الوصول لأفضل الأساليب العلمية والتقنية للتغلب علي الآثار السلبية الحالية والمستقبلية للتغيرات المناخية هدف في غاية الأهمية يجب أن تتضافر لأجله كل الجهود المحلية وتتعاون في سبيله مع المؤسسات والمنظمات والهيئات العالمية المعنية. وهذا ما سعي إليه مركز بحوث الصحراء من خلال مشروع تطبيقي رائد وسلسلة من الفعاليات حول قضية التغيرات المناخية, وآخرها الأسبوع الماضي بورشة عمل( مدارس تدريب المزارعين لتحسين معيشة العائلات الريفية من خلال الإنتاج الأمثل للأعلاف والمنتجات الحيوانية) والتي افتتحها الدكتور أيمن فريد أبو حديد وزير الزراعة وشارك فيها الدكتور عبد الله الدخيل المنسق العام للمشروع بدبي. وبرز علي قمة الاهتمامات تنمية سيناء. وفي افتتاحه للورشة قال وزير الزراعة واستصلاح الأراضي أنه بسبب التغيرات المناخية تصطدم البرامج التنموية في جميع المجالات في العالم كله بمعوقات وتحديات كبيرة, ولاسيما في المجال الزراعي الذي يعد أكثرها حيوية فهو يواجه الكثير من الظواهر المتفاقمة والمتمثلة في التغيرات المناخية واتساع التصحر وتضرر التنوع البيولوجي, ومن هنا فإن قطاع الزراعة بمصر أصبح في حاجة ماسة لإعادة النظر في السياسات الزراعية طبقا لما تشهده الفترة الراهنة, الأمر الذي يتطلب توجيه الدعم والفكر لخدمة القائمين علي قطاع الزراعة إيمانا بضرورة الاهتمام وتكثيف الجهود العملية والتطبيقية لخدمة التنمية الزراعية في مصر, ومن هنا لابد أن توجه البحوث والدراسات العلمية الخاصة بالبرامج البحثية والتنموية بحيث تقدم نتائجها حلولا عملية للمشاكل المتفاقمة خاصة لساكني المناطق الهامشية والصحراوية, وايجاد فرص عمل من خلال هذه المشروعات البحثية والتنموية بالاشتراك مع القطاع الخاص ومنظمات المجتمع المدني والجمعيات الأهلية. وعن دور مركز بحوث الصحراء في قضية التكيف مع التغيرات المناخية يقول رئيسه الدكتور رأفت السيد خضر إن للتغيرات المناخية تأثيرا سلبيا علي جميع أنماط الزراعة المختلفة, والتي انعكست مباشرة علي الإنتاج الزراعي بصفة عامة, وترتبط ظاهرة التملح أو الملوحة ارتباطا مباشرا بظاهرة التغيرات المناخية التي تعتبر من أهم مشكلات الإنتاج الزراعي حيث تتزايد مشكلة الملوحة بارتفاع معدلات درجات الحرارة ونقص سقوط الأمطار, وتتمثل خطورتها في انخفاض المحاصيل الزراعية وبالتالي انخفاض دخول المزارعين وقدرة الدولة علي تحقيق الاكتفاء الذاتي من المحاصيل الزراعية. وفي مصر, تعاني أكثر من25% من الأراضي المنزرعة من ملوحة التربة بالإضافة إلي ندرة المياه. وعن تطبيق المشروع علي أرض الواقع يقول الدكتور حسن محمد الشاعر استاذ الإنتاج الحيواني واستخدام المراعي بالمركزإن المشروع يتم تنفيذه في مناطق عديدة بشبه جزيرة سيناء ويركز علي الاعتماد علي تقنيات الزراعة الملحية لما لها من دور إيجابي هائل في تحقيق الأمن الغذائي من خلال ما تقدمه لتحسين كفاءة الإنتاج لبعض المحاصيل الزراعية المتحملة لدرجات الملوحة, وكذلك في زيادة كفاءة استخدام الموارد المائية المحدودة وتوفير فرص أفضل للاستفادة من الأراضي عالية الملوحة لإنتاج محاصيل زراعية متحملة للملوحة تحقق عائدا اقتصاديا هاما. وعن دور أسر المزارعين في المشروع, يقول الدكتور محمد طارق عبدالفتاح رئيس قسم فسيولوجي الحيوان والدواجن بالمركز: نهدف من خلال المشروع إلي تطوير اقتصاد قابل للاستمرار يقوم علي التكامل بين الإنتاج الزراعي والحيواني, وبهدف تحسين مستوي معيشة العائلات الريفية يتم تدريبهم علي كيفية الحصول علي الإنتاج الأمثل للأعلاف والمنتجات الحيوانية, لذا كان الهدف الأول تطوير نموذج لمدارس تدريب المزارعين الخاص بالأنظمة المتكاملة لإنتاج الأعلاف والثروة الحيوانية باستخدام موارد المياه الهامشية, وتعزيز قدرات الأسر الريفية خاصة المرأة الريفية في مجال إعداد الأعلاف وتداولها .