أكدت حكومة جنوب السودان أمس انها علي استعداد للحوار مع رياك مشار خصم الرئيس سلفا كير بدون شروط مسبقة من أجل وقف أعمال العنف التي تضرب البلاد. وقالت الحكومة- في تغريدة علي موقع التواصل الاجتماعي تويتر-.. نحن علي استعداد للحوار مع جميع المتمردين ومنهم ريك مشار بدون شروط. ومن جانبه, صرح تيدور ادهانوم وزير خارجية اثيوبيا الذي يقود وفد وساطة افريقي مؤلف من خمس دول بعد مقابلته أمس الاول الخصمين المتنازعين بأن المناقشات كانت مثمرة جدا. يأتي ذلك في الوقت الذي أعلن فيه وزير الخارجية الأمريكي جون كيري مساء أمس الاول الجمعة عن إرسال المبعوث الخاص دونالد بوث إلي جنوب السودان لبحث سبل حل الأزمة التي تشهدها البلاد. وسيناط بالدبلوماسي الأمريكي المتخصص في شئون السودان وجنوب السودان التوسط بين أطراف النزاع. وبدأت الأزمة منذ نحو أسبوع عندما تحدي رئيس جنوب السودان سلفاكير نائبه السابق ريك مشار الذي أقاله سلفاكيرفي شهر يوليو الماضي. وهاجمت جماعات المتمردين في بادئ الأمر ثكنات للجيش ثم لاحقا مباني تابعة للحكومة ومنازل في بلدة بور الواقعة شرق البلاد. وأسفر النزاع حتي الآن عن سقوط مئات القتلي خلال الأسبوع الحالي,في حين فر مئات آخرون من المنطقة,حسبما أفاد شهود. ويتخوف المجتمع الدولي من أن يتسع نطاق النزاعات بين المجموعات المختلفة عرقيا الأمر الذي قد يؤدي إلي حرب أهلية في جنوب السودان. وكان نطاق المعارك قد اتسع مؤخرا ليمس قاعدة للأمم المتحدة في ولاية جونجلي بجنوب السودان.ومن جانبه أدان مجلس الأمن الدولي مساء أمس الاول الهجوم الذي استهدف قاعدة للأمم المتحدة في جنوب السودان معربا عن قلقه البالغ إزاء الأزمة الأمنية والإنسانية التي تتدهور سريعا هناك. وأكد المجلس ضرورة محاسبة كل المسئولين عن أي انتهاكات للقانون الدولي الإنساني والقانون الدولي لحقوق الإنسان. وكانت الاممالمتحدة قد قالت أمس الاول إن11 مدنيا واثنين من قوات حفظ السلام التابعة لها قتلوا عندما هاجم نحو ألفي شاب من قبيلة النوير قاعدة دولية في ولاية جونجلي.و دعت الاممالمتحدةوالولاياتالمتحدة الي الحوار. وفي بيان غير ملزم أقر بالاجماع, دعا مجلس الامن الدولي سلفا كير ورياك مشار اللذين أدي التنافس بينهما الي موجة من أعمال العنف في البلاد, الي اطلاق نداء لوقف المعارك وفتح حوار فورا.و في هذه الاثناء, أعلنت الرئاسة الكينية أمس أن الاوامر صدرت بارسال جنود كينيين الي جنوب السودان الذي تمزقه الحرب من اجل اجلاء نحو1600 من الرعايا الكينيين. وقال المتحدث باسم الرئاسة مانوا ايسيبسو- في بيان- إن الرئيس أوهورو كينياتا أمر قوات الدفاع الكينية ببدء عملية اجلاء فورية ل 1600كيني موجودين حاليا في جنوب السودان. وذكرت قناة العربية الإخبارية أمس السبت أن تصريحات وزير الإعلام تأتي في وقت أكدت فيه مصادر مطلعة أن قوات أوغندية دخلت جنوب السودان بطلب من جوبا لمساعدة القوات الحكومية في إحلال الأمن في البلاد. وكانت الأممالمتحدة قد أكدت في وقت سابق أن أعمال العنف التي تشهدها جنوب السودان خلفت حوالي500 قتيل, فضلا عن نزوح الآلاف من منازلهم عقب اندلاع القتال بجوبا. وفي الخرطوم, أكدت الولايات السودانية المتأخمة حدوديا مع دولة جنوب السودان, أن انتقال المواجهات المسلحة بين قوات الحرس الرئاسي بالجيش الشعبي من جوبا إلي مناطق أخري بجنوب السودان, فضلا عن التهديدات التي طالت حقوق النفط وحدوث اشتباكات بتلك المناطق, استدعت اتخاذ الاحتياطات القصوي لتأمين الحدود مع الدولة الوليدة, وأشاروا إلي أن الأوضاع لاتزال تحت السيطرة, ولم تؤثر علي شكل الحراك الأمني والاجتماعي بالولايات الحدودية. و حذر خبراء الاقتصاد السوداني من مغبة سيطرة القوات المناوئة لرئيس دولة جنوب السودان سلفاكير ميارديت علي حقول النفط, مؤكدين أن ذلك سيؤدي لتوقف عائدات مرور بترول جوبا عبر الأراضي السودانية, ووصفوا تلك الخطوة بالكارثة الاقتصادية علي البلاد. وأشار خبراء الاقتصاد السودانيين-وفقا لصحيفة آخر لحظة الصادرة بالخرطوم أمس السبت-إلي أن الموازنة العامة للدولة للعام2014, تعتمد بصورة كبيرة علي عائدات نقل بترول الجنوب والتي تبلغ2,2 مليار دولار. وقال الخبير الاقتصادي محمد إبراهيم كيج, إن إغلاق أنابيب النفط سيزيد من حالة اختناق الاقتصاد السوداني, ويقضي علي كل الآمال التي أعلنها وزير المالية الجديد, وقال إن نجاح الموازنة الجديدة يعتمد علي عائد تدفقات النفط. وحذر كيج من استمرار تدهور قيمة العملة المحلية, وقال إن الجنيه السوداني حاليا في أضعف حالاته, وأن تدهور قيمته الشرائية في استمرار, كما قلل-في الوقت ذاته- من زيادة أجور العاملين بالدولة, مشيرا إلي أنها لا قيمة لها في ظل تراجع الجنيه.