في إطار الاهتمام العالمي لمتابعة أحدث تطورات الوضع في مصر مع قرب حلول الذكري الأولي لقيام ثورة25 يناير, أجرت وزيرة الخارجية الأمريكية هيلاري كلينتون اتصالا بوزير الخارجية محمد كامل عمرو تمت خلاله مناقشة الأوضاع الاقتصادية والسياسية في مصر. كما تناول الاتصال تطورات الأوضاع في سوريا. وأشارت الخارجية الأمريكية إلي أن الاتصال تناول أيضا الموضوعات نفسها التي بحثها الرئيس الأمريكي باراك أوباما قبل أيام مع المشير محمد حسين طنطاوي وزير الدفاع رئيس المجلس الأعلي للقوات المسلحة والتي تتمثل في بحث سبل انتقال السلطة بشكل سلمي. وفي روما, أعلنت الحكومة الإيطالية تعيين ماوريتسيو ماساري مبعوثا خاصا لمنطقة المتوسط ودول الربيع العربي. وأوضح بيان لوزارة الخارجية الايطالية أن القرار يأتي في إطار اهتمام خاص توليه روما لمنطقة جنوب المتوسط بعد عام من اندلاع ثورات الربيع العربي, مما جعل المنطقة تشكل أولوية استراتيجية في السياسة الخارجية الايطالية. وفي ألمانيا, كثفت وسائل الإعلام الألمانية من تحليلاتها ورصدها للواقع المصري خلال أسبوع الحسم كما أطلقت عليه, حيث توقعت معظم التحليلات أن يحسم مصير الثورة المصرية من خلال أسلوب تعامل القوي الرئيسية في مصر وهي المجلس العسكري والتيار الإسلامي والشعب خاصة الشباب مع ذكري الثورة الاولي ويوم25 يناير المقبل. وذكرت صحيفة زود دويتشه الألمانية في تقرير تحت عنوان انطلاقة نحو المجهول أن الانتصار الذي حققته الأحزاب الإسلامية في الانتخابات برغم التجاوزات التي شهدتها عقد الأمور في مصر الآن قبل الذكري الأولي للثورة, فالشباب الذين أشعلوا الثورة المصرية وأسقطوا الرئيس السابق حسني مبارك فشلوا في الانتخابات ويريدون الآن إثبات أنهم وإن غابوا عن البرلمان فإنهم يسيطرون علي التحرير, والمواجهة بينهم وبين المجلس العسكري قد تكون خطيرة. وتضيف الصحيفة أن الشعب المصري بعد عام من القلاقل والتوترات يريد الاستقرار الأمني والغذائي وربما لن يدعم اي محاولات لإثارة الفوضي في ذكري الثورة, ولكن من ناحية أخري فإن القوي الإسلامية مطالبة الآن بعد فوزها بتحقيق نجاحات اقتصادية واجتماعية سريعة, وهي مسألة صعبة والأرجح أنها ستسعي لتحويل أنظار المواطنين عبر إثارة الجدل حول قضايا دينية مثل النقاب وحظر الخمور وغيرها من المسائل الجدلية, إضافة إلي إشعال جدل حول معاهدة السلام مع إسرائيل كذلك فإن صراع القوي بين المجلس العسكري و القوي الإسلامية لم يدخل مرحلته الحاسمة بعد لذلك كله ترشح الصحيفة مصر لمرحلة من عدم الإستقرار, وتقول إنه لا أحد يمكنه ان يتكهن بما سيحدث في مصر غدا. أما صحيفة تاجسشبيجل فركزت علي الاقتصاد المصري بتحليل عريض ورأت أن مصر مقبلة علي صقيع اقتصادي مماثل للصقيع الشتوي الذي تعانيه الآن وذلك بسبب تراجع الاحتياطي النقدي والسياحة وغياب الاستثمارات الأجنبية وخسارة مؤشر البورصة لأكثر من نصف قيمته خلال عام, وتري أن الحل الوحيد هو إلغاء الدعم الذي يبتلع ثلث الموازنة المصرية وهو أمر تعترف الصحيفة بأنه مستحيل في ظل عدم قدرة الحكومة علي الفصل بين مستحقي الدعم من عدمه. ومع ذلك فإن الخبير الإقتصادي الألماني ميشائيل ماركس مسئول هيئة الاستثمار والتجارة الألمانية في القاهرة يري ان اقتصاد مصر يمكن أن ينهض لأن مصر دولة غنية بمواردها وثرواتها الطبيعية وثروتها البشرية المؤهلة ولكنها في حاجة إلي استقرار في صناعة القرار لأن الحكومات الانتقالية تتبدل ولا تجرؤ علي اتخاذ قرارات مصيرية أو بدء مشروعات ضخمة. وعلي صعيد آخر, وفي إطار التقييم الإسرائيلي المستمر لنتائج الانتخابات البرلمانية في مصر, قال السفير الإسرائيلي السابق لدي مصر إسحق ليفانون إن الإخوان المسلمين يخشون من الفشل, وأن فوزهم الأخير في الانتخابات البرلمانية لا يجب أن يقلق إسرائيل, بل طالب بضرورة فتح حوار بين إسرائيل والجماعة. وعلي صعيد آخر, ومع اقتراب ذكري الثورة المصرية, نظم عدد من المصريين المقيمين في باريس مسيرة في شوارع العاصمة الفرنسية تضامنا مع الثورة المصرية, وتأكيدا علي رفض الدعوات للاحتفال بالذكري الأولي لها في ظل عدم تحقيق الثورة لمعظم مطالبها. وأكد المشاركون في المسيرة التي تتواكب مع اليوم العالمي للمصريين في الخارج للتضامن مع الثورة المصرية والذي ينظم في خمس دول- ضرورة تسليم البلاد إلي سلطة مدنية منتخبة, وقالوا إن الأمل في الحفاظ علي الثورة وتحقيق مطالبها هو توحيد الشعب مرة أخري. كما شهدت مدينة نيويورك وقفة لبعض المصريين المقيمين هناك في تايمز سكوير بمناسبة ذكري الثورة المصرية وللمطالبة باستكمال أهدافها, وانتشرت الدعوات لمسيرات المصريين في الخارج عبر مواقع التواصل الاجتماعي في واشنطنونيويورك ودالاس بالولايات المتحدة, وتورونتو وأوتاوا بكندا, وسيدني وميلبورن بأستراليا وأوسلو بالنرويج.