ربما تلك الجملة الشهيرة التى نطلقها قبل الدخول فى معظم مدننا.. "ابتسم أنت فى مدينة كذا" لا تنطبق علينا، ولكنها تنطبق حرفيا على مدينة دبى الشقيقة. والابتسام فى مدينة دبى ليس شعارا كتبه الإماراتيون على أبواب مدينتهم.. أو على قارعة الطريق وأنت تهم بالدخول إليها، ولكنه فعل وضعوه منذ فترة ليست بعيدة نصب أعينهم حتى وصلوا إليه. شاهدت فيديو نشرته حكومة دبى، لا تزيد مدته على دقيقة و15 ثانية.. تستعرض فيه ما تعمل على تحقيقه خلال خمس سنوات من الآن، وهو تقديم الخدمات الحكومية للمواطنين عن طريق طائرة بدون طيار.. وهى نفس الفكرة التى بدأت فى استخدامها شركة أمازون الأمريكية الشهيرة والتى تعتبر أكبر شركة لبيع المنتجات عبر الإنترنت. وفى الفيديو تظهر الطائرة ذات المراوح الأربع وهى تنقل طردا لمواطن إماراتى.. عبر الطيران فى الجو والمرور بأكثر من طريق وأكثر من مكان حتى تهبط فى حديقة بيته الخاص.. فيخرج نحوها (أى الطائرة) ثم يُخرج منها بطاقة كان قد طلبها مسبقا من حكومته الذكية.. ثم يعود أدراجه داخل بيته مرة أخرى.. وتعاود الطائرة الرجوع إلى مقرها فى الحكومة. وسبق تقديم هذه الخدمة خدمات أخرى أطلقت إحداها خلال معرض جايتكس الشهير فى العام الماضى.. وهى مشروع "هويتى"، وهو تطبيق يسمح بالدخول الموحد لخدمات جهات حكومة دبى عبر هوية إلكترونية واحدة ومؤمنة، ودون الحاجة لتسجيل حساب مختلف مع كل جهة حكومية. وأيضا إطلاق تطبيق آخر لشرطة دبى على الساعة الذكية للتواصل مع خدمة 999.. وبالطبع كان لابد من إتاحة الإنترنت بسرعة وكفاءة عالية فى معظم شوارع المدينة.. ومجانا! وهذه الخدمات جعلت دبى دائما فى المقدمة وسط المدن العربية والعالمية.. فالمواطن عبر عدة خدمات قدمتها له الحكومة الذكية أصبح سعيدا غير عابئ بالاتصال مرارا ليشكو من شركات الإنترنت التى توفر خدمة رديئة وسرعة أبطأ من السرعة المتفق عليها خلال التعاقد.. (لاحظ وجود ثورة الإنترنت فى مصر) فالمدينة تم اختيارها بالفعل لتكون أجمل مدينة بالعالم من قبل مؤسسة «نايت فرانك الاستشارية العالمية».. وذلك تحت مؤشر «دراسة الأنماط المعيشية» 2013 .. كالخدمات والبنية التحتية وسهولة عيش الناس فيها وتسهيل أمورهم وتأمين أعلى مقاييس جودة الحياة، جعلها تتقدم على عدة مدن عالمية كبرى حين جاءت الأولى قبل مدينة جنيف التى احتلت المركز الثانى، ثم لندن، وسنغافورة، ثم فى المركز الخامس موسكو. وبعدها فازت دبى بشرف تنظيم إكسبو 2020 وهو حدث عالمى تفخر دبى باستضافته فى المنطقة العربية ككل.. ثم أطلقت الآن مفهوم السعادة للشعب وللمواطنين.. من خلال فعاليات القمة الحكومية العالمية الثانية التى استضافتها (10 12 فبراير الجارى) .. والتى دعت معظم دول العالم للاستفادة من تجاربهم فى النجاح وخصوصاً فى استخدامات وتطبيقات التكنولوجيا الحديثة والإدارة الذكية، وتعهد والتزام من حكومة دبى أمام مواطنى الدولة لتحقق كل ذلك قبل عام 2021. بقى أن أشير إلى أنه قد يقول قائل إن الإمارات دولة غنية بتروليا ولديها إمكانات مادية كبيرة بالإضافة إلى أن قلة عدد السكان تساعدها على ذلك.. وأجيب بأن هناك دولا غنية أخرى غير الإمارات فى وطننا العربى لم تزدهر وتظهر مثل تلك الإمارة. فكم من الملايين أنفقنا دون جدوى فى وطننا العربى، وكم من الملايين أهدرنا فى تفاهات وفسادات وإفسادات دون تقديم شىء جدير يلمسه المواطن بيديه على أرض الواقع. وابحث عن الإدارة من خلال جملتين قالهما الشيخ محمد بن راشد حاكم دبى وأثرتا كثيرا فى نفسى.. أولاهما: "إننا نفتخر بأن نكون أكبر فريق واحد فى العالم".. والمعنى ابحث عن روح الفريق والعمل الجماعى والمسئولية المشتركة. والجملة الثانية: "أُعطى مهلة سنة ونصف السنة للانتهاء من مشروع حكومة دبى الذكية وإلا سيكون حفل وداع لكامل الإخوة الوزراء.". أى الحزم فى الإدارة.. أى على المسئول أن يذهب ليبكى فى بيته حزنا على فقد وظيفته وحزنا آخر لأنه لم يسعد الناس فى مدينته. حقا يمكنك الآن أن تبتسم فأنت فى دبى. [email protected] لمزيد من مقالات أحمد سعيد طنطاوى