تحسس ضميرك الوطني واسأل نفسك: أين عقلي؟..هذا هو النداء الأخير الذي أنصح به أي مصري قبل الاستفتاء علي دستور المصير, ف' أين عقلي' ليس مجرد عنوان لفيلم كتبه العبقري إحسان عبد القدوس, وأذيع بعد مؤامرة يونيو1967, لكنه كشف لأحدث أساليب الغرب في كيفية صناعة المريض, وتنغيص حياة الشعوب, وتقليب أوجاعها وتشويه إدراكها, وكيف سعت أجهزة عالمية إلي زعزعة ثقة المصريين في أنفسهم, باستخدام الحملات النفسية في تدمير العقل والروابط العائلية, واستغلال الهزيمة لتعميق الفجوة بين ضمير المواطن وواقعه, ومازالت هذه الأساليب تمارس علي المصريين في شكل حملات تتصاعد ونشاهدها اليوم مع اقتراب الاستفتاء علي دستور المصير, في شكل دعم هجمات الترهيب الإخوانية المجنونة ومحاولات منع التصويت النظيف, بمساعدة من قوي خارجية بينها مركز كارتر الذي طالب بإلغاء قانون التظاهر,وإطلاق حرية مسيرات العنف الإخوانية, وهو نفس ما ردده فهمي هويدي بالجزيرة الجمعة الماضي, والذي تذكر فجأة خريطة المستقبل بعد أن ظل يرفضها كإخوانه حين يتباكي اليوم علي بندها الخاص بتشكيل لجنة المصالحة الوطنية, وعدم استبعاد فصيل سياسي, ولمح هويدي باللجوء إلي الميثاق العالمي لحقوق الإنسان للحد من مطاردات المصريين لهذا الفصيل الارهابي بالشوارع, ولم يقل لنا أين كان حين انقلب مرسي علي وعوده الانتخابية ثم علي حلفائه بإعلانه الديكتاتوري حتي تم خطف الدستور في2012, وحين بدأ الشعب يجمع التوكيلات ثم بطاقات التمرد علي مدي4 أشهر قبل30 يونيو لم يقدم رئيسه مرسي أي علاج للغضب الشعبي والانقسام الوطني, رغم زعمه أنه رئيس لكل المصريين, وحين نصحه البعض بأن الدولة أهم من الحكم ومن الجماعة إختار التحصن بجماعات التطرف وضرب بمستقبل الدولة عرض الحائط. واذا كان الطبيب النفسي رشدي اباظة قد تمكن في الفيلم من إعادة سعاد حسني وزوجها إلي عقلهما,بتخلي كل منهما عن اتهام الآخر بالجنون, في إشارة إلي الثقة المتبادلة والسلامة النفسية لكل المصريين كانت البداية لانتصار أكتوبر73, فأن الالتفاف الآن حول العقل والمصلحة الوطنية هو السبيل لاجتياز اختبار الاستفتاء بنجاح, فهل يستطيع الأستاذ هويدي أن يعيد قطعان جماعته إلي عقلها في حظيرة الوطن والتخلي عن خرافة ووهم عودة الجاسوس الفاشل إلي القصر يوم الجمعة العصر! لمزيد من مقالات أنور عبد اللطيف