«كان أعضاء فريقنا العلمى يعملون بتكتم شديد تحت حماية الجيش لا يقطع صمتهم إلا تكبيرات الأطباء وزغاريد الممرضات كلما جاءت نتائج تحاليل أحد المرضى بالكبد الوبائى نيجاتيف»، العبارة السابقة على لسان علامة الطب الدكتور على مؤنس إلى محدثتى الدكتورة ليلى إبراهيم شلبى . فالطبيعى أن يخشى جيش مصر تسريب الاختراع، وهو ما يتفق مع حرصه على الأمن الصحى للمواطنين بنفس حرصه على سلامة الوطن ووحدة أراضيه، وأن يعلن عن تتويج جهوده السرية بنجاحه فى اختراع يشخص المرض يحمل اسم «سى فاست» وهو حدث لا يقل عن أى انتصار حربي، ولا يدرك قيمته نجم الاستظراف والفضائح باسم يوسف ولكن يعرفه الغلابة الذين بحثوا بالشهور والسنين عن الشفاء وشاهدوا الموت يخطف الآلاف حولهم قبل أن يعرفوا حقيقة المرض اللعين والعلاج الشافى. سألت طبيبة القلوب القريبة من فريق البحث: هل الاختراع نكتة أم سر حربى؟ الاختراع حتى الآن سر حربى وهو من شقين: الأول جهاز لتشخيص المرض وهو مجرب منذ 2010 ونوقشت أبحاثه بجمعية الكبد الأمريكية وفى أوروبا وآسيا، وقد صممه علماء الهيئة الهندسية وهو جهاز «سى فاست» أما الشق الثانى: فمازال تحت التجريب، وهو الخاص بالعلاج، اخترعه «اللواء» إبراهيم عبدالعاطى والمسمى «كومبليت سى كيور»، ويتحدث عنه غدا فى مؤتمر طبى ، بعد أن فتح عليه أبواب النقد لأن المخترع شبه تحويل الفيروس إلى فائدة للمريض بصباع الكفتة. إذن هناك إنجاز تحقق أم أن الكفتة فى يد اليتيم عجبة؟ كان يجب أن نوفى التزاماتنا العلمية والطبية بكتمان حتى نحصل على موافقة ال«فاد» وهى منظمة الغذاء والدواء الأمريكية. وصف الدكتور عصام حجى من أمريكا الاختراع بأنه فضيحة وإهانة لمصر وأن الرئيس ووزير الدفاع لايعرفان عنه تفاصيل، فهل الوصف والاعلان موفق أم سياسة؟ رغم أن السياسة تفسد براءة الطب وكان الأفضل أن ينتظر حتى يعود، الا أن السياسة هنا هى دعم جهود الجيش وتعزيز ثقة المواطن فيه وهو ما لا يحتاج إلى تأكيد. ورغم ردود الفعل الساخرة على الاختراع والغاضبة لتصريحات حجي، إلا أننى أظنها لن تؤثر فى مصداقية البحث.. وانتظر بشوق مؤتمر الغد! لمزيد من مقالات أنور عبد اللطيف