هل قدرة المرأة على التضحية أكبر من الرجل؟ هذا التساؤل طرحه بعض الباحثين البريطانيين للخروج بدراسة تؤكد أن طبيعة المرأة تميل إلى التضحية، وسواء كانت طفلة صغيرة أو سيدة بالغة. وأما فهى تجد سعادة فى تقديم التضحية من أجل من تحبهم وتهتم بأمرهم. وأرجع بعض الباحثين ذلك إلى أن عقل الإنسان ينقسم إلى جزءين أو مخين أحدهما الأيمن «أنثوى» وهو المسئول عن الكليات والأحاسيس، والمخ الأيسر «ذكورى» مسئول عن القرارات. د.طارق عكاشة أستاذ الطب النفسى بكلية طب جامعة عين شمس يوضح أنه لا يوجد ما يسمى بمخين أو فص أنثوى والآخر ذكرى إنما يوجد فص بالمخ مسئول عن القرارات والحسابات وهناك فص آخر مسئول عن الإبداع والعواطف والخيال, أى واحد مرتبط بالفكر والمنطق والثانى مرتبط بالعواطف. وبصفة عامة نجد أن النساء أكثر استخداما للعواطف من الرجال وفى المقابل يميل الرجال إلى استخدام المنطق أكثر من العواطف، ففى حالة نشوب أزمة متعلقة بالعواطف لا يجد الرجل بها أى مشكلة من الأساس مادامت لا تتعلق بالمنطق وأمور ملموسة إلى حد ما, بينما الأمر مختلف لدى المرأة فالتضحية عندها مبنية على العواطف وتقديرها لكثير من الأمور يكون مرتبط بالعواطف أيضا، بمعنى أن كل الرجال يفكرون بالمنطق فقط بلا عواطف وأن كل النساء يفكرن بعاطفة بحتة دون منطق، لكن لا يمكن تعميم هذا كمبدأ, فعادة يسير الاثنان متوازيان، ويختلف الأمر من شخص لآخر فالبعض يغلب عليه المنطق والآخر تغلب عليه العاطفة, وطبيعة المرأة أميل للعاطفة دون استبعاد المنطق, فنجد رجالاً لديهم العاطفة عالية وبعض النساء يغلب عليهن المنطق, وهذا لا ينفى أن النساء لديهن حس أعلى من الرجال وميلهن للعواطف يجعلهن أكثر قدرة من الرجال على استقبال عواطف الآخرين، ففى دراسة علمية عرضت مجموعة من صور لأشخاص بتعبيرات مختلفة كالسعادة, الحزن, التوتر, الفرحة, الشك.. وغيرها، وكانت النساء الأقدر والأسرع فى قراءة تلك المشاعر وتحديدها. وأخيرا يضيف د.طارق عكاشة: لا تختلف تلك السمات من مجتمع لآخر غير أن التعليم السليم يقوى ويرسخ التفكير المنطقى دون تعد على العواطف بينما لا يمكن القول إن الجهل يرسخ العواطف، فهذا خطأ، لكن نقص التعليم والجهل مرتبط بالخرافات والتخلف وهو أمر لا علاقة له بالعواطف.