كان رجل يسير في الصحراء عندما ظهر له أسد يريد أن يفترسه. هرب الرجل فوقع في بئر جافة لم يتنبه إلي وجودها, لكن الأسد استمر في المطاردة فسقط خلف الرجل في نفس البئر فوجئ الرجل والأسد بأن هناك دبا كان قد سقط قبلهما. في دهشة سأل الأسد الدب: كم انقضي عليك وأنت في هذه البئر ؟ أجاب الدب في صوت ضعيف واهن: أنا هنا منذ أيام.. أكاد أموت من الجوع. في الحال اقترح الأسد علي الدب: هيا نقتسم هذا الرجل, نأكله حتي نشبع. تمهل الدب قبل أن يتساءل: لكننا بعد أيام سنحس بالجوع من جديد, فماذا نصنع عندئذ ؟ سأله الأسد بدوره في حيرة: وهل هناك طريق آخر ؟. اقترح الدب: أري أن نحلف لهذا الرجل أننا لن نؤذيه بشرط أن يجد لنا طريقا نخرج به معه من هذه البئر, فالإنسان أقدر منا علي التفكير وعلي اكتشاف الحيل للتخلص من المآزق والمصعاب. وافق الأسد علي رأي الدب, وحلفا للرجل أنهما لن يؤذياه إذا خلصهما. عندئذ طلب الرجل من الأسد أن يقف فوق ظهر الدب, ثم صعد هو فوق ظهر الأسد وخرج من البئر. وجاء الدور علي الرجل لينفذ وعده بإنقاذ الأسد والدب, لكنه تردد وهو يهمس لنفسه: إنهما جائعان, وهزالهما لن يسمح لهما بالنجاح في الحصول علي صيد جديد.. هذا يعرضني منهما لخطر شديد!!. لذلك أطل من فوهة البئر وصاح: لابد أن تستعيدا بعض القوة لمساعدتي وأنا أجذبكما للخروج.. انتظرا قليلا.. سآتي لكما بوجبة كبيرة. ثم أسرع إلي سوق قريب ليشتري خروفا سمينا, ساعده صديق في إعداده لوليمة الأسد والدب, ثم حمل لحم الخروف وعظامه وألقي بها للمسجونين في الجب.. وعندما اطمأن الرجل إلي أنه أشبع جوع الوحشين, وأنه لا خطر عليه من حاجتهما العاجلة إلي طعام وبذلك أسكت إلي حين غرائزهما المتأصلة, ساعدهما- وهو آمن- علي الخروج, والنجاة من موت مؤكد في الأعماق المظلمة...