مستندا إلى تجربة عميقة للمؤلف فى العمل الوطنى تزيد عن نصف قرن من الزمان تجئ أهمية كتاب «رسالة من الزمن القادم» . ولأننى أعرف الدكتور حسين كامل بهاء الدين منذ بداية ظهوره على مسرح العمل العام كأول أمين لمنظمة الشباب فى مرحلة حكم الرئيس جمال عبد الناصر فإن الكتاب بصدقه وموضوعيته لم يفاجئنى وأرى فيه تجديدا للأمل بأن تستعيد مصر قوتها الناعمة بمثل هذه الآراء والأفكار الجادة التى تنير الطريق أمام أجيال جديدة ضللها المزيفون والمهرجون وكتاب «التوك شو» إلى الحد الذى لم تعد هناك ثوابت يجب الاستمساك بها ولم تعد هناك قيم ينبغى احترامها بسبب طغيان ثقافة الفهلوة المغلفة بتكنولوجيا وتقنية العولمة!. وكما يقول المؤلف فى مقدمة كتابه: «فى هذا الزمن الأليم عصر الهوان تعددت الرسائل إلى هذه الأمة العربية المنكوبة ولا من مستجيب.. أمة شغلت بحاضر مرير عن الماضى والمستقبل معا وأصمت آذانها وأغمضت عيونها عن دروس الماضى وعظاته وأغلقت عقولها وأوصدت قلوبها عن التفكير فى المستقبل... البعض أغرقته مشاكل البحث عن لقمة العيش التى عزت فى زمن البطالة والغلاء والبعض استغرقته أحلام اليقظة وسيطرت عليه نشوة الملذات العارضة فى جمع المال وزهو المظاهر والسلطان والبعض دفعت به غربة مكانية موحشة إلى هجرة زمنية سحيقة ألقت به إلى هوة التطرف والضياع. وإلى صفوة رجال هذا الوطن ممن لم تجرفهم الأوضاع ولم تطمس المادية والطمع روحهم الجميلة ولم يجرفهم الجشع والأنانية إلى حرمان الأجيال القادمة من حقهم فى الحياة ومن نصيبهم العادل فى الأمل والرضا تكمن شفرة وهدف هذا الكتاب الذى لا يهم شباب مصر وحدهم وإنما يهم شباب الأمة العربية كلها انطلاقا من عقيدة قومية أعرفها جيدا عن المؤلف المؤمن بحاجة هذه الأمة إلى العلم والتعليم والثقافة. ورأيى أن هذا الكتاب يستحق حوارا مجتمعيا واسعا لأنه لم يترك شاردة ولا واردة من هموم المواطن أو مفردات تركة الوطن الثقيلة فى كافة قطاعات الدولة دون أن يتعرض لها برؤية أكاديمى عركته السياسة جيدا. خير الكلام: الحلم المتوهج يحتاج لفطنة التعامل وواقعية الطموح!. لمزيد من مقالات مرسى عطا الله