الكشف عن أكثر من شبكة تجسس تضم مصريين وأجانب فى الفترة الأخيرة، يبين أن الأمن القومى المصرى مستهدف من جانب قوى عديدة، تسعى لإرباك المشهد المصرى وتغذية حالة الانقسام والتفتت الحالية. ونستطيع أن ندرك حجم التهديدات التى نتعرض لها، والأمر هنا لا يقف عند الحصول على معلومات فقط عن مصر وإنما يمتد لحروب الإشاعات ومحاولات الوقيعة بين أبناء الوطن الواحد، وترسيخ بذور الشقاق وإثارة الفتنة. والتساؤل الذى نطرحه هنا.. لماذا يتحول واحد من الناس فجأة إلى عميل يسعى للإضرار بوطنه والإساءة لأهله؟.. هل من أجل المال فقط؟! المواطن الفلاح الذى يتمسك بأرضه ويجد من العار أن يفرط فيها، لايمكن أن يعطى ظهره لوطنه ويشارك فى عمليات تستهدف الإضرار به.. هناك قاعدة عريضة من المصريين يمكن أن نقول إنها أغلبية مازالت تتمسك بقيمها المتوارثة وتحافظ عليها، وترى أن الوطن خط أحمر لا يمكن المساس، به، ولكن هناك النشء الذى أهملناه فى المدرسة والبيت وهو يمثل بيئة صالحة للتحول عن الوطنية، طالما لم نضع فى وجدانه بذورها وهؤلاء ينبغى أن نتحرك فى اتجاه تصحيح مفاهيم عديدة يتلقونها عبر وسائل تلقين مختلفة، ومتعددة، وهناك أيضا عمليات تسلل تتم لعقول الشباب لهدم قيمهم من خلال مسميات العولمة وحقوق الإنسان والنشطاء، ودعاة التغيير.. فالتحول هنا عن الوطن يتم تحت مسمى الإصلاح لا الهدم، وللأسف الشديد إننا فى أغلب الأحيان لا نلتفت إلى ما يدور حولنا حيث أصبحنا مشغولين تماما بالشأن الداخلى المتخبط، حيث تداخلت الخطوط كلها ولا أحد يدرى ماذا يجري.. وإلى أين نتحرك.. وفى ظل حالة التخبط الحالية فكل شيء مباح ومتاح حتى التخلى عن وطنية، ظللنا نحافظ عليها ونتمسك بها.. هناك إهدار وتشكيك فى كل شيء يتم حاليا ومعه قد تسقط أشجار القيم والتقاليد والأعراف والأخلاقيات. لمزيد من مقالات عزت عبد المنعم