أطفال فقدوا الحلم..ألقت بهم قسوة حياتهم إلى الشارع.. أو اضطرتهم لحمل الهم منذ نعومة أظافرهم..يبيعون الحلوى دون أن يكون لهم الحق فى الاستمتاع بها..ويبحثون عن قوتهم بين الحين والآخر بين تلال القمامة أطفال تختلف أسماؤهم ولكن تتكرر معاناتهم فى ظل عشوائية حياة ملايين الأسر المصرية. صغار أفرزتهم سياسات دعم الفقر والجهل والمرض..والكثير من مشكلات التفكك الأسرى والانحراف المجتمعي. وفى قرى الصعيد حيث تزداد نسب الفقر والجهل وأيضا الإهمال، تزداد أوجاع الصغار. مشاهد من القهر والحرمان والانتهاكات، التقطتها كاميرا المصور محمد حامد من أسيوط ، فى مجموعة من الصور أطلق عليها «واقع الطفولة الضائعة فى الصعيد». صغار أهملهم المجتمع ويعانون من قسوة وغلظة حياتهم ألقت بهم الظروف فى طريقي، كما يقول حامد موضحا أنه قرر منذ ذلك الحين توثيق واقع هؤلاء الأطفال فى الصعيد. « وبدأت فى متابعة و تصوير الملائكة الصغار على الأسفلت، يعملون طوال اليوم أو يتسولون ما يسد جوعهم ثم يعودون للحياة فى عشوائيات تلفظهم، أو يبيتون فى الشارع لأنهم لا يجدون غيره مأوى..يحملون أوزانا تفوق أحجامهم وقدراتهم، أو هموما تفوق أعمارهم.» محملا المجتمع مسئولية إهمال هؤلاء الصغار خاصة فى الصعيد وقراه حيث تزداد نسب الفقر والجهل وأيضا نقص التوعية والعزلة التي مازالت تعيش فيها الكثير من القرى. صور شارك بها فى فعاليات صالون الشرق الأوسط للقطع الصغيرة الذي نظمته جماعة بصمات للفن التشكيلي وضم فنانين من 12 دولة عربية. ونجح فى حصد الميدالية الفضية لجائزة باسم الفنان نور الشريف. جائزة أسعدت الفنان الأسيوطي لكنه أكد أنه يتمنى أن تقوم المؤسسات المختلفة برعاية هؤلاء الصغار المشردين والمتسربين من التعليم، حتى لا يتحولون إلى طاقات سلبية من العنف والانحراف..متسائلا: « متى نعيد لهؤلاء الصغار الحق فى الحياة وفى الحلم؟»