حالة من الانزعاج أصابت المسئولين الأمريكيين علي مدي أشهر عام2013 ليس بسبب اتساع نشاط الإرهابيين في بلدانهم الأصلية ولكن خوفا من نقل أنشطتهم الإرهابية إلي داخل الولاياتالمتحدة, خاصة وأن من بينهم مواطنين يحملون الجنسية الأمريكية ولكن أصولهم من دول عربية وإسلامية. وقد ظهرت حالة من القلق لدي الأمريكيين بعدما أعلن أن وزارة الخارجية الأمريكية تضاعف من جهودها لمكافحة أنشطة يقوم بها متطرفون يمارسون العنف والإرهاب لتجنيد أعضاء جدد في تنظيماتهم من خلال رسائل يوجهونها باللغة الإنجليزية عن طريق الإنترنت. وتقول صحيفة الهيرالد تريبيون إن هذه الحملة من جانب وزارة الخارجية جاءت في الوقت الذي ذكر فيه مسئولون بالمخابرات الأمريكية أن عشرات من الأمريكيين قد سافروا إلي سوريا أو حاول بعضهم السفر إلي هناك منذ عام2011 للقتال ضد حكم بشار الأسد, وأن فرع تنظيم القاعدة في اليمن عرض عن طريق موقعه علي الإنترنت مواد باللغة الإنجليزية تدعو المتحدثين باللغة الإنجليزية للتقدم لتجنيدهم للقيام بأعمال جهادية, كما أن ما تسمي بمنظمة الشباب, وهي جماعة متطرفة مقرها الصومال, قد نشرت أيضا مثل هذه الرسائل باللغة الإنجليزية علي الإنترنت. وقد حذر مسئولون بأجهزة المخابرات الأمريكية والأوروبية أن العالم قد شهد جهود تنظيم القاعدة لتجنيد مقاتلين يجيدون اللغة الإنجليزية يمكن أن يشكل تهديدات إرهابية جديدة لدول أمريكا وأوروبا عندما يعودون إليها وقد تشبعوا بالأفكار الإرهابية لتنظيم القاعدة والتنظيمات الإرهابية الأخري. وكان المسئولون في وزارة الخارجية الأمريكية المختصون بمتابعة وتحليل ما ينشر علي صفحات الإنترنت قد لاحظوا خلال السنوات الثلاث الأخيرة هذا النشاط من جانب تنظيم القاعدة والمنظمات الإرهابية لتجنيد أفراد يتحدثون اللغة الإنجليزية في أوروبا والولاياتالمتحدة ممن تتراوح أعمارهم بين18 و30 سنة بما في ذلك أفراد من الشرق الأوسط. ويجيد هؤلاء المختصون في وزارة الخارجية الأمريكية اللغات العربية والصومالية المحلية والأردو والبنجابية التي يتحدث بها الباكستانيون, وقد تبين لهم أن الرسائل الموجهة باللغة الإنجليزية علي مواقع المنظمات الإرهابية توضح لمن أسمتهم هذه المنظمات ب الجهاديين أنه سيتم تقديم أموال لهم فور تجنيدهم ودعم أي مطالب أخري لهم. وقد أوضح ألبرتو فرنانديز السفير الأمريكي السابق والذي يتولي مسئولية مركز الإتصالات الاستراتيجي لمكافحة الإرهاب التابع لوزارة الخارجية الأمريكية, أن الأجهزة الأمنية تحتاج لأن تكون جاهزة لإحباط هذا النشاط من جانب تنظيم القاعدة والمنظمات الإرهابية. وكانت هذه المنظمات قد نشرت صورا علي الإنترنت لبعض هؤلاء الأفراد من الأمريكيين الذين كانت قد نجحت في تجنيدهم ثم قتلوا أثناء اشتراكهم في القتال في الصومال ومنهم عمر حمامي وهو من ولاية ألباما الأمريكية والذي تحول بعد سفره من الولاياتالمتحدة إلي واحد من أبرز الإرهابيين في هذه المنظمات. وقد كتبت المنظمة التي جندته تحت صورته علي الإنترنت أن عمر أحد الذين جاءوا للجهاد واستشهد هناك. وكان القصد من إعلان هذه الأسماء نوع من التكريم والإشادة بهم لما فعلوه من جهاد حسب وجهة نظرهم. وقد حاول بعض السوريين الذين يعانون من القتال الدائر في بلادهم بين جيش بشار والجيش الحر بالإضافة إلي مشاركات تنظيمات قتالية أخري الرد علي مثل هذه الدعوات بأن أذاعوا علي أحد مواقعهم علي الإنترنت رسائل مضادة موجهة إلي المتحدثين بالإنجليزية تقول إحداها أن الأسد وأيمن الظواهري زعيم تنظيم القاعدة قد دخلا في سباق لتدمير سوريا فلا تزيدوا أنتم الامور سوءا بالانضمام إلي ما يفعلونه. لقد فوجيء المسئولون الأمريكيون بأن الإرهاب لا يتوقف نشاطه عند حدود دول بعيدة جغرافيا عنهم, وأن الأفراد الذين يتم تجنيدهم في المنظمات الإرهابية يتحولون إلي ماكينات للقتل ومتعطشون إلي إراقة الدماء, وأن هذه المنظمات تطور عملياتها وتتخذ تكتيكات جديدة لتجنيد أفراد من الولاياتالمتحدة نفسها لكي يعودوا إليها ويمارسوا أدوارهم فيها وليس فقط في بلادهم.