منذ 30 سنة ولدت فكرة يوم 9 فبراير كيوم خصصته لمحاولة مساعدة الذين يريدون التحرر من عذاب التدخين . وقد جاءت الفكرة من لندن التي كنت أزورها وقرأت ماكتبته الصحف عن يوم 9فبراير الذي تم اختياره في تلك السنة لحملة قومية تشارك فيها وسائل الإعلام لتحريض المدخنين علي التوقف عن التدخين هذا اليوم كتجربة تشجعهم على الاستمرار فيها . وقد نقلت الفكرة إلي هذه النافذة ، لكنني أضفت إليها تثبيت موعد يوم 9 فبراير بعد أن اكتشفت أنهم في بريطانيا يغيرونه من سنة إلي أخري ، وهو ماوجدته لا يتفق مع مفاهيمنا وثقافتنا . وخلال السنوات الثلاثين التي مضت كتبت الكثير عن التدخين وتلقيت آلاف الرسائل من القراء المدخنين ، واستطعت أن أقسم المدخنين إلي ثلاث مجموعات ، الأولي تضم المدخن السعيد الذي لا يريد الإقلاع عن التدخين ومن أول كلمة يقرؤها عن التدخين يقلب الصفحة، والمجموعة الثانية تضم المدخن العنيد الذي يعرف أضرار التدخين ويعانيها ولكنه يضع نفسه فوق البشر ، وعندما يقرأ مثل هذا الكلام يتعمد إشعال سيجارة استهزاء بما يقرأ ، أما المجموعة الثالثة فهي التي اسميتها المدخن المريض الذي يعاني آثار أسوأ عادة في تاريخ البشرية ويتمني لو وجد عونا في التحرر منها، وهو الذي يقرأ هذه الكلمات باهتمام ويحاول أن يجرب. وهذا النوع عليه أن يدخل تجربة الامتناع بقسوتها مع الإصرار متسلحا بمايلي : 1 كراهيته للسيجارة أو الشيشة وإعتبار أي منهما أسوأ صديق 2 إنه مصر علي التخلص منها لفائدته هو وحبا في نفسه وفي أسرته 3 أنها رحلة شاقة ولكنها ممكنة بدليل أن ملايين المدخنين فعلوها ويفعلونها 4 إنه عندما يتوقف سيعاني من قلة المزاج عدة أيام في الوقت الذي ستتحسن صحته 5 أن يحاول الاستماع إلي الذين نجحوا في التحرر من التدخين ليعرف منهم كيف أنهم أصبحوا يعيشون حياة أسعد 6 أن يدخل علي أي موقع بحث علي الإنترنت ويكتب كلمتي «فوائد التدخين» ،وسوف يفاجأ بسيل الكتابات التي لا تتحدث سوي عن المزيد من الأضرار والأمراض وقوانين منع التدخين وأنه ليست هناك فائدة واحدة للتدخين ! لمزيد من مقالات صلاح منتصر