أطفال وصبية رجال ونساء يعيشون تحت خط الفقر منذ عقود فى »عشوائيات« بلا صرف صحى او مياه صالحة للشرب ولا قانون ..مناطق بحكم طبيعتها بيئة خصبة للإجرام من قتل وسرقة وإدمان وبلطجة واغتصاب ..تلال القمامة تحاصر الأكواخ والبيوت القديمة.. لعدم قدرة سيارات النظافة على الدخول اليها ومستوى التعليم متدن فى ظل ارتفاع خطير لمعدلات الأمية. العشوائيات قنبلة موقوتة تنذر بكارثة والسؤال المطروح ما الاجراءات التى اتخذتها الحكومة لمعالجة أوضاعها ؟فى البداية يؤكد اللواء احمد ضيف النائب الأول لمحافظ القاهرة ان، رجال العصر السابق لم يحرصوا على تحسين الظروف المعيشية لهذه العشوائيات، وإنما على العكس فقد راحوا يكرسون ظروف التفرقة بين أبناء الوطن الواحد وظهرت شوارع كأنها حدود فاصلة بين أحياء الأسياد والعبيد، التى كانت سائدة فى القرون الوسطى كما السائد فى اغلب الإحياء كما لو كان هؤلاء خلقوا من طينه غير طينه هؤلاء . يقول ضيف إن المحافظة قامت بحصر المناطق العشوائية بالقاهرة وذلك لتحقيق العدالة الاجتماعية التى نادت بها الثورة من خلال المشاركة الاجتماعية طبقا لتوجيهات الحكومة لتطوير العشوائيات ومشاركه هؤلاء وعدم تهميشهم وأوضح أنه على سبيل المثال سنبدا الأيام المقبلة فى تطوير منطقتى العسال وجرجس بشبرا، حيث لم يتم النظر إليها منذ عام 1933 أى ما يقرب من 80 عاما وذلك من خلال توقيع برتوكول تعاون مع صندوق تنميه العشوائيات وتم رصد 16 مليون جنيه لإحلال وتجديد المنطقتين من خلال إعاده بناء البنية التحية من طرق وإناره وتركيب حنفيات ورصف شوارع وصيانة جميع المرافق. وأضاف الأيام المقبلة ستشهد تطوير 11 منطقة عشوائية موزعة على إحياء القاهرة وذلك طبقا لتوجيهات المحافظ والحكومة وتم اعتماد 199 مليون جنيه لتطوير هذه المناطق فى خطوة أولى لإعادة حق هؤلاء في العيش بكرامة. وأوضح ان المرحلة القادمة ستشهد جهدا كبيرا من نواب المحافظ ورؤساء الإحياء في تطوير العشوائيات بالتعاون مع الحكومة والقوات المسلحة التى ستتولى التنفيذ لما لها من قدره وباع كبير فى الإصلاح بسرعة. من جانبه يؤكد محمد الطويل رئيس حى دار السلام أنه بناء على تكليف من رئيس الوزراء والمحافظ تم ادخال عزبة خير الله ضمن المناطق التى سيتم تطويرها مشيرا الى أن العزبة عانت كثيرا فى السنوات الاخيرة من تهميش وعدم اهتمام بالمواطنين وان العزبة دخلت ضمن 17 منطقة سيتم تطويرهم منهم 11 منطقة فى المنطقة الجنوبية للقاهرة وذلك بالتعاون مع صندوق تطوير العشوائيات والادارة الهندسية للإشغالات بالقوات المسلحة. وأوضح الطويل أنه تم تقسيم العزبة إلى منطقتين منطقة الملا والمحجر بالعزبة، حيث بدأ بالفعل فى منطقة المحجر والملا من خلال أحلال وتجديد البنية التحية ورصف الطرق وتوصيل شبكات المياه وإناره الطرق من خلال تركيب الاعمدة، بالاضافة إلى بناء مستشفى لأهالى المنطقة ومدارس لهم وذلك من خلال التنسيق الكامل مع الصندوق ورؤساء الإحياء والادارة الهندسية للقوات المسلحة . وأضاف الطويل أن المناطق التى تمثل خطرا على الحياة سيتم إزالتها مع توفير أماكن بديلة للسكان على مستوى جيد وإعاده بنائها وتخطيطها بشكل صحيح بحيث تكون كاملة المرافق، بالاضافة إلى إنشاء ملاعب رياضيه وأسوار وازالة الوحدات العشوائية ونقل المخلفات إلى المقالب العمومية. واشار إبراهيم صابر رئيس حى المعادى الى أن الحكومة والرئيس عدلى منصور والقوات المسلحة يضعون احتياجات سكان العشوائيات فى أولى اهتماماتهم ولذلك تم حصر العشوائيات فى المعادي، حيث هناك منطقتان وهم المعادى البلد وعزبة نافع وهما ضمن 11 منطقة سيتم تطويرها من خلال إحلال وتجديد البنية التحتية ورصف الطرق والاناره وتوصيل المرافق . وقال ان المعادى ليس بها مشكلات وتم تطوير شارع الزهراء وذلك بجهود ذاتية وهناك عمل مستمر لإعادة رونق المعادى الحضارى والقضاء علي القمامة تماما حيث لاتوجد أى مشكلات من ناحية النظافة فى المعادى وذلك يرجع لتعاون الأهالى ووضع القمامة فى أماكنها المخصصة حيث تأنى السيارات لأخذها بانتظام . أحد سكان عزبة خيرا الله وهو سيد عبد الحميد (عامل) طالب بضرورة وضع خطة مناسبة لحل مشكلة العشوائيات، مؤكد أن زمن الشعارات والتقارير قد ولى ولا رجعة اليه وخصوصا بعد ثوره30 يونيو وشدد على ضرورة تسليط الضوء على القضية ووضع حلول جذرية للمشكلة بدلا من الدراسات والتقارير التى ليست لها فائدة على حد قوله للتنفيذ على الطبيعة وأوضح أن هذه التجمعات العشوائية تمثل مناخا مناسبا لنمو البؤر الإجرامية التى تشكل خطرا حقيقيا على المجتمع، خاصة فى ظل الانفلات الأمني. وأشارت نجلاء عبد الرحمن من سكان عرب المعادى إلى انتشار الحفر والمطبات وتلال القمامة على جوانب الطريق خاصة فى البساتين ودار السلام حيث لا تتوقف مياه الصرف الصحى عن التدفق فى مشهد غريب أمام أعين المسئولين فضلا عن تلال القمامة. وطالبت آمال منتصر هلال من كفر العلو بحلوان بوضع حلول جذرية لمشكلة العشوائيات وانتشار أطفال الشوارع مؤكدة أن سكان هذه المناطق يعيشون بلا اى حقوق تحت وطاة الفقر والجهل والمرض. وقال محمد العامرى حاصل على دبلوم تجارة ومقيم فى عزبة خير الله أن الحياة أصبحت جحيما لا يطاق داخل العزبة وذلك لتدنى بل انعدام الخدمات ..الحياة غير آدمية ..وكأننا نعيش فى العصور الوسطى أين الحكومة والمسئولون؟ ويضيف أيمن السيد موظف باحدى المصالح الحكومية ان تدنى الخدمات اصبح ظاهرة فى العزبة التى تعانى من التهميش منذ عشرات السنين ولا أحد ينظر اليها رغم تعدد الانظمة وتوالى الحكومات ..لا يوجد مستشفى ولا مستوصف ..وسكان العزبة يزيدون على 300 الف نسمة ويضيف شعبان احمد موظف لا يوجد فرن عيش ولا شبكة صرف صحى ولا شوارع ..نحن نعيش فى منطقة غير آدمية تماما يسيطر عليها البلطجية ويغيب عنها القانون..انها وكر للخارجين على القانون الذين يتحكمون فى كل شيء وكأننا دولة داخل الدولة.