عقب ثلاثة أيام من الهزيمة القاسية التي لحقت بحزب اليمين الحاكم الذي يتزعمه الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي أمام حزب اليسار في الانتخابات المحلية. أعلن قصر الإليزيه أمس عن إجراء تعديل وزاري محدود. و تم بمقتضى التعديل تعيين إريك فيرت وزيرا للعمل والشئون الاجتماعية بعد أن كان وزيرا للميزانية,وتعيين فرانسوا باروان وزيرا للميزانية والحسابات العامة و إصلاح الدولة, وجورج ترون سكرتيرا للدولة و مارك فيليب روبريس وزيرا للشباب, ومارتن هيرسن رئيسا لوكالة الخدمة المدنية بعد أن كان المفوض الأعلي للشباب, بينما أقال الرئيس الفرنسي اكزافييه داركوس الذي كان وزيرا للعمل. وقال مراقبون فرنسيون إن التعديل و إن كان محدودا في حجمه إلا أنه ذو مغزي سياسي واضح يكرس الانفتاح علي حزب اليمين مما يلبي جزئيا رغبات نواب الأغلبية. و لقي التعديل الوزاري الذي أجراه الرئيس ساركوزي رفضا من جانب بعض الصحف الفرنسية, حيث اعتبرت صحيفة ليبراسيون أن الرئيس اكتفي بسد الثغرات التي ظهرت في حكومته. بينما أكدت صحيفة لوموند أن ساركوزي يراهن بعد الهزيمة في الانتخابات المحلية علي إصلاح نظام المعاشات معتبرة أن حزب اليسار حقق أفضل إنجاز له في تلك الانتخابات منذ فوزه في الانتخابات التشريعية عام1981. وقد شهدت فرنسا أمس إضراب معظم القطاعات عن العمل احتجاجا علي سياسات الحكومة الفرنسية التي اتخذتها مؤخرا: فيما يخص أزمة البطالة وانخفاض قيمة الأجور مع ارتفاع نفقات المعيشة, فضلا عن خطط الحكومة بشأن تغيير نظام المعاشات. وهو نفس السبب الذي أدي إلي خروج مظاهرات في شوارع المدن الفرنسية و التي دعت إليها النقابات العمالية الرئيسية في البلاد.