الحديث عن البطولات ليس مقيدا بمناسبة أو أيام معينة وإنما هو حديث كل الأوقات. هذه مقدمة لرسالة يقول فيها د. شريف عمر أستاذ جراحة الأورام بجامعة القاهرة: أرجو أن تسمح لي أن أزيح الستار عن عمل بطولي عظيم قام به الراحل الدكتور محمود يوسف سعادة الذي كان أستاذا متألقا في أكاديمية البحث العلمي. وهذه القصة ذكرها أبطال الدفاع الجوي فقد حدث أن واجه الفريق محمد علي فهمي قائد سلاح الدفاع الجوي نقص الوقود الخاص الذي يقوم بتشغيل سلاح الصواريخ الذي تعتمد عليه قواتنا في مواجهة الطائرات الإسرائيلية, بعد أن منعه الاتحاد السوفيتي عنا, ردا علي إنهاء الرئيس السادات مهمة الخبراء السوفيت في القوات المسلحة. واتجه فهمي إلي المركز القومي للبحوث بعينة من الوقود المطوب وطلب من محمود سعادة محاولة كشف أسرار هذا الوقود وإلا خرجت الصواريخ من الحرب. وبعد خمسة أيام فقط فوجيء قائد الدفاع الجوي بالدكتور سعادة يبلغه أنه تمكن مع مساعديه من فك السر وإمكان إنتاج هذا الوقود محليا وتشغيل الصواريخ. وهكذا استمر هذا السلاح الأساسي يقوم بمهمته في حرب أكتوبر. أكتب هذا أولا لتسليط الضوء علي بطل ظلت أعماله في السر, وثانيا ليأخذ حقه في تكريم وطنه الذي يستحقه في إطلاق اسمه علي شارع أو مدرسة تحية لذكراه. وأنهي برسالة أخري عن موضوع آخر من الدكتور مهندس أشرف عمر الذي يثير قضية إنشاء مصنع جديد في شركة كيما بأسوان مما يثير تساؤلا: هل في مثل هذه الظروف التي نواجهها في نقص احتياجاتنا الشديدة للغاز يكون الأصح: ضخ مليارات الاستثمارات في هذا المشروع الجديد في كيما والذي يقوم تشغيله علي الغاز الطبيعي, في الوقت الذي تواجه فيه مصانع الاسمنت والأسمدة نقصا شديدا في إمدادات الغاز, مما يضطر معظمها إلي تخفيض إنتاجها, وما يسببه ذلك من خسارة للاقتصاد القومي ونقص في المعروض من إنتاجها. أليس المنطقي أن نسد احتياجات المشروعات القائمة أولا باحتياجاتها من الغاز قبل أن نقيم المشروعات الجديدة ؟ سؤال أثق أن الوزير المستنير منير فخري عبد النور وزير الصناعة سيجيب الإجابة الصحيحة عنه. لمزيد من مقالات صلاح منتصر