من المشاهد المألوفة داخل أروقة المنظمة البحرية العالمية في لندن, خاصة في مواسم الانتخابات أن تجد مندوبين من الدول العربية والافريقية يقبلون علي الوفد المصري ويرحبون به ترحيبا حارا. وبعد الترحيب تكتشف أن مندوبا أو أكثر تلقي علوم النقل البحرية والتدريبات المرتبطة به في مصر وتحديدا في الأكاديمية العربية للعلوم والتكنولوجيا والنقل البحري. وهنا تكمن الأهمية القصوي للتعليم كقوة ناعمة في إيجاد دبلوماسيين فوق العادة لمصر في هذه البلدان لذلك تنبه المسئولون لخطورة هذا التأثير إيجابيا للصالح المصري وبالتالي جاءت التأكيدات من الدكتور اسماعيل عبد الغفار رئيس الأكاديمية علي دعم هذا الدور والتوسع فيه بقوله: إنه من الأدوار الرئيسية للأكاديمية أنها تسهم في بناء وتعليم وتدريب القدرات العربية والافريقية خاصة في مجالات تقديم الاستشارات والبحوث العلمية التي تتعلق بتخصصات النقل والهندسة والادارة واللوجستيات والخدمات البحرية. ويضيف ان هناك زيادة ملحوظة في إقبال الطلاب الأفارقة والذين يقترب عددهم من الألف طالب خلال الموسم الدراسي الحالي من دول السودان وجزر القمر وجيبوتي وليبيا وارتيريا وغانا والكاميرون وموريتانيا وتنزانيا والصومال وقد جاءت نيجيريا في المرتبة الأولي بعدد354 طالبا. ويؤكد عبد الغفار أن دور الأكاديمية لا يتوقف فقط علي تقديم التيسيرات للطلاب الأفارقة بل أيضا تقديم مئات المنح سنويا لبعض الطلاب وذلك بالتنسيق مع المنظمة البحرية العالمية والذي شهد رئيسها توقيع اتفاقية تعاون مع الأكاديمية لترتيب هذه المنح في مجالات التدريس لتخصصات النقل البحري والهندسة البحرية والنقل الدولي واللوجستيات فضلا عن التدريب واعادة تأهيلهم. وقال عبد الغفار ان سكرتير المنظمة أشاد بالدور المصري في هذا المجال ووعد بالمشاركة في المؤتمر الدولي للأكاديمية الذي تنظمه في مارس المقبل حول صناعة النقل البحري. التعاون العلمي والتعليمي لم يقتصر فقط علي المنح الدراسية فهناك علي سبيل المثال مذكرة تفاهم مع جامعة أديس أبابا في أثيوبيا لتبادل الخبرات والتدريب والاستشارات الي جانب أعضاء هيئة التدريس والكوادر الفنية بين الجانبين بالاضافة الي جانب ذلك هناك عقد شراكة مع هيئة المواني السودانية وكل من معهد المواني ومركز البحوث والاستشارات لتأهيل الكوادر السودانية واتفاق تعاون لتطوير المواني الليبية, فضلا عن مذكرة تفاهم مع نيجيريا لتأهيل الضباط البحريين واستكمال تدريبهم واعطائهم شهادات الابحار من مصر. كما تم توقيع اتفاق مع هيئة التعاون اليابانية جايكا لتمويل برنامج تدريبي يشمل500 من الشباب الافريقي لتأهيلهم في مجال الخدمات والأنشطة البحرية طبقا للمواصفات العالمية.