وقعت وزارة الأوقاف أمس، بروتوكولات تعاون مع 26 محافظة من محافظات الجمهورية لإنشاء حزمة مشروعات صغيرة تمولها هيئة الأوقاف، بالمشاركة مع المحافظات، وذلك بهدف توفير مليون فرصة عمل للشباب، بتكلفة مليارى جنيه كدفعة أولي. جاء ذلك خلال مؤتمر «الوقف وشركاء التنمية» الذى عقدته وزارة الأوقاف أمس بحضور وزراء: الأوقاف، والإسكان، والتخطيط، والتنمية المحلية. وقد أكد الدكتور محمد مختار جمعة وزير الأوقاف أن الأوقاف وزارة دعوية وطنية، تقوم بتصحيح المفاهيم ونشر الدعوة وسماحة الإسلام تحت المظلة الكبرى للأزهر الشريف، كما أن الوزارة تتبنى منهج السماحة والتيسير فى مواجهة التشدد والتكفير والتطرف، والجانب الثانى أنها وزارة وطنية تعمل لإعلاء المصالح العليا للوطن والعمل على كل ما فيه خير وسعادة المواطن المصري، وهيئة الأوقاف يمكن أن تكون إحدى أهم دعائم التنمية فى مصر، وذلك يتحقق من خلال إزالة التعديات والحفاظ على مال الوقف. وأشار إلى أن الأوقاف تلتزم بشروط الواقفين فى وقفهم وتنزل مال الوقف منزلته الشرعية فهو بمنزلة مال اليتيم، ومن أكله سحتا فإنما يأكل فى بطنه نارا، لأن الواقف حبس ماله على المسجد أو اليتيم أو المحتاج أو قضاء المصالح العامة، ومن يسهل الاعتداء على مال الوقف أيا كان موقعه أو يسرب الحجج لا يقل جرما عن المعتدين، موضحا أن الوزارة تعمل على إصلاح منظومة الوقف ماليا وإداريا وتنظيميا، وكانت الهيئة الأكثر فسادا بين جميع الهيئات فى الماضي، وأصبحت حاليا الأكثر شفافية بين مختلف الهيئات الاقتصادية، والأوقاف تتحول حاليا من مرحلة التطهير إلى مرحلة التطوير والبناء والإنجاز فى مشاركة مع الوزارات المعنية. جاء ذلك فى مؤتمر «الوقف وشركاء التنمية» الذى نظمته وزارة الأوقاف أمس، بحضور وزراء التنمية المحلية والإسكان والتخطيط، وعدد من الوزراء السابقين ورؤساء الهيئات الاقتصادية، وعدد من العلماء والدعاة. وقال الدكتور إبراهيم محلب وزير الإسكان إن الخطاب الدينى الوسطى السمح يؤكد أن مصر هى بلد الأزهر والإسلام المستنير، مشيرا إلى أن العلاقة بين الإسكان وهيئة الأوقاف قريبة للغاية من ناحية العمل، وهناك تعاون وتنسيق مع هيئة الأوقاف وهناك فرصة كثيرة جدا للدخول فى مشروعات مشتركة من أجل خدمة الوطن والمشاركة فى خطة التنمية. وأشار الدكتور أشرف العربى وزير التخطيط إلى أن مصر تحتاج إلى إعادة بناء على أسس حديثة وعصرية، وهناك تحديات كثيرة تواجه المجتمع فى الفترة الحالية، لأن معدل النمو ضعيف، ومتوسط دخل الفرد خلال ال 30 عاما الماضية لم يزد إلا بنسبة لا تتجاوز 2% ، وهذا يعود إلى انخفاض معدلات الاستثمارات بعد 25 يناير 2011، ولابد أن تعود الاستثمارات من خلال تكامل الأدوار، والوقف له دور كبير فى مجال الاستثمارات، ولابد من ضخ مزيد من الاستثمارات خلال السنوات القادمة والتى ستحدد مستقبل مصر خلال الأعوام الخمسين المقبلة، والوقف له دور كبير فى ذلك، كما أن قضية التشغيل تحتاج إلى زيادة الاستثمارات، لمواجهة البطالة وتوفير فرص عمل للشباب، وذلك من خلال المشروعات الصغيرة ، مشيرا إلى أن هناك تعاونا وتنسيقا بين وزارة التخطيط وهيئة الأوقاف لتحقيق هذه الأهداف، موضحا أن وزارة التخطيط لديها خريطة بالمناطق الفقيرة والمشروعات التى تتم فى مختلف المجالات، ولتحقيق هذه المشروعات لابد من أن يكون هناك تكامل بين الوزارات فى معرفة هذه المعلومات الخاصة بالمناطق العشوائية. وقال اللواء عادل لبيب وزير التنمية المحلية أن الفقر والبطالة أهم المشكلات التى تواجه مصر حاليا، وهذا المؤتمر يأتى فى إطار التعاون بين الوزارات والمحافظات لتحقيق التنمية وتوفير فرص عمل للشباب، من خلال المشروعات الصغيرة والمشروعات الكبرى فى المحافظات، وأشاد لبيب بدور وزارة الأوقاف فى تنفيذ عدد من مشروعات الإسكان بالمحافظات، مشيرا إلى أن هناك تكاملا بين الوزارات والمحافظات وبعض الجهات لتنفيذ عدد من المشروعات الصغيرة، وذلك بهدف توفير مليون فرصة عمل، مؤكدا أن هذا المؤتمر يعد بداية مشروع تشغيل الشباب وهو مشروع قومى لمصر، وسيتم ذلك بالتنسيق مع الوزارات والمحافظين، لأن المحافظين لديهم خريطة بالمناطق الأكثر إحتياجا، وهناك مشروعات تسويق وتدوير المخلفات، وستقوم الأوقاف بتمويل بعض المشروعات بالتعاون مع المحافظات والوزارات المعنية. وأكد لبيب أنه تم إعداد نماذج للمشروعات الصغيرة فى جميع المجالات الاقتصادية مثل مجال البتروكيمياويات، والمجالات الصناعية والزراعية، وسيتم توفير التمويل اللازم لتنفيذ هذه المشروعات بنحو مليارى جنيه كدفعة أولي، لافتا إلى تضافر جميع أجهزة الدولة لإنجاح هذا المشروع. والإسراع بتنفيذ مبادرة تمويل المشروعات الصغيرة فى جميع المحافظات، الذى يهدف إلى توفير مليون فرصة عمل سنويا بهدف القضاء على البطالة تماما خلال 10 سنوات، لافتا إلى أنه سيتم إنشاء كيان مركزى للإشراف على المبادرة، لكن التنفيذ سيتم لا مركزيا فى جميع المحافظات، وتحت إشراف المحافظين، وأوضح لبيب أنه سيتم التجهيز لتنفيذ 1000 مشروع صغير فى كل محافظة من المحافظات ال 27 لتوفير 27 ألف فرصة عمل كمرحلة أولي، وبما يتناسب مع موارد كل محافظة، وستتم إتاحة التمويل اللازم لهذه المشروعات وتدريب الشباب عليها، وإعداد الإطار المؤسسى لها. وسيتم إشراك المجتمع المدنى فى تنفيذ المبادرة وإدارتها، وسيشكل التدريب جانبا مهما من جوانب المشروع، حيث سيتم من خلال حضانات للتدريب فى جميع مجالات المشروعات الصغيرة يتم إنشاؤها فى المحافظات، بالإضافة إلى قيام القطاع الخاص بعمليات التدريب. وفى ختام المؤتمر وقعت وزارة الأوقاف بروتوكول تعاون مع 27 محافظة لإنشاء حزمة مشروعات صغيرة تمولها هيئة الأوقاف بالمشاركة مع المحافظات المعنية، وتحدد قيمة ونوعيات المشروعات بعد زيارات ميدانية إلى تلك المحافظات. وتستهدف بروتوكولات التعاون توفير مليون فرصة عمل للشباب، وذلك تحت إشراف اللواء عادل لبيب، والوزير مختار جمعة.