«الحرب والسلام» هو عنوان رائعة الأديب الروسى العظيم ليو تولستوى. «الحرب والسلام» هو ايضا جزء من عنوان دبلوماسى وسياسى مصرى من طراز رفيع. أعترف بأننى تأخرت بعض الشىء فى الاشارة إلى هذا الكتاب الذى يشكل شهادة بالغة الأهمية على الحرب والسلام فى بر مصر. أهمية هذا الكتاب «شاهد على الحرب والسلام» أنه يقدم للتاريخ رؤية موثقة لأحداث مصر عبر 50 عاما خاضت خلالها وقائع تتعلق بالوجود والهوية وحماية تراث أمة قديمة صمدت على مدار 7 آلاف عام لم تتمكن قوة غازية من تفتيت هذه الدولة «الأمة الأقدم». ووفقا لتعبير الكاتب الصحفى المخضرم مكرم محمد أحمد «ما كان يمكن لهذا الكتاب بما يحتويه من وثائق أن يصدر قبل 25 يناير» ولذلك نحن محظوظون أن يقدم لنا الدبلوماسى المخضرم وزير الخارجية الأسبق أحمد أبو الغيط عملين سوف يشكلان إضافة مهمة للتاريخ السياسى والعسكرى المصرى خلال نصف قرن.. العمل الأول «شهادتى: السياسة الخارجية المصرية 2004/ 201» ثم «شاهد على الحرب والسلام». أثناء كتابتى هذا المقال سألنى موزع صحف «أخرتها ايه» فى إشارة الى احداث ثورتى 25 يناير و30 يونيو فقلت له : هذا لا يقارن بتحدى الحرب التى خاضتها مصر فى 1973. رد قائلا: «بس أنا مشفتش حروب». قلت له : يا ما دقت على الرأس طبول.. الخلاصة أن هذا الوطن قادر على أن يعبر الأزمة الراهنة وأن ما يحدث لا يقارن باحتلال الأرض وضياع الكرامة ثم استردادها على يد أبناء جيش مصر العظيم فى 1973. وهذا هو المقصود فى رأيى من وراء شهادة الوزير السابق أحمد أبو الغيط.. أن يقدم وقائع حرب اكتوبر 1973 كما شهدها من كواليس صنع القرار وردود فعلها على المستوى الدولى للأجيال الجديدة من شباب مصر. أهمية الكتاب لا تكمن فقط فى تقديم كواليس الحرب وإنما امتدت أيضا الى كواليس السلام وزيارة الرئيس السادات للقدس ثم مباحثات كامب ديفيد وصولا إلى الانسحاب الإسرائيلى من سيناء. لمزيد من مقالات جمال زايدة