أكدت منظمة «مراسلون بلا حدود» أمس أن الرئيس المعزول محمد مرسى وجماعة «الإخوان» المسلمين سعوا فور وصولهم إلى السلطة فى مصر فى عام 2012 إلى «أخونة» وسائل الإعلام لاسيما الحكومية منها. وأشارت المنظمة ومقرها باريس فى تصنيفها السنوى لحرية الإعلام فى العالم إلى انه عقب سقوط الرئيس المخلوع حسنى مبارك فى عام 2011، سادت آمال كبيرة بشأن تحسين الحريات الأساسية فى مصر..ولكن وصول «الإخوان» إلى السلطة سرعان ما وضع حدا لتلك التطلعات. وذكرت «مراسلون بلا حدود» أن الرئيس المعزول أصدر فى نوفمبر 2012 مرسوما دستوريا يقضى بتوسيع سلطاته قبل أن يتراجع عنه بسبب ما أثاره المرسوم من ضجة مدوية، علاوة على ذلك، فإن الدستور المعتمد عقب الاستفتاء الذى جرى فى آواخر عام 2012 لم يوفر ضمانات كافية لاحترام حرية الإعلام وحرية التعبير. وأضافت المنظمة انه بمجرد وصولهم إلى السلطة فى مصر, سارع الإخوان إلى السيطرة على وسائل الإعلام العامة حيث عين مرسى فى أغسطس 2012 بعض المقربين من الإخوان على رأس مجالس إدارات المؤسسات الإعلامية الحكومية الكبيرة. وتابعت: «وكان لتلك التعيينات تأثير ملحوظ على الخط التحريرى لتلك المؤسسات» ..هذا بالاضافة إلى زيادة مهولة فى عدد المتابعات والملاحقات القضائية والهجمات ضد الصحفيين. وأدان التقرير أنشطة المراقبة الحكومية على وسائل الاتصال الرقمية التى شكلت تهديداً كبيراً على حرية الصحافة ، فى الوقت الذى ظل فيه الصحفيون يدفعون «ضريبة» الحصول على المعلومات وتغطية الأحداث الدامية حول العالم ، حيث لقى 70 صحفياً مصرعهم خلال عام 2013 من بينهم 28 فى سوريا. وفى إدانة واضحة لإدارة الرئيس الأمريكى باراك أوباما فى مجال حرية الصحافة، احتلت الولاياتالمتحدة المرتبة ال46 من بين 180 دولة فى مؤشر حرية الصحافة لتحل بعد دول مثل السلفادور ورومانيا. وتعليقاً على التقرير، قال جيمس رايزن الصحفى فى «نيويورك تايمز» إن التاريخ سيسجل 2013 كأسوأ عام لحرية الصحافة فى الولاياتالمتحدة. ووصف رايزن إدارة أوباما بأنها «الإدارة الأكثر عداء للصحافة فى التاريخ الحديث». وتصدرت فنلندا المؤشر للعام الرابع على التوالى بوصفها البلد الذى يتمتع بحرية الصحافة المطلقة تليها هولندا والنرويج ، وجاء فى ذيل القائمة كل من تركمانستان وكوريا الشمالية وإريتريا. وذكر التقرير أن حرية الصحافة «غير موجودة» فى تلك الدول الثلاث التى «تظل ثغرات سوداء وجحيما للصحفيين الذين يعيشون فيها»، مشيراً إلى أن الصراع المسلح وعدم الاستقرار السياسى من بين الدوافع الرئيسية لتدهور حرية الصحافة. واحتفظت سوريا بتصنيفها لعام 2013 فى الترتيب رقم 177 حيث قتل فيها نحو 130 صحفياً خلال الفترة من مارس 2011 حتى ديسمبر 2013.