طغت قضية سحب السفراء الخليجيين من قطر علي قائمة اهتمامات الشارع الخليجي والعربي عموما أمس ، واهتم مدونون وناشطون خليجيون وعرب بالقضية، وصدر أحدهم نقاشه حول القضية بأغنية " لاتلعب بالنار" للمطرب اللبناني "راغب علامة " في إشارة للدور القطري السلبي في دول الخليج . بينما تساءل الدكتور عبد الخالق عبدالله أستاذ العلوم السياسية بجامعة الإمارات كيف ستتعامل قطر مع هذا القرار الخليجي؟ هل ستبقي علي نهجها الداعم للاخوان والتغريد خارج السرب الخليجي علي حساب اقرب الناس لها؟ ، مؤكدا أن سحب السفراء يعبر عن أن الاستياء من نهج قطر بلغ حدودا قصوي وربما كان القرار هو بداية عقوبات خليجية قادمة اكثر قسوة، ورأي آخرون أن عملية سحب السفراء من قطر بداية للإطاحة بها من مجلس التعاون أو عزلتها. بينما عبر مواطنون قطريون عن أن المواقف السياسية متغيرة والعلاقات بين الشعوب ثابتة. فيما اعترف قطريون آخرون امتنعوا عن ذكر أسمائهم بأن سياسات بلادهم الخارجية أضرت بهم وبمصالحهم وأنه ينبغي أن تكف بلدهم عن مثل هذه التدخلات السلبية، وقد سبق لي أن استمعت إلي مثل هذا الكلام من الدكتور نجيب النعيمي وزير العدل القطري السابق الذي التقيته في القاهرة قبل حوالي عام ونصف العام بالقاهرة،وأشار النعيمي إلي التناقض الكبير الذي تقع فيه قناة الجزيرة التي تنطلق من بلده حينما تتحدث عن حقوق وحريات في البلاد الأخري ولاتهتم بما يجري في قطر. وأكد النعيمي يومها أنه ينبغي التوقف عن التدخل في شئون الآخرين, سواء تحت مسمي المساعدة أوتحت أي مسمي آخر,فالتدخل بعد انتصار الثورات العربية يجب أن ينتهي لأن الشعوب العربية ليست غبية. وأضاف: جلب لنا التدخل القطري العداءات، وقد قال لي أحد القادة التونسيين إن أول مظاهرة خرجت في بلدهم بعد انتصار الثورة كانت تهتف( لا لقطر وأمريكا)، وفي ليبيا حدث الأمر ذاته،وصدرت تصريحات ترفض التدخلات القطرية في شئونها، وفي مصر حدث احتجاج واضح بشأنه، وتكرر الأمر ذاته في سوريا ، وبالتالي نصيحتي لحكومتي أن تبتعد عن التدخل في الشئون الداخلية للدول العربية .ولاشك أن الأمور تصاعدت علي نحو دراماتيكي منذ ذلك الحين ، وأصبح الدور القطري اليوم مهددا للخليج نفسه .