للحق وللتاريخ أقول وبكل الصدق والأمانة أنني أستشعر حماسا شعبيا عارما للذهاب إلي صناديق الاستفتاء علي الدستور اليوم وغدا وسط مشاعر فياضة من الوطنية المصرية الممتزجة بأحاسيس الخطر والخوف من المجهول. وهو ذات الشعور تقريبا الذي كان يسكن في جوانح شعب مصر عشية الذهاب إلي حرب أكتوبر المجيدة... وفي كلتا الحالتين أظن أن لسان الحال للمصريين كان يري في الحدثين الذهاب إلي الاستفتاء علي الدستور غدا والذهاب إلي حرب أكتوبر قبل41 عاما أن هذا هو طريق الخلاص من المحنة وأنه مثلما لم يكن أمامنا من خيار سوي جسور العبور فإنه ليس أمامنا اليوم من خيار سوي كلمة نعم في صناديق الاستفتاء. إن الشعب المصري يدرك بصدق حواسه أن الذهاب إلي الاستفتاء اليوم وغدا ليس فقط مدخلا لتحقيق استقرار الداخل وإنما سوف يكون بمثابة رسالة إيجابية قادرة علي أن تحدث تأثيرات عميقة في الرأي العام العالمي الذي تثبت الأحداث الفاصلة في تاريخنا الحديث منذ حرب أكتوبر المجيدة وحتي اليوم أن ما يسمي بالمجتمع الدولي وقواه الفاعلة لا يحترم إلا أولئك الذين يتحملون مسئولياتهم في صياغة حاضرهم وفق أجندتهم الذاتية التي تلبي أهدافهم وطموحاتهم المشروعة. إن القرار الآن هو قرار الشعب وحده من أجل عبور المرحلة الانتقالية وسنواتها الثلاث العجاف بالذهاب المكثف إلي صناديق الاستفتاء ولكي يري العالم أجمع أن هناك أمة يصعب أن تتحداها جماعة مهما أوتيت من دعم مالي وتحريض إعلامي لأن لحظة الحقيقة سوف تفرض نفسها علي الجميع وسوف تكون كاشفة أمام أعين الجميع. وإذا تأكد الإجماع الشعبي علي الدستور فإننا سوف نجد أنفسنا أمام آفاق واسعة تفتح الطريق أمام استكمال باقي استحقاقات خارطة المستقبل ولعل ذلك هو التفسير الوحيد لتركيز الجماعة خلال الأسابيع الأخيرة علي محاولة تعطيل الاستفتاء الذي يمثل نجاحه ضربة قاصمة لأوهام القدرة علي إعادة عقارب الساعة إلي الوراء! ثم أقول في النهاية بغير تردد وبغير انتظار لنتائج الاستفتاء أن الشعب الذي عبر الهزيمة عام1973 فوق الجسور وتحت لهب النار هو الذي سيعبر اليوم حالة الفوضي وعدم الاستقرار عبر صناديق التصويت بكلمة نعم ومن خلال مشهد حضاري مهيب! خير الكلام: مدمن الحقد لا يحقد إلا علي نفسه! http://[email protected] لمزيد من مقالات مرسى عطا الله