أسعار الفراخ البيضاء اليوم الخميس 20-11-2025 في الأقصر    البث المباشر لانطلاقة الجولة الثامنة من دوري أدنوك.. مواجهة مبكرة تجمع خورفكان وشباب الأهلي    اليوم، رئيس كوريا الجنوبية يلتقي السيسي ويلقي كلمة بجامعة القاهرة    مستشفى 15 مايو التخصصي ينظم ورشة تدريبية فى جراحة الأوعية الدموية    اليوم.. محاكمة المتهمة بتشويه وجه عروس طليقها فى مصر القديمة    تحذير عاجل من الأرصاد| شبورة كثيفة.. تعليمات القيادة الآمنة    اليوم.. عرض فيلم "ليس للموت وجود" ضمن مهرجان القاهرة السينمائي    شاهد، أعمال تركيب القضبان والفلنكات بمشروع الخط الأول من شبكة القطار الكهربائي السريع    سيد إسماعيل ضيف الله: «شغف» تعيد قراءة العلاقة بين الشرق والغرب    ترامب يرغب في تعيين وزير الخزانة سكوت بيسنت رئيسا للاحتياطي الاتحادي رغم رفضه للمنصب    حركة القطارات| 45 دقيقة تأخيرًا بين قليوب والزقازيق والمنصورة.. الخميس 20 نوفمبر 2025    تحريات لكشف ملابسات سقوط سيدة من عقار فى الهرم    انتهاء الدعاية واستعدادات مكثفة بالمحافظات.. معركة نارية في المرحلة الثانية لانتخابات النواب    زكريا أبوحرام يكتب: هل يمكن التطوير بلجنة؟    دعاء الفجر| اللهم إن كان رزقي في السماء فأنزله    سفير فلسطين: الموقف الجزائري من القضية الفلسطينية ثابت ولا يتغير    بيان سعودي حول زيارة محمد بن سلمان إلى الولايات المتحدة    مستشار ترامب للشئون الأفريقية: أمريكا ملتزمة بإنهاء الصراع في السودان    أدعية الرزق وأفضل الطرق لطلب البركة والتوفيق من الله    كيفية تدريب الطفل على الاستيقاظ لصلاة الفجر بسهولة ودون معاناة    مكايدة في صلاح أم محبة لزميله، تعليق مثير من مبابي عن "ملك إفريقيا" بعد فوز أشرف حكيمي    فلسطين.. تعزيزات إسرائيلية إلى قباطية جنوب جنين بعد تسلل وحدة خاصة    مصادر تكشف الأسباب الحقيقية لاستقالة محمد سليم من حزب الجبهة الوطنية    طريقة عمل البصل البودر في المنزل بخطوات بسيطة    إصابة 15 شخصًا.. قرارات جديدة في حادث انقلاب أتوبيس بأكتوبر    محمد أبو الغار: عرض «آخر المعجزات» في مهرجان القاهرة معجزة بعد منعه العام الماضي    يحيى أبو الفتوح: منافسة بين المؤسسات للاستفادة من الذكاء الاصطناعي    طريقة عمل الكشك المصري في المنزل    أفضل طريقة لعمل العدس الساخن في فصل الشتاء    أسعار الدواجن في الأسواق المصرية.. اليوم الخميس 20 نوفمبر 2025    خبيرة اقتصاد: تركيب «وعاء الضغط» يُترجم الحلم النووي على أرض الواقع    مأساة في عزبة المصاص.. وفاة طفلة نتيجة دخان حريق داخل شقة    وردة «داليا».. همسة صامتة في يوم ميلادي    بنات الباشا.. مرثية سينمائية لنساء لا ينقذهن أحد    مروة شتلة تحذر: حرمان الأطفال لاتخاذ قرارات مبكرة يضر شخصيتهم    تأجيل محاكمة المطربة بوسي في اتهامها بالتهرب الضريبي ل3 ديسمبر    خالد أبو بكر: محطة الضبعة النووية إنجاز تاريخي لمصر.. فيديو    ضبط صانعة محتوى بتهمة نشر مقاطع فيديو خادشة للحياء ببولاق الدكرور    ارتفاع جديد في أسعار الذهب اليوم الخميس 20 نوفمبر 2025 داخل الأسواق المصرية    إعلام سوري: اشتباكات الرقة إثر هجوم لقوات سوريا الديمقراطية على مواقع الجيش    موسكو تبدي استعدادًا لاستئناف مفاوضات خفض الأسلحة النووي    بوتين: يجب أن نعتمد على التقنيات التكنولوجية الخاصة بنا في مجالات حوكمة الدولة    إطلاق برامج تدريبية متخصصة لقضاة المحكمة الكنسية اللوثرية بالتعاون مع المعهد القضائي الفلسطيني    فتح باب حجز تذاكر مباراة الأهلي وشبيبة القبائل بدورى أبطال أفريقيا    ضمن مبادرة"صَحِّح مفاهيمك".. أوقاف الفيوم تنظم قوافل دعوية حول حُسن الجوار    "مفتاح" لا يقدر بثمن، مفاجآت بشأن هدية ترامب لكريستيانو رونالدو (صور)    خالد الغندور: أفشة ينتظر تحديد مستقبله مع الأهلي    دوري أبطال أفريقيا.. بعثة ريفرز النيجيري تصل القاهرة لمواجهة بيراميدز| صور    تقرير: بسبب مدربه الجديد.. برشلونة يفكر في قطع إعارة فاتي    ديلي ميل: أرسنال يراقب "مايكل إيسيان" الجديد    لربات البيوت.. يجب ارتداء جوانتى أثناء غسل الصحون لتجنب الفطريات    عصام صاصا عن طليقته: مشوفتش منها غير كل خير    تصل إلى 100 ألف جنيه، عقوبة خرق الصمت الانتخابي في انتخابات مجلس النواب    أمريكا: المدعون الفيدراليون يتهمون رجلا بإشعال النار في امرأة بقطار    ماييلي: جائزة أفضل لاعب فخر لى ورسالة للشباب لمواصلة العمل الدؤوب    خالد الجندي: الكفر 3 أنواع.. وصاحب الجنتين وقع في الشرك رغم عناده    أهم أحكام الصلاة على الكرسي في المسجد    مواقيت الصلاه اليوم الأربعاء 19نوفمبر 2025 فى المنيا    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



د‏.‏ طارق حجي‏:‏الحكام الفاسدون أوصلونا للسيرك الراهن‏!‏
نشر في الأهرام اليومي يوم 13 - 01 - 2012

طارق حجي‏..‏مفكر مصري ليبرالي‏...‏ترتكز كتاباته ومحاضراته علي نشر قيم الحداثة والديمقراطية‏.. وتقوم معظمها علي ركائز سبع وهي: الأيمان بأن التقدم ظاهرة انسانية, التعددية هي اروع حقائق الحياة, التعصب الديني او الوطني اوالعرقي ضد التقدم وضد الأنسانية, الغيرية من اهم القيم الأنسانية, عالمية المعرفة و العلم من اهم معالم التطور, حقوق المرأة والحريات العامة من اهم منجزات القرنين الماضيين, واخيرا ان الأديان هي شأن عام ليس لها علاقة بأدارة المجتمعات والحياة. همة الأكبر هو العقل المصري بشكل خاص والعقل العربي بشكل عام ويري انة لا يوجد بديل لمصر في الوقت الراهن سوي تبني منهج العلم والأدارة ويري ان الأحزاب السياسية التي تسمي نفسها أحزابا اسلامية هي احزاب سياسية محضة تحاول الوصول للحكم بل وتعاني من اشكالات فكرية هائلة وذات اثار بالغة القوة والسلبية. حول الأنتخابات البرلمانية الأخيرة والمتوقع من صعود التيار الأسلامي بتلك الصورة...حول رؤيته لمستقبل مصر خلال الفترة المقبلة...حول وضع الأقباط والمرأة.... وحول ترشحه للرئاسة خلال الأربع سنوات المقبلة...كان لنا هذا الحوار.
بعد نتائج المرحلتين الأولي والثانية من الأنتخابات البرلمانية.. ما هي الأسباب المباشرة التي أدت الي صعود التيار الديني بتلك الصورة؟
لولا التدهور الهائل في مستويات النظم التعليمية والفقر والظلم السياسي والإقتصادي والإجتماعي, لما صعد نجم التيار الإسلامي كما حدث... الأموال التي نهبها أساطين نظام مبارك وفي مقدمتهم أولاده كان بوسعها خلق وظائف عمل جديدة وتحسين الظروف الحياتية لملايين المصريين الذين يعيشون علي أقل من دولارين في اليوم.
وللأسف فإن حكام العرب خلال العقود الستة الأخيرة هم بانوراما للجهل والفساد والاستبداد والبدائية الفكرية والقبلية المتخلفة.. وفي ظل حكمهم وبسببهم نمت تلك الحركات الإسلامية والسلفية التي هي في حالة تضاد كلي مع العلم وقيم العصرنة والإنسانية التي كافحت من أجل الحريات العامة وقيم التعددية وقبول الآخر وحقوق المرأة والنسبية والتعايش المشترك وإكبار قيمة العقل الإنساني بوجه عام والعقل النقدي بوجه خاص وكونية العلم والمعرفة.. هؤلاء الحكام الجهلة الفاسدون البدائيون المستبدون هم الذين أوصلونا لسيرك حياتنا السياسية الراهن.
وكيف تم السماح بإنشاء احزاب سياسية كتلك رغم ان القواعد الدستورية تمنع تأسيس أي حزب سياسي له مرجعية دينية؟
كنت أتمني أن يكون مجلس القوات المسلحة حاسما في منع أي أنشطة سياسية علي أسس دينية, ولكنها كانت للأسف غلطة ستكون كلفتها عالية.. وقد كان هناك اكثر من سبب منطقي وعقلاني ووجيه لكي نتجه من خلال التعديلات الدستورية المرتقبة للنص الصريح علي عدم جواز تأسيس الأحزاب السياسية علي اسس دينية. فالمباديء التي يقال انها مذهب الإسلام في شئون الحكم لا تعكس الا فكر بشر مثلنا قد يخطئون وقد يصيبون. فالأسلام لم يضع نظاما شاملا كامل لقواعد ونظم الحكم تصلح ان تكون بديلا عن القواعد الدستورية التفصيلية المعاصرة وذلك لأن هذه ليست هي مهمة او غاية الأسلام. ان الأحزاب السياسية التي تسمي نفسها أحزابا اسلامية هي احزاب سياسية محضة تحاول الوصول للحكم بل وتعاني من اشكالات فكرية هائلة وذات اثار بالغة القوة والسلبية.وتبقي مسألة البركة.. فكثير من المسلمين الطيبين والبسطاء يعتقدون ان وجود اشخاص علي رأس المجتمع يحكمون بأسم الأسلام هو امر كفيل بتحقيق الخير والبركة ولهؤلاء نقول ان المسلمين الأوائل هزموا في موقعة احد وكان النبي صلي الله علية وسلم معهم ولو كان النصر يتحقق بالبركة لأنتصر المسلمون. فالنصر والتقدم والحكم الناجح يحدث فقط بالعلم وحسن الأدارة وهي كلها قيم انسانية لا دين ولا ملة ولا جنسية لها.
ولكن صعود هذا التيار اصاب البعض بالخوف وبالأحباط...فبماذا تنصح أي ليبرالي او علماني او أي مصري معتدل يومن بالوسطية؟
من الطبيعي أن يصاب بالإحباط كل من يؤمن بأن حل مشاكل مصر لا يمكن أن يتحقق إلا بالعلم وتقنيات علوم الإدارة الدولية... فالإسلاميون مؤدلجون, والأدلجة ستمنع تمكنهم من حل مشكلات مصر الأساس( من خلق وظائف عمل حقيقية الي تطوير وتحديث التعليم وخلق مناخ صحي لتنمية البحث العلمي..... إلخ).
مصر كانت دائما تؤمن بالتعدد وكان بها جنسيات متعددة وديانات متعددة...فكيف وصلنا الي مرحلة التفرقة بين المسيحي والمسلم المفزعة تلك؟
الثقافة العامة التي تقوم علي الدين( أي دين) لا يمكن أن تقبل بشكل حقيقي بالتعددية والغيرية والنسبية والتعايش المشترك والمواطنة وحقوق المرأة.... ان الجاهل يتعرف علي نفسه من خلال حالة عداء ولا يستطيع ان يكون له كيان الا عندما يكون لدية شيء يرفضة وبالتالي فإنه رفضه للمسيحي جعل له كينونة وفي الحقيقة ان ذلك لا يعبر الا عن كينونة سلبية. ولقد هوينا بموضوع الأقباط من انة مسئولية رئيس الدولة ليكون مسئولية وزير الداخلية كما ان المجتمع تدهور بعد ان تصور الرئيس السادات انة يستطيع ان يخلق توازنا ما بين الإسلاميين واليساريين. في حين انة لا يجوز التوازن بهم لأن تلك كانت نفس لعبة امريكا في افغانستان حين ارادت كسر ظهر الأتحاد السوفيتي عن طريق القاعدة والنتيجة بالطبع لم تكن في صالح امريكا فيما بعد.
بمنتهي الصراحة ما هو رأيك في جماعة الأخوان المسلمين ؟
لقد كان الظرف الزماني لتأسيس ز س..1925 اسلامي يقوم علي المرجعية الأسلامية( وفقا لتفسيرهم البعيد عن حقيقة الأسلام) وقائمة علي الفكر السلفي الوهابي. وتأسست في مدينة الإسماعيلية في مصر عام1928 جمعية خيرية باسم الإخوان وليس لها اهداف سياسية وانما قائمة بأعمال تطوعية خيرية ولكنها تحولت الي تنظيم سياسي خلال عشر سنوات فقط وكان لها هدف اساسي منذ ذلك الحين وهو الوصول للحكم بناء علي مرجعية دينية متشددة ومتزمتة ومعادية للمعاصرة.
وأري ان الإخوان لا يزالون حركة دينية وليس حزبا سياسيا مثل الحزب المسيحي الديمقراطي في ألمانيا... وآمل أن يحدث التطور المنشود قريبا عندما يتجاوز الإخوان نظرية سياسية مثل نظرية الحاكمية التي إبتكرها أبو الأعلي المودودي وقدما للمسلمين العرب سيد قطب... وتجاوز نظرية الحاكمية سيقودهم للتخلي عن أفكار خرافية وخيالية مثل فكرة عودة الخلافة... والحقيقة ان أي ثيوقراطي يضع نفسه في موضع المترجم لأوامر الرب لن يكون ديمقراطيا ابدا لأنة يترجمها حسب فهمه هو وثقافته هو. وهذا يتجلي ايضا في اوروبا التي لم تتقدم الا حين وضعت الدين في مكانة...وبالطبع نحن هنا لسنا ضد الدين ولكننا ضد من يتحدث بأسم الدين ونصب نفسة مكان الرب. الدين شيء اساسي في حياتنا جميعا ولكننا لا نحتاج لتوجيهات من احد رافض حتي ان نراجعه... وبالتالي فإن مشكلتنا معهم سياسيا وليست دينيا....نحترم الأسلام كدين ولكن ما يعبرون عنه هو مجرد حالة ثقافية خاصة بهم.. هم مازالوا في مرحلة التمكينس: السلطة؟ وهل تقبلون ان يتولي الحكم قبطي او امرأة؟
فمن مازال يومن بالرجم ونحن في القرن ال21 تناسي ان الجمل تم استبداله بالسيارة كوسيلة انتقال وبالتالي الصورة والمشهد تغير تماما وفقا لمستلزمات العصر.
وما هو رأيك في آراء حزب النور السلفي المتشددة والتي اصابت المجتمع في الفترة الأخيرة بالخوف؟
الأفكار السلفية هي إمتداد لسلسلة الأفكار التي تبدأ من أحمد بن حنبل( أكبر خصوم المعتزلة) وإبن تيمية وإبن قيم الجوزية ودعوة محمد بن عبدالوهاب والمؤسسة الدينية في الدول السعودية الثلاث( أي منذ1744 وحتي اليوم)... وهي أفكار بالغة التطرف والغرابة ومعاداة الحداثة والعصرنة والعلم والتقدم, وتصل لحدود شديدة الغرابة.... والحقيقة انه عندما تقع عيناي علي عدد من الشخصيات التي تسمي نفسها تارة بالإسلامية وتارة أخري بالسلفية, وأسمعها وهي تصف الحلول التي في جعبتها لمشكلات مصر وهم الذين يقفون علي الخط الفاصل بين الأمية الثقافية والبدائية أتذكر بحسرة تعصر القلب والذاكرة أيام أن كان قادة الفكر في المجتمعات العربية من نوعية فرح أنطون ولطفي السيد وطه حسين والعقاد وعلي عبدالرازق وسلامة موسي.. وصولا لتوفيق الحكيم ولويس عوض ويوسف إدريس ومحمد مندور.. وأتساءل كيف انهرنا هكذا؟ كيف سقطنا هكذا؟
ما رأيك في الإسلام السياسي بشكل عام؟
ان الجناح الأكثر تشددا بين المتأسلمين لا يكف عن محاولة الإطاحة بكل الأجنحة الأكثر وسطية واعتدالا ناهيك عن عدائه الغير قابل للأنحسار لغير المسلمين كافة. هذا ولقد خضعت مجتمعات اسلامية خلال العقود الأخيرة لأشكال مختلفة من الطغاة الذين حكموا بلدانهم بقبضة من حديد مولدين شعورا باليأس والغضب.. وبعد سقوطهم مثل سوهارتو في اندونيسيا وصدام حسين في العراق يبرز علي السطح من يطرحون انفسهم بمثابة المخلص. وبالتالي ما ان ينزاح الطغاة حتي تبرز القوي السياسية الوحيدة التي كانت قائمة تحت الأرض..وفي ظل انعدام المجتمع المدني واختفاء الحراك الأجتماعي وشيوع عدم الكفاءة فإن المسرح يكون معدا لفريق جديد من الطغاة غير الأكفاء الذين سيأخذون مجتمعهم لدرجات اشد انحدارا من التأخر والتخلف والبعد عن معادلة التقدم والحداثة.
وكيف تصف حالة وأد وتكفين النساء وهم علي قيد الحياة بخنق الحريات الشخصية بالطريقة الفجة تلك.. وكيف لنا ونحن في القرن ال21 ان يري البعض المرأة كعورة ومجرد اداة للمتعة ووعاء للإنجاب ومصدر للغواية ؟
المرأة في فكري وكتاباتي هي ليست فقط نصف المجتمع بل أنها هي النصف الأكثر أهمية... وأنا ضد أي فكر لا يتعامل مع المرأة كإنسان كامل الإنسانية ومماثل تماما للرجل وأن لها كل حقوق الرجل وأنها تصلح لكل المواقع والمناصب وأن النظر لها كسبب للخطيئة هو جهل وظلامية وتخلف... وأرفض أن يشرع الرجال للنساء... لأن المرأة مساوية للرجل تماما في كل شيء وفي كافة مناحي الحياة, ولكنة كمدقق ومراقب للأمور وجد ان هناك علاقة عكسية بين ز س ز مساوية للرجل في كل المجالات, ومن السطحية ان يستند بعض دعاة ثقافة التميز الذكوري لنصوص دينية لأن هناك نصوص اخري توكد انسانية المرأة الكاملة وعدم أفضلية جنس علي اخر كما ان العبرة دائما ليست بالنصوص ولكن بالعقول التي تتعامل مع النصوص. وبمتابعة تراجيديا الثقافة الذكورية سنجد انها مرض لم يصيب الرجال فقط ولكن ايضا بعض النساء فأضحين امهات ينشئن ابناءهن وبناتهن علي تلك الذهنية الرجعية التي لا تتناسب مع العصر الحالي. فكما قال الشاعر الفرنسي اراجون ان الأنسانية لو واصلت الأعتذار لمدة خمسين الف سنة للنساء علي ما اقترفه الرجال في حقهن لما كان هذا كافيا. وإن أخطر ما في الثقافة الذكورية هو العقلية الذكورية. فالرجل ذو العقلية التي لا تري ان المرأة مساوية للرجل إنسان غير قادر علي دفع مجتمعه قدما للحاق بركب التقدم. والرجل الذي يعاني من مشكلة نقص ثقة بذاته هو انسان في أمس الحاجة لمناخ ثقافي عام يضع له المرأة في موضع أدني منه.ولا شك عندي أن وجود مؤسسة الأزهر حاليا تحت قيادة مشهود لها بالإعتدال هو فرصة لمناصرة مدرسة العقل والتطوير في مواجهة مدرسة النقل والجمود.
صرحت من قبل ان حال الأقباط والمرأة هما ترمومتر المجتمع المصري...فكيف تري الوضع في مجتمعنا المصري حاليا؟
في كل مجتمع هناك ترمومترات لقياس درجة تحضرة ومن قدر مصر ان يكون لدينا ترمومتران هما الأقباط والمراة. و انه يوجد بالفعل مشكلة للأقباط في مصر وتتمثل في عدم التواجد في الحياة السياسية بشكل لائق, وعدم التواجد في المجالس التشريعية بشكل لائق, وعدم التواجد في معظم المناصب القيادية بالأضافة الي الصعوبات التي يواجهونها من حيث بناء الكنائس وان كان في تحسن نسبي في هذا الصدد. ولكن الأخطر من كل ما سبق ذكره هو وجود مناخ ضاغط
هل أستعمال اسم الإسلام هو حيلة سياسية لا اكثر ولا اقل بهدف الوصول للحكم؟ وما هو السيناريو المتوقع في تلك الحالة؟.
لا شك عندي أن التيار السياسي الديني لا يملك ما يحوز به رضاء وتعاطف الجماهير إلا العاطفة الدينية... و اري ان إنفراد الإسلاميين بالقرار السياسي في مصر سيؤدي حتما لخروج مصر من مسيرة التقدم الإنساني... وفي إطار ذلك ستموت الأنشطة السياحية وسيختنق المناخ الثقافي العام في ظل من يؤمنون ان فخر مصر الأكبر نجيب محفوظ هو أديب يكتب أدب دعارة... وستكون الحريات العامة وأولها حق الإعتقاد وحق التعبير عن الآراء في مأزق هائل....
وهل هذا يبشر بأيران أو افغانستان اخري؟
نظريا نعم.... ولكنني علي يقين أن ذلك لن يحدث في مصر, لا الآن ولا في المستقبل....
ما هو الدور الذي يجب ان تلعبه باقي الأحزاب خلال الفترة المقبلة لأحداث التوازن المطلوب ما بينها وما بين الأحزاب الدينية؟
أدعو كل الأحزاب والتيارات غير الثيوقراطية للتقارب بل والتوحد... وأن يعملوا معا من الآن للفوز بإنتخابات2015.
انت من المويدين للبرادعي كمرشح محتمل للرئاسة...
ما هو الدور الذي يجب ان يلعبه د. محمد البرادعي خلال الفترة المقبلة؟
محمد البرادعي هو الوحيد كما أعتقد القادر علي قيادة مصر وأخذها للقرن الحادي والعشرين... وأعتقد أنه يفعل الصواب... فقط أنصحه بظهور وتواصل أكثر مع الجمهور.
دائما ما تقول نريد مما قبل1952 نوعية الطبقة الوسطي التي تقف علي دعامات اقتصادية وثقافية رصينة. اشرح لنا كيف نحقق ذلك؟
كانت الطبقة الوسطي قبل يوليو1952 ذات مستويات راقية... ولكنها كانت لا تمثل معظم المجتمع المصري... وآمل أن يوجد في المستقبل نظام سياسي يوجد الشروط المواتية لوجود طبقة وسطي جيدة... وهو أمر لا يتحقق إلا بشروط تعليمية وإقتصادية وإجتماعية عصرية وجيدة... اننا نريد مما قبل1952 نوعية الطبقة الوسطي التي تقف علي دعامات اقتصادية وثقافية رصينة. فأكبر تحديات مصر حاليا تتعلق كلها بالطبقة الوسطي. ومن ناحية اخري فأن مصر تحتاج الي اصلاح للعملية التعليمية المكونة من اربعة اضلاع وهي( البرامج- المدرس- التلميذ والمدرسة)
اشرح لنا لماذا تشير دائما الي اهمية العلم والأدارة ودائما ما تشير الي مثال ماليزيا وتركيا والصين ؟
خلال القرن العشرين كانت كل حالات التقدم والرقي مثل تايوان وسنغافورة وكوريا الجنوبية وماليزيا بفعل تطبيقات مكثفة لمعطيات العلم وتقنيات علوم الإدارة الحديثة.... أما الأدلجة فقد أنتجت كوبا وكوريا الجنوبية والصومال والسودان وأفغانستان وإيران. ومن هنا يتضح ان مصر بحاجة الي صلح ثقافي بين ما هو انسانيس زس وقادر علي التعامل مع معطيات وتحديات العصر اكثر من هولاء ممن اطلق عليهم محليون للنخاع.
يقول جان بول سارتر أنه لا يوجد شيء اسمه المستقبل... فالمستقبل هو ما نصنعه في مطبخ اليوم..فكيف تري مستقبل مصر؟
مستقبل مصر يتوقف علي كفاح غير الإسلاميين من الآن ولسنوات طويلة.... فهم وحدهم القادرون علي إعادة مصر لدرب اللحاق بالعصر والتقدم والرقي... ان التقدم والتحضر والتمدن مسائل لا تحققها الأموال ولا تبلغها الثروات الطبيعية وانما تحققها منظومة القيم الشائعة في المجتمع من قاعدته الي قمته واهم تلك القيم: تقديس الوقت والأيمان بفعاليات العمل الجماعي والأهتمام البالغ بالبشر أي الموارد البشرية والتعليم القائم علي الأبداع وليس التلقين واشاعة روح الكمال والتميز والسعي الدءوب للاتقان ورسوخ فكرة عالمية المعرفة والعلم في العقول منذ سنين التعليم الأولي لخلق شخصيات انسانية تنافسية. فعن طريق توفر تلك المنظومة من القيم يتقدم الذين يتقدمون.
ما هو دورك خلال الأربع سنوات المقبلة لحين ترشحك لمنصب رئاسة الجمهورية؟
سأراقب اللعبة السياسية خلال الاربع سنوات القادمة لأحدد ان كان هذا مسرحا جاد وفيه مكان لصوت العلم والتقدم ام لا. فأنا لا ارغب في ان يكون لي دور في دولة مدنية ذات مرجعية دينية.. فأما مدنية بمرجعية مدنية.. او دينية بمرجعية دينية لكن مدنية بمرجعية دينية امر فيه الكثير من التضاد. وبشكل عام فأن دوري لن يتغير ولن يخرج عن التوعية... ولا شيء إلا التوعية والتنوير والترويج لقيم التقدم والحداثة والعصرنة. وادعو المصريين قاطبة لأن يعتزوا بالنموذج الذي قدمتة مصر للأسلام: نموذج السماحة والأيمان بأن التعددية هي ملمح من ملامح الحياة.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.