لم أكن أتخيل أن قسم الفيزياء الحيوية بكلية العلوم بجامعة القاهرة يواكب أحدث تطبيقات الأبحاث العالمية لعلاج الأورام التى يعانى منها مرضى السرطان فى مصر ، وكان اندهاشى هذا لعلمى طبقا لأحدث تقرير أطلعت عليه قام به الباحثين بمركز المعلومات ودعم اتخاذ القرار بمجلس الوزراء أن مؤشر جودة مراكز البحث العلمى فى مصر تحتل المرتبة 113 من بين 142 دولة على مستوى العالم كما أشار التقرير إلى أن هناك 15.9 ألف باحث يعملون فى المراكز البحثيةالتابعة للوزارات المصرية وأن مصر تحتل المرتبة 40 بين 142 دولة من يحث مدى توافر العلماء والمهندسين . ولكن يستثنى من هذه القاعدة قسم الفيزياء الحيوية بكلية العلوم بجامعة القاهرة رغم ضألة الإمكانيات المتاحة له ليواكب أحدث تطبيقات تكنولوجيا النانو لعلاج الأورام السرطانية ، حيث أكد الدكتور أحمد سلطان استاذ الفيزياء الحيوية بجامعة القاهرة امتلاك القسم التقنيات اللازمة لتحضير الجسيمات النانومترية التى تنتج من الدهون وتحميل هذه الجسيمات بالعقاقير الكيميائية أو تحميلها بجزيئات الذهب أو جزيئات الهيموجلوبين ، لتبدأ الجسيمات النانومترية رحلتها داخل جسم مريض السرطان متوجهة إلى الأورام السرطانية به لتدميرها والقضاء عليها . وأوضح الدكتور محمد جابر استاذ الفيزياء الحيوية بكلية العلوم بجامعة القاهرة فى مؤتمر قامت به الجامعة 11 و12 يناير الحالى أن تقنية العلاج الحرارى لعلاج السرطان هى تحميل الجسيمات النانومترية بجزيئات الذهب وإرسالها عبر الدم لمكان الورم ، وهدفها تراكم الذهب داخل الورم الذى يتم تعرضة لأشعة الليزر والتى تتفاعل بكفاءة مع الذهب ، منتجة كمية هائلة من الحرارة تدمر خلايا الورم ليتم شفاء المريض دون إلحاق الضرر بخلايا الجسم السليمة . أما عن تقنية الدم الصناعى لعلاج السرطان فأوضح الدكتور محمد جابر أنها تحميل الأجسام النانومترية بجزيئات الهيموجلوبين المكون الرئيسى للدم وحقن هذه الجسيمات داخل الدم لإرسالها للورم حتى يكتسب الورم بعض خصائص الأنسجة الطبيعية من ناحية شدة تأثره بالأشعة العلاجية أو العقاقير الكيميائية وذلك لزيادة كفاءة العلاج الأشعاعى أو الكيميائى للأورام السرطانية وشفاء مريض السرطان دون إتلاف خلايا الجسم الغير مسرطنة. كما أشارت الدكتورة نهال البيلى استاذ الفيزياء الحيوية بكلية العلوم بجامعة القاهرة بالمؤتمر إلى أن تحميل العقاقير الكيميائية مثل الكوركومين داخل الجسيمات النانومترية يزيد من فعالية العلاج الكيميائى للقضاء على الأورام السرطانية دون تعرض خلايا الجسم السليمة للضرر أو تعرض المريض لأثار جانبية خطيرة . وبذلك نرى أن هناك أمل كبير فى الباحثين العلميين فى مصر فى مواكبتهم للأبحاث العالمية وبخاصة فيما يخص علاج مرضى السرطان الذين يصل عددهم طبقا لأحدث دراسة لوزارة الصحة المصرية إلى مائة ألف مريض ، عن طريق استخدام أحدث التقنيات التكنولوجية وهى الجسيمات النانومترية التى تتجه فقط للأورام داخل الجسم للقضاء عليها دون إلحاق الضرر بخلايا الجسم السليمة ، حيث تكون هذه الجسيمات محملة بالعقاقير الكيميائية أو جزيئات الذهب أو جزيئات الهيموجلوبين ، مما يزيد كفاءة العلاج الكيميائى والأشعاعى وشفاء مرضى السرطان بإذن الله . [email protected] لمزيد من مقالات نهى الشرنوبي