الشهوة, النزوة.. والرغبة في الامتلاك كانت هي الدافع الرئيسي وراء انزلاق بعض رؤساء وزعماء الدول نحو الخيانات الزوجية والفضائح الأخلاقية, مما جعلهم مادة دسمة لوسائل الإعلام المختلفة ومسارا لسلسة من الشائعات لم ولن تنتهي. وتبدلت الصورة الجميلة التي كانت مرسومة لبعضهم عند شعبه بأخري قبيحة حفرت في الأذهان وتحول الحب إلي بغض. فعلي الرغم من ظهورهم أقوياء ورؤساء لدول عظمي إلا أن أفعالهم كشفت حقيقتهم ليس فقط أمام شعوبهم بل للعالم أجمع. ولا تكاد فرنسا تطوي ملف فضيحة تطاول سياسييها حتي تظهر فضحية جديدة تهز الوضع السياسي في البلاد المترنحة بفعل الازمات الاقتصادية التي تجتاحها, فعلي نحو مفاجئ كشفت مؤخرا علاقة جديدة لأشهر عازب يدخل قصر الإليزيه من شأنها أن تضاعف اهتزاز شعبيته لكنها ستعيده الي الضوء من باب الدفاع عن الحريات الشخصية. وكانت آخر استطلاعات للرأي أكدت أن الرئيس الفرنسي الحالي بات صاحب أدني شعبية بين رؤساء فرنسا منذ بدء تسجيل نتائج استطلاعات الرأي الخاصة بشعبية رؤساء البلاد. لم يكن سرا ذاك الذي كشفته مجلة كلوزر في عددها الذي خصصت له غلافها مع سبع صفحات داخلية مصورة عن الزيارات التي كان يقوم بها الرئيس الفرنسي فرانسوا هولاند(59 عاما) لعشيقته الممثلة الفرنسية جولي جاييت(41 عاما) علي دراجة نارية مرتديا خوذة لا تكشف عن وجهه مصحوبا بحارس واحد فقط ومحضرا لوجبة الإفطار, فمنذ أشهر والحديث يدور في الأوساط الإعلامية عن علاقة غرامية بين الرئيس والممثلة المغمورة, ورغم ذلك فقد اتخذت معظم الصحف العالمية من هذه الفضيحة مادة دسمة لها وأفردت عناوين صفحاتها الأولي ومنهم صحيفة فايننشال تايمز المعروفة بعدم تطرقها عادة لأخبار الفضائح, حيث نشرت صورة للممثلة الفرنسية علي صفحتها الاولي وكتبت في افتتاحيتها ساخرة يجب أن يتمكن الرئيس من تناول الكرواسان بسلام, في حين اعتبرت ديلي تلجراف أن هولاند يواجه ازمة جديدة مع تراجع شعبيته إلي مستوي قياسي, وأن آخر ما يحتاجه الرئيس الاشتراكي هو فضيحة أخري مؤكدة في الوقت نفسه أن اقامة علاقات ليست امرا جديدا في تاريخ الرؤساء الفرنسيين, أما الصحف الفرنسية وعلي رأسها لو باريزيان اوجوردوي فقد أكدت علي صدر صفحتها الأولي استياءها معبرة عن الأمل في ان يستفيد رجال السياسة من هذه المسألة ليتوقفوا عن افساح المجال لصحافة المشاهير باباراتزي للخوض في تفاصيل حياتهم. ورغم سحب مجلة كلوزر لعددها المثير للجدل من موقعها الإلكتروني بناء علي طلب من الممثلة إلا أن هولاند يصر علي الملاحقة القضائية بإعتبار أن ما حدث يعد إنتهاكا صارخا للحريات, فهل يذهب الرئيس الفرنسي إلي المحاكم لتكميم أفواه الصحفيين في بلد صارت غراميات رؤسائه بمثابة العرف الذي يتكرر منذ جيسكار ديستان, مرورا بميتران وشيراك وساركوزي, وحتي الساكن الاشتراكي الحالي في الإليزيه؟ إن المغامرة التي يعيشها هولاند الآن تعيد إلي الأذهان مصطلح لعنة الإليزيه, حيث راحت ذاكرة الفرنسيين تسترجع ما عاشه هذا القصر من فصول الفضائح الجنسية لمن تعاقبوا عليه, وبات يبدو أن مقر الرئاسة الفرنسية علي موعد دائم مع المشكلات الزوجية للرؤساء, ولعل أقدمها جميعا العلاقة التي جمعت في القرن السابع عشر بين الملك لويس الخامس عشر ومدام بومبادو والتي كان لها تأثير قوي علي الملك ويسجلها تاريخ أوروبا الوسطي, بالاضافة الي عشيقة الملك تشارلز الثاني كأقوي امرأتين تأثيرا علي عشاقهما من الملوك. ومثل الكثير من سياسيي فرنسا عرف عن الرئيس السابق جاك شيراك كونه دون جوان ذا ميل حاد نحو الجنس اللطيف, ويحكي عنه انه ربما كان له علاقة جدية مع صحفية وذلك في فترة السبعينات عندما كان رئيسا للوزراء, كما كانت هناك شائعة تقول ان لديه طفلا غير شرعي في اليابان غير أن ذلك لم يتم إثباته. وعرف عن الرئيس الفرنسي الراحل فرنسوا ميتران أن لديه عدة علاقات خارج اطار الزواج إحداها كانت مع آن بينجوت والتي اثمرت عن مازارين التي ولدت في1974 وظلت مجهولة للإعلام حتي عام1994, حيث أعلن والدها الخبر بعد أن تدهورت صحته واقتربت فترة تقاعده والتي معها لن يكون باستطاعته ممارسة نفس التأثير الصارم علي الصحافة الفرنسية. أما الرئيس الفرنسي فاليري جسكار ديستان فكان مشهورا بمغامراته الليلية خلال فترة حكمه, لكن الحادثة الغريبة كانت من نصيب الرئيس فيليكس فيور الذي توفي في مكتبه عام1899 وهو برفقة عشيقته. نيكولا ساركوزي الرئيس السابق هو الآخر كان له نصيب الأسد من الفضائح, بدءا من علاقته بعارضة الأزياء كارلا بروني التي ارتبط بها أثناء زواجه من سيسيليا, وتزوجها لاحقا بعد انفصاله, مروروا بفضيحة علاقتة بوزيرة البيئة شانتال جوانو40 سنة وكانت متزوجة من بطل كاراتيه, أما زوجته كارلا فكانت علي علاقة بالمغني بنجامان بيولاي طوال سنوات عديدة, وأفادت شائعات أن السيدة الأولي أقامت في شقته بباريس في عام2008 خلال التحضير لألبومها الغنائي, وربما تكون شخصية الرئيس شارل ديجول هي الحالة الاستثنائية الوحيدة في تاريخ رؤساء فرنسا التي لم يتبعها لقب الدون جوان, والذي عرف بمكانته الرفيعة والمميزة بالاستقامة.