بعد أسبوع من الكشف عن أكبر فضيحة فساد هزت تركيا, ظهرت مؤشرات انهيار حكومة رجب طيب أردوغان بعد استقالة اثنين من صقور حكومته, وهما وزيرا الداخلية معمر جولر والاقتصاد ظافر جاجلايان, وذلك عقب اعتقال ابنيهما فيما يتصل بتحقيق في فساد وضع الحكومة في مواجهة القضاء وهز ثقة المستثمرين الأجانب. تأتي استقالة الوزيرين وسط توقعات بإجراء أردوغان تعديلا وزاريا يشمل تغيير10 وزراء تمهيدا للانتخابات البلدية التي ستجري في30 مارس المقبل. ومن جانبه, تساءل جاجلايان بعد استقالته عن شرعية التحقيق في القضية, وقال في بيان إنه استقال من منصبه كوزير للاقتصاد للمساعدة في كشف الحقيقة, ولإحباط ما وصفه ب المؤامرة القبيحة التي أثرت علي نجله وزملائه المقربين في العمل, بينما أكد جولر في بيان منفصل أنه طلب من أردوغان في17 ديسمبر الحالي إعفاءه من مهام منصبه, لكنه سلمه أمس قرار الاستقالة مكتوبا, ووصف القضية بأنها دسيسة قذرة ضد حكومتنا وحزبنا وبلادنا. وقال إنه ضحية لما اعتبرها مؤامرة سياسية, وأضاف أنه لا يوجد سبب يدعو لمحاسبة أسرته عليه, وأن التسجيلات التي تستخدمها الشرطة لإثبات تورط نجله في الكسب غير المشروع مفبركة, وأن الأموال التي تم ضبطها معه هي أموال كسبها من بيع فيلا فاخرة. وكان جولر وجاجلايان قد طلبا إعفاءهما من منصبيهما بشكل غير رسمي, إلا أنهما تقدما رسميا باستقالتيهما حيث لم يصدر حتي الآن أي بيان من الحكومة التركية. وكانت المعارضة التركية قد طالبت الوزيرين بالاستقالة خشية استغلال منصبيهما في التأثير علي مجريات التحقيق مع نجليهما المتورطين في تلقي رشاوي بسبب نفوذ والديهما. وفي تحرك لمعالجة الانقسامات الداخلية التي تهدد حزب العدالة والتنمية الحاكم, تعهد الرئيس التركي عبد الله جول بعدم حدوث أي تستر علي فضيحة الفساد في المستويات العليا, وقال في أول تصريحات علنية بشأن القضية إن تركيا ليست ما كانت عليه قبل عشر سنوات أو15 سنة. فقد نفذت كثيرا من الإصلاحات في السياسة, وأيضا في القانون. وأضاف أنه في دولة تحققت فيها مثل هذه الإصلاحات إذا وقع فساد أو أخطاء فلن يتم التستر عليها, مضيفا أن النظام القضائي الديمقراطي والموضوعي والمستقل سيفصل في المزاعم بطريقة لا تدع أي علامة استفهام. من جهتها, قالت صحيفة ميلليت إن الأسبوع الحالي سيكون حاسما من أجل إعادة توزيع المناصب الوزارية. أما شبكة سي إن إن تورك التليفزيونية فكشفت عن أن التعديل الحكومي الواسع سيجري خلال ساعات بعد عودة رئيس الوزراء التركي من باكستان.