بعد أن تكلف120 مليون جنيه

توقف خط مياه شرب سانت كاترين وإهدار8 آلاف متر مكعب يوميا

أمر غريب عندما تتجه محافظة جنوب سيناء قبل سنوات نحو الاهتمام بقاطني مدينة سانت كاترين والتجمعات البدوية التابعة لها في عمق الصحراء وخدمة الفنادق والمخيمات السياحية
بإنشاء خط عملاق لنقل مياه نهر النيل من مدينة أبو رديس إلي سانت كاترين بتكلفة تجاوزت120 مليون جنيه بمنحة من مفوضية الاتحاد الأوروبي إلا أن نقل المياه توقف بسبب التعديات علي الخط الرئيسي وسرقة كابلات الكهرباء المشغلة لمحطات الرفع رغم تعيين الشركة أفرادا من قاطني المنطقة لحراسة الخط.
يقول المهندس محمد عبد اللطيف رئيس قطاع جنوب سيناء بشركة مياه الشرب والصرف الصحي منذ أكثر من أربع سنوات تم الشروع في إنشاء خط مياه لنقل مياه نهر النيل من مدينة أبو رديس إلي سانت كاترين بطول92 كيلو مترا وقطر المواسير بلغ300 ملي متر وتمت إقامة4 محطات رفع عملاقة حتي يمكن رفع المياه إلي المدينة الواقعة علي ارتفاع1500 متر فوق سطح البحر, وتم الانتهاء من الخط وتشغيله في أكتوبر من العام قبل الماضي وذلك بعد مرور9 أشهر علي ثورة25 يناير وبعد مرور أقل من شهر واحد توقف نقل المياه بسبب تعديات المواطنين علي الخط الواصل من النفق بمحافظة السويس إلي منطقة رأس مسلة برأس سدر حيث يتم إهدار8 آلاف متر مكعب يوميا يقوم المواطنون بسحبها إلي مزارعهم بطرق غير مشروعة.
مما أدي إلي أن كمية المياه الواردة من منبعها إلي مدينة أبو رديس لضخها إلي سانت كاترين لا تكاد تكفي مدينة أبو رديس نفسها فبالتالي لا توجد مياه متوافرة لضخها في خط المياه إلي سانت كاترين الذي تكلف120 مليون جنيه مما يعد إهدارا للخط الذي أنشئ.
وأضاف أن هناك بعض المواطنين يقومون بالتعدي علي الخط وسرقة المياه من غرف غسيل الخط المنتشرة بطول100 كيلو متر وعددها150 غرفة وبالتالي يتم تفريغ الخط بالكامل من المياه فضلا علي قيام اللصوص بسرقة كابلات الكهرباء المشغلة لمحطات رفع المياه بقيمة500 ألف جنيه علي الرغم من تعاقد الشركة مع بعض المواطنين لحراسة وتأمين الخط والمحطات من السرقة مقابل دفع مبلغ مادي مجز تجاوز ثلاثة آلاف جنيه شهريا.
واختتم عبد اللطيف قائلا إن الشركة تتخذ خطوات جديدة لتشغيل الخط حيث سيتم شراء كابلات كهرباء جديدة بدلا من التي تمت سرقتها لتشغيل محطات الرفع وسيتم توفير حوالي500 متر مكعب يوميا من مياه نهر النيل لضخها إلي سانت كاترين مع البدء في ضخ2000 متر مكعب يوميا لمواطني مدينة أبو رديس من محطة تحلية مياه البحر التي قامت القوات المسلحة بافتتاحها الشهر الماضي وتنتج3000 متر مكعب يوميا وذلك خلال الشهرين القادمين وبذلك تنتهي أزمة المياه في سانت كاترين.