ذهب الفاجومي شاعر الشعب والشارع إلي نور الأبدية، منضما بالرحيل إلي سابقيه الخالدين بيرم التونسي وفؤاد حداد وصلاح چاهين.. ذهب النجم أحمد فؤاد نجم عدو السلطة والفساد وناقدهما اللاذع إلي حيث يلتقي بمن كتب فيهم قصائده النارية ولعله الآن يعيد علي مسامعهم قطوفا مغموسة بالنقد الموجع في شخوصهم وسياستهم ليذكرهم بأنه لا يخشاهم لا في الدنيا ولا في الآخرة، فقد كان لا يخاف إلا خالقه الذي منحه جسارة في الحق تؤهله للفوز بالجنة إن شاء الله، فهو ممن قالوا كلمة حق في وجه سلطان جائر، وكانت هذه الكلمة موشاة بسحر الشعر والموهبة الفذة التي منحها الله له بسخاء. كان الفاجومي مهموما بوطنه في الداخل والخارج والمعتقل الذي جمعه برفيق دربه الراحل الشيخ إمام عيسي، حيث كانا يذهبان معا لإلقاء القصائد التي يؤلفها نجم ويغنيها ويلحنها الشيخ إمام إلي حيث تستدعيهما الحاجة السياسية والوطنية فكانا نزيلين مع الطلبة عقب ثورتهم الغاضبة في المعتقل عام 2791 وقبلها كتب نجم وغني إمام قصيدة مؤثرة عن تشي جيفارا أما قصيدة »الورد اللي فتح في جناين مصر« فكتبها لأجل ثورة الطلبة المذكورة واستدعاها شباب ثورة 52يناير 1102 لرثاء شهدائهم. وفي الأعمال الكاملة لنجم درر شعرية تخلد صاحبها وتندد بالظلم والفساد في كل زمان ومكان، وهي قصائد طازجة وحاضرة مادامت النفوس المريضة تنفث سمومها في الحياة، فإن أشعاره كالسلاح البتار، كما أنه صاحب الكلمات الشجية: مصر يامه يابهية/ يام طرحة وجلابية/ الزمن شاب وأنتي شابة/ هو رايح وأنتي جاية. وفي أعقاب انتصارات أكتوبر 3791 كتب قصيدة مبهجة غنتها سعاد حسني بعنوان »دولا مين«، ويذكر البعض لأحمد فؤاد نجم حماسه الوطني حتي آخر لحظة في حياته أما آخر أقواله الغرائبية أنه قال: »أنا حامشي لما أطمئن علي البلد«.. وقد مات النجم عقب انتهاء لجنة الدستور من عملها في إصدار دستور للبلاد.