لقاء الرئيس عدلي منصور مع الشباب من رموز الحركات والأحزاب السياسية, بمقر رئاسة الجمهورية, مساء أمس الأول اتسم بالصراحة والصدر المفتوح من الرئيس للكثير من الأمور الغامضة والهواجس التي سيطرت علي أفكار الشباب. الأهرام التقي عددا من العناصر الشبابية التي حضرت اللقاء لكشف كواليس لقائهم الرئيس. أحمد عناني, عضو الهيئة العليا للحزب المصري الديمقراطي, وعضو المكتب التنفيذي لشباب جبهة الإنقاذ يقول إنهم أكدوا للرئيس منصور وجود خطة ممنهجة لتشويه رموز ثورة يناير من قبل الإعلام المؤيد للدولة, وأن القائمين علي تلك الحملة هم من مؤيدي الرئيس الاسبق حسني مبارك, يروجون أيضا لفكرة التوريث السياسي الذي ثار عليه المصريون في ثورة يناير, ونقل عناني عن الرئيس منصور قوله: إنه لايعلم الجهة التي سربت تلك المكالمات وانه شخصيا سأل كافة الجهات المعنية بالدولة, والتي أبدت عدم معرفتها عن تلك الجهة المسربة للمكالمات, وأن هناك جهات خارجية وراء هذا التسريب, فيما استشهد منصور بالمكالمات التي سربتها الولاياتالمتحدة للمستشارة الألمانية أنجيلا ميركل, إلا أن الشباب وفقا لعناني ردوا بأنه حال صحة تلك المعلومة فإن من تسلم تلك التسريبات متهم بقضية تخابر مع الخارج تهدد الأمن القومي, وهنا أكد الرئيس ان النائب العام يحقق بتلك الواقعة وأنه لاتهاون في التعاون معها, وأن القضية الآن في ذمة القضاء. وقال حسن شاهين عضو المكتب السياسي لحركة تمرد إن الشباب أرجعوا خلال لقائهم الرئيس تراجع نسبة مشاركة الشباب بالاستفتاء إلي أنه جاء كنتيجة طبيعية لحالة الاحباط التي عانوا منها الفترة الماضية بسبب ظهور رموز نظام مبارك مرة أخري وتشويه ثورة25 يناير وعدم تحقيق وعود تمكين الشباب الذي التزمت به الحكومة طوال الشهور الماضية, وتابع شاهين, أنهم أكدوا للرئيس أيضا خطورة استمرار التعامل الأمني مع مظاهرات واحتجاجات الطلاب بالجامعات, والذي شهد عددا من التجاوزات الخطيرة بحق الشباب من قتل وإلقاء القبض العشوائي علي الكثير منهم رغم أنهم ليسوا من أنصار جماعة الإخوان, أو مؤيديها. واعتبرت أميرة العادلي, عضو المكتب التنفيذي لشباب جبهة الإنقاذ ان اللقاء في حد ذاته يعكس استشعار الدولة والرئاسة بحقيقة الأزمة مع الشباب, وأن لدي الرئاسة وعلي بأن للشباب رأيا آخر في تفاصيل ادارة المرحلة الانتقالية الحالية. وشددت أميرة علي ضرورة ضبط الأداء الإعلام, ووضع ميثاق شرف إعلامي بالتعاون بين نقابة الصحفيين, والمجلس القومي لحقوق الإنسان, وكشفت أن الرئيس منصور أبدي استياءه من الأداء الاعلامي الحالي وتحديدا الإعلامي الخاص وخرقه المستمر لميثاق الشرف الإعلامي, والحملة التي يمراسها لتشويه ثورة25 يناير, ونقلت عن الرئيس قوله: ان ماحدث في الاستفتاء من تخوين لمن دعا بالتصويت بلا لن يحدث بالانتخابات الرئاسية وأن المرشحين للرئاسة سيتم التعامل معهم بشكل متساو في وسائل الإعلام. وأكدت أميرة أن مطلب الشباب بضبط الأداء الإعلامي ليس جديدا وإنما مطلب قديم وعدت مؤسسة الرئاسة والحكومة من قبلها بتحقيقه, ولكنها أميرة, رأت في انتقاد الرئاسة لبعض ما نشر بوسائط الإعلام مؤخرا ومحاولة تشويه ثورة25 يناير بادرة جديدة, تنتظر التنفيذ. ونوهت أميرة الي كم ونوعية الاحباط السياسي الذي ساد نبرة الشباب في حوارهم مع الرئيس, حيث أبدوا تخوفهم من عودة دولة مبارك والممارسات التي ترتكبها أذيال النظام الذي ثار الشعب عليه, والأهم خوفهم علي المستقبل. وقال عمرو درويش المتحدث باسم تيار المستقبل ان الشباب حاولوا ايصال رسالة مباشرة للرئاسة والدولة ان ثورة25 يناير هي الثورة الأم للشعب المصري, وأن أحدا لن يسمح بتشويهها وأن30 يونيو وليدة25 يناير, وموجة ثانية لتلك الثورة الأم, وأنه من دون ثورة يناير ما كان هناك ثورة30 يونيو. واعتبر درويش, أن تأكيدات الرئاسة بالسعي لتدارك كل أخطاء الشهور الماضية, والتي أدت لعزوف الشباب عن المشاركة بالاستفتاء, سيتم العمل علي تلافيها خلال الفترة القادمة, وتقييد ظهور وحضور الشخصيات المحسوبة علي نظام مبارك وتحركاتهم بالمحافظات قبل الاستحقاقات الانتخابية القادمة, ورفض أي مساع حكومية أو بيروقراطية لهم في تلك الاستحقاقات الانتخابية وكشف ان الرئاسة وعدت بعقد اجتماع مستقبلي مع اتحادات طلاب الجامعات, قبل بداية الفصل الجامعي الثاني للتوصل معهم الي حلول موضوعية لما شهدته الجامعات طوال فترة الفصل الأول من الدراسة من مظاهرات وحركة احتجاج, وبالاضافة للإسراع في إنشاء مفوضية الشباب, لكي تكون آلية اعادة دمجهم في المجال السياسي والعام داخل مصر. إلا أن أهم ما أشار اليه درويش هو تلميحات الرئيس منصور خلال حواره مع الشباب بامكانية اجراء الانتخابات الرئاسية أولا, بالاضافة لتشديده بسرعة إنهاء مسألة المعتقلين من الشباب, وأنه بالفعل تلقي قائمة بأسماء هؤلاء المعتقلين, من أجل الإفراج عنهم بعد دراسة موقفهم القانوني. وقال مينا مجدي, رئيس اتحاد شباب ماسبيرو, ان الرئيس قال لهم صراحة ان الدولة لاتنسق مع رجال الحزب الوطني المنحل. وأضاف ان منصور أكد لهم أنه لم يجتمع معهم من أجل الحديث عن25 يناير وخططهم للتحضير لتلك المناسبة, وإنما للتعرف علي أسباب ضيق الشباب في الحكومة, وعزوفهم الكبير عن المشاركة بالاستفتاء, ودعوتهم للإندماج مجددا في المشهد السياسي, بوصفهم الأمل الذي قام عليه التغيير.