لم يعد هناك مكان فى سيناء بمنأى عن العمليات التفجيرية والانتحارية، بعد أن قررت جماعات الإرهاب نقل نشاطها من الشمال فى رفح والعريش إلى الجنوب. فاستهدفت أتوبيس طابا السياحي، فى عملية تفجيرية، فى محاولة خسيسة لضرب الحركة السياحية التى بدأت فى التعافى بعد 3 سنوات عجاف، أغلقت خلالها الكثير من المنشآت السياحية أبوابها، وبشكل عام، حادث تفجير أتوبيس طابا، يعكس توجه الجماعات التكفيرية المسلحة لتوسيع نشاطها من خلال استهداف المنشآت، والحافلات السياحية .. هكذا قال لنا الدكتور عادل عامر أستاذ القانون بجامعة طنطا ورئيس مركز المصريين للدراسات السياسية والاجتماعية، مشيراً إلى أن الجماعات المسلحة فى سيناء تضم الآلاف من التكفيريين والإرهابيين جاءوا عبر الأنفاق ، من حركة حماس، وجيش الإسلام فى غزة، فضلا عن الإرهابيين القادمين من دول عديدة كالشيشان ، واليمن، وليبيا، ويتمركزون فى شبه الجزيرة بهدف تحويلها لإمارة إسلامية ، بعد أن سمح نظام الرئيس المعزول محمد مرسي، لنحو3000 شخص من جنسيات مختلفة بالتمركز فى سيناء، لاستخدامهم وقت الحاجة إليهم فى مواجهة الدولة المصرية، بهدف زعزعة الاستقرار، وهدم الدولة، وإسقاطها، من خلال استهداف المنشآت الحيوية، ورجال الجيش والشرطة، وتفجير القنابل، بعد أن باءت محاولاتها فى الحشد من خلال المظاهرات وإشعال موجة العنف فى الجامعات، والدعوة للجهاد بالفشل، فلم يعد امامهم سوى استهداف رجال الجيش والشرطة، وتهديد المنشآت الحيوية، وأخيرا استهداف الحركة السياحية. التنظيمات المتطرفة فى سيناء وبشكل عام، يوجد فى سيناء والكلام ل اللواء حسام سويلم الخبير العسكرى والاستراتيجى تحالف رباعى يضم أعضاء من جماعة الإخوان، وأعضاء من تنظيم القاعدة، وتنظيمات إرهابية أخرى تشمل مجلس شورى المجاهدين، وأكناف بيت المقدس، وجماعة التوحيد والجهاد، وتواجه القوات المسلحة والشرطة حاليا هذا التحالف الرباعي، وسوف تتمكن من القضاء عليه مهما كلفها ذلك من تضحيات، صحيح أن الحرب على الإرهاب فى سيناء قد حققت نجاحات كبيرة حتى الآن، بعد أن تم القضاء على العديد من بؤر الإرهاب، وتدمير مئات الأنفاق على الحدود بين مصر وغزة، إلا أن المواجهة مع هذه الجماعات الإرهابية المتطرفة فى سيناء، وغيرها سوف تستغرق مزيداً من الوقت، خاصة أن أعضاء هذه الجماعات يقيمون وسط السكان فى مناطق داخل وحول مدن رفح، والشيخ زويد, والعريش، مثل الجميعى والمهدية، وجعشبان، والبرق، وغيرها، كما يختبئون فى الزراعات والأحراش وأشجار الزيتون، فضلاً عن الطبيعة الصحراوية لأرض سيناء، وبعض الجبال التى تشكل ملاذا لأعضاء هذه التنظيمات الإرهابية المتطرفة، كجبل الحلال الذى يقع فى وسط سيناء وجنوب العريش بحوالي60 كيلو مترا، الذى اتخذته الجماعات الارهابية المتطرفة ملاذا آمنا، مؤكداً أن المواجهة المسلحة وحدها لا تكفي، بل يجب الاتجاه نحو تحقيق التنمية، ولابد من مواجهة الفكر المتطرف بالفكر الوسطى . التنمية فى مواجهة الإرهاب ويأتى حادث تفجير الأتوبيس السياحى فى ظروف حرجة، فالحركة السياحية فى سيناء، تعرضت ولا تزال لأزمات كثيرة، حيث انخفضت نسبة الاشغال الفندقى بدرجة كبيرة، ولجأت الكثير من المنشآت السياحية كما يقول الشيخ سلامة عطية مسمح شيخ قبيلة الإحيوات فى طابا لتقليل العمالة تخفيضاً للنفقات، بينما تراجعت رحلات السفارى التى كانت تميز معظم المناطق فى سيناء ذات الطبيعة الجبلية والتى يقبل عليها السائحون من مختلف الجنسيات، ليس بسبب الانفلات الأمنى فقط ، ولكن ايضاً بسبب استهداف المنشآت الحيوية، واغتيال رجال الجيش والشرطة، وغيرها من العمليات التفجيرية والانتحارية التى وصل صداها إلى الشركات السياحية العالمية، التى تحذر سائحيها من السفر إلى مصر، والتى تتطلب مواجهات حاسمة مع الإرهاب