لم يتمتع شاعر معاصر بجاذبية وجماهيرية مثلما حدث للراحل أحمد فؤاد نجم, فهو رجل جدلي متنوع معارض يعيش علي السجية يحب وطنه, عرف الزنازين.. والغريب انه لم يحصل علي جوائز الدولة التي ذهبت الي من هو أقل منه موهبة وشاعرية ومكانة, لكن هذا ليس بمجال حديثنا. فهو الشاعر الاوحد الذي شاهد في حياته فيلما روائيا حول سيرته الذاتية المعروفة باسم الفاجومي وهي عنوان كتاب شهير له, أثار مخيلة الكاتب والمخرج عصام الشماع فقدم فيلما بالعنوان نفسه عرض بعد ثورة يناير2011, مما دفع المخرج الي اضافة مشاهد عما شهدته المدن في يناير, وقد توافق الأمر كثيرا مع حياة الشاعر الذي وقف دوما ضد الأنظمة السياسية, وغني لمصر وأطلق عليها اسم بهية. ولصق اسمها بالأم ياما يابهية. اذن نحن امام ظاهرة مختلفة, فالشاعر نجم يشاهد في حياته اسمه الذي اختاره لنفسه ليكون فيلما. هي ظاهرة لم تحدث من قبل في السينما المصرية, وأغلب الأشخاص الذين في الفيلم لايزالون علي قيد الحياة والناس يعرفونهم بالاسم, خاصة قريناته وهن أيضا من الأسماء البارزة في الحياة العامة, وأمام هذه الحساسية اضطر المخرج الي تغيير الاسماء لكن خانه التوفيق في اختيار الممثلات اللائي قمن بالدور, وبدا خالد الصاوي مختلفا في تكوينه الجسماني عن( الفاجومي) وان كان قد حاول ان يجسد الشخصية, والفيلم يصور مراحل من حياة الشاعر حتي أثبت انه شارك في ثورة يناير, وهناك في الفيلم قصيدة غناها أحمد سعد للشاعر بعنوان يعيش أهل بلدي لكن رغم هذه التحية السينمائية لشاعر فعال في الحياة الثقافية والاجتماعية فإن يوسف شاهين هو أفضل من قدم أشعار نجم بصورة مليئة بالوجدانية عام1973 من خلال فيلمه العصفور, حيث سمعنا الأغنية الشهيرة لنجم من ألحان الشيخ إمام وهي( مصر ياما يابهية). فهذا هو الشاعر يغني لوطنه الذي أحبه كثيرا, وقد ربط الفيلم بين فترة زمنية بالغة الحساسة وهي ساعات الهزيمة في عام1967 حينما خرج الشعب ومنهم بهية الي الشوارع يرفضون القبول بالهزيمة ويطالبون عبد الناصر بالرجوع عن تنحيه, لقد امتزجت الأغنية بهتافات الناس التي تلقت خبر هزيمة الوطن, وجاءت الكلمات معبرة عن الرفض الشديد للهزيمة: مصر ياما يا بهية يا أم عقد وجلابية الزمن شاب وانتي شابة هو رايح وانتي جايه