب شباب المنطقة ويشهد له الجميع بحسن الخلق، ويحكي عنه أحمد سعيد جاره وصديق عمره قائلا: كان مثال للشاب المكافح، فكان يعمل سائق اتوبيس مدارس، وتمكن من اعداد تجهيزات عش الزوجية الذي قام بإستجاره بالقرب من منزل اسرته ليبقي بجوار والدته، وخلال احتفالنا بنقل مفروشات العروسين فوجئنا بقيام بعض انصار الاخوان بمحاولة الاشتباك معنا بسبب قيامنا بتشغيل أغنية «تسلم الايادي» التي اثارت غضبهم، وحاول عدد من كبار اهالي المنطقة تهدئة الاجواء المشحونة، لكنهم لم يستجيبوا لصوت العقل، وفوجئنا بهم يرفعون اسلحتهم ويغرقرننا بوابل من الاعيرة النارية بشكل عشوائي، فاندفع العريس نحوهم وطالبهم بالتوقف قائلا «حرام يا جماعة ده فرحي»، وكانت تلك الكلمات اخر ما نطق به، وكانت رصاصات الغدر اسرع من كلماته، وسقط مضرجا في دمائه، فاضطررنا للدفاع عن انفسنا فقط بالطوب والحجارة حتي نتمكن من رد اعتدائهم، بعد اصابة عدد من الموجودين بالاعيرة النارية. وداخل منزل أسرة الشهيد رفضت الام الحديث فكان مصابها عظيما لدرجة انها لا تصدق ذهابه بلا عودة، فتارة تنطلق دموعها رغما عنها، وتارة أخري تحاول التعامل مع الاخرين بشكل عادي وكأن شيئا لم يحدث. اما خال العريس الشهيد فأكد انه عقب انتهاء المعركة عثر الاهالي علي جثة طفل لا يتعدي عمره 14 عاما مصاب بطلق ناري، فاعتقدوا انه من ابناء المنطقة فحملوه مع الاخرين للمستشفي ليكتشفوا انه كان من ضمن مسيرة الاخوان واصيب خلالها فقاموا بحمله والقوا به وسط المعركة ليتهموا اهالي المنطقة بقتله وتوعدوهم بالقصاص عبر مسيرات انتقامية.