مشروع القانون الذى تقدم به النائب المتطرف بالكنيست الإسرائيلى وعضو حزب الليكود موشيه فيجيلين والذى ينص على بسط السيادة الإسرائيلية على المسجد الأقصى وأثار عاصفة من الغضب فى العالمين العربى والاسلامى ما هو إلا حلقة فى المسلسل التآمرى لهدم الأقصى فلا فرق بين متطرف ينتمى لجماعة دينية متشددة وبين مسئول سياسى فالهدف لكليهما واحد وهو هدم المسجد الاقصى لبناء هيكل سليمان المزعوم على أنقاضه. والحفائر التى تقوم بها إسرائيل قرب المسجد الأقصى عند باب المغاربة تأتى ضمن سلسلة الانتهاكات الصارخة ضد المقدسات الاسلامية وترتكبها الجهات الرسمية والجماعات المتطرفة على السواء ففى الخامس عشر من اغسطس عام 1967 دخل الحاخام العسكرى الرئيسى لاسرائيل ويدعى «شلومو جورن» وحاخامات الهيئة الحاخامية العليا إلى ساحة المسجد الاقصى من باب المغاربة ويحملون معهم بوقا وما يطلق عليه خزانة المقدسات ومنصة متحركة وأقاموا الصلاة فى المكان . وبعد ثلاثة أيام أراد جورن جمع آلاف المصلين اليهود فى المكان ليفرض سابقة بذلك الأمر مما أدى إلى احتجاجات إسلامية قوية وعاصفة جماهيرية أجبرت الحكومة الإسرائيلية على اتخاذ قرار رسمى بمنع صلاة اليهود داخل الحرم والسماح لهم بأداء صلواتهم عند الحائط الغربى وردا على الخطوات التى اتخذها جورن قام المسئولون فى الاوقاف الاسلامية بإغلاق باب المغاربة ولم يسمحوا لحاخامات الهيئة الحاخامية العليا بالدخول،ولكن الامر لم ينته عند ذلك فقد اجتمعت الحكومة الاسرائيلية وقررت السيطرة على البوابة . وزير الاديان الاسرائيلى فى ذلك الوقت «زيرح فير هفتيج» اعتبر نفسه مسئولا عن تنفيذ هذا القرار وطالب مدير الاوقاف الاسلامية «حسن طهبوب» باعطائه مفاتيح باب المغاربة إلا أن طهبوب رفض هذا الطلب وأصدر المجلس الاسلامى الاعلى بيانا جاء فيه "أن الحرم الشريف هو مكان مقدس للمسلمين ولايوجد حق لأى طرف بالسيطرة عليه"، وأوضح المجلس انه لا ينوى تسليم المفاتيح . بعد ذلك بعدة أيام ظهر وزير الدفاع الاسرائيلى موشيه ديان فى مؤتمر يضم كبار الضباط واكد السماح لليهود بدخول الحرم وقام هو وقائد المنطقة الوسطى «عوزى نركيس» بزيارة باب المغاربة وقام «ديفيد فرحى» مستشار نركيس للشئون العربية بأخذ المفاتيح من طهبوب ووضع افراد الشرطة العسكرية عند البوابة. لكن بعد إحراق المسجد الاقصى فى اغسطس عام 1969 قرر المفتى الشيخ حلمى المحتسب استعادة السيطرة على باب المغاربة وأعلن المجلس الاسلامى الاعلى ان باب المغاربة لن يفتح أمام الزوار طالما لم تسترد المفاتيح. وفى التاسع عشر من اكتوبر 1969 اجتمعت الحكومة الاسرائيلية برئاسة جولدا مائير لمناقشة الامر وبعد ايام إثر اتصالات مع الاوقاف فتح باب المغاربة .وطوال السنوات الماضية سمحت الشرطة الاسرائيلية لاتباع جماعة امناء جبل الهيكل بالصلاة فوق التلة الترابية المؤدية إلى باب المغاربة. وتكمن الخطورة هنا فى أن هذه الجماعة اليهودية المتطرفة حصلت منذ عدة سنوات على الضوء الاخضر من المحكمة العليا فى إسرائيل لوضع حجر الأساس الرمزى للهيكل الثالث المزعوم فى منطقة باب المغاربة، ولكن ما هى أهداف جماعة أمناء جبل الهيكل وما مخططاتها؟ وهل يكون هذا الحجر بداية لهدم الأقصى ومحو المقدسات الاسلامية بالقدس؟ جماعة الهيكل اليهودية تقدم نفسها على انها هيئة غير سياسية تمارس أنشطة تعليمية وهو ما يخالف الحقيقة ويطالب قادة هذه الجماعة صراحة بهدم الاقصى . وتحظى الجماعة المتطرفة بدعم مباشر من الحكومة الإسرائيلية التى تخصص لها حوالى نصف مليون شيكل سنويا عن طريق قطاع الثقافة التوراتية بوزارة التعليم هناك .وقد حصلت تلك الجماعة على الترخيص اللازم لممارسة نشاطها تحت اسم «مؤسسة العلوم والأبحاث وبناء الهيكل» .ويقوم أعضاؤها بجمع الادوات الخاصة بطقوس العبادة تمهيدا لبناء الهيكل، وقد تم تأسيس جماعة الهيكل منذ 26 عاما على يد الحاخام يسرائيل آرييل الحاخام السابق لمستعمرة ياميت وتحصل هذه الجماعة على تبرعات ضخمة من جهات خارج إسرائيل من بينها جهات مسيحية تشاركها فكرها العقائدى بجانب هيئات ومؤسسات داخل إسرائيل تقدم الدعم والتمويل لهذه الجماعة. ويرى أتباع هذه الجماعة أن المنطقة الواقعة أسفل المسجد الأقصى تزيد فى أهميتها آلاف المرات على أهمية حائط المبكى فطبقا للقسم الثالث والأخير من التوراة، كما. يقول هؤلاء، فإن لشعب إسرائيل مكانا واحدا فقط مقدسا وهو جبل الهيكل أما حائط المبكى فهو مجرد جدار خارجى للهيكل، لذلك لا أهمية له مقارنة بالهيكل نفسه والموجود أسفل المسجد الأقصى. ويقول اتباع الجماعة ان الهيكل الثالث بعد إقامته سوف يخضع لسلطة الحكومة الاسرائيلية برغم انها علمانية فطبقا للتعاليم التوراتية فإن أفراد الشعب يقيمون الهيكل والحكومة تتولى السيادة بصفتها الممثلة لافراد الشعب .ويشير هؤلاء أيضا إلى ما يسمى «تابوت العهد» (خزانة الكتاب المقدس فى الكنيس) والخلاف القائم حول مكانه فالبعض يقول ان احد ملوك بنى إسرائيل قد اخفاه قبل دمار الهيكل فى أحد أنفاق جبل الهيكل أسفل المسجد الاقصى وهو موجود هناك حتى اليوم . ويتبجح أحد الحاخامات بقوله: انه فى كل الاحوال وتحت أى ظروف سوف يتم بناء الهيكل فور الحصول على الضوء الاخضر وعملية البناء ستتم خلال بضعة أشهر فقط باستخدام أحدث وسائل التكنولوجيا !