أكدت الصين حرصها علي مواصلة تطوير العلاقات مع مصر بعد ثورة30 يونيو, وشددت علي انها تتمسك بمبدأ عدم التدخل في الشئون الداخلية للدول الاخري, وتعتبر أن ما حدث في مصر هو شأن داخلي, وانها تحترم ما يختاره الشعب المصري سواء من خلال اختياره للنظم السياسية أو طريق التنمية أو قياداته. واوضح وانج جيان نائب مدير إدارة غرب آسيا وشمال أفريقيا بوزارة الخارجية الصينية لمراسل الاهرام, أن زيارة وزير الخارجية نبيل فهمي لبكين في منتصف ديسمبر الحالي, ستتناول بحث العلاقات الثنائية بين البلدين, وقال إنه' بعد التطورات التي شهدتها مصر مؤخرا فان الجانب المصري يري ضرورة زيادة دعم العلاقات السياسية مع الصين من خلال تبادل الزيارات'. ولفت جيان خلال لقائه الوفد الصحفي المصري الذي زار بكين مؤخرا إلي أن القيادة الصينية أرسلت في يوليو الماضي برقيات تهنئة لنظرائهم في مصر في ذكري ثورة23 يوليو, وكان هناك اتصال هاتفي بين وزيري خارجية البلدين, كما إنهما التقيا علي هامش اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة بنيويورك في سبتمبر الماضي. وقال جيان أن العلاقات الثنائية ظلت تشهد تطورا بشكل مستمر ومتواصل, فدائما تعتبر الصين مصر إحدي الركائز المهمة في الشرق الأوسط, فهي دولة لها ثقل وتأثير في المنطقة, بل والعالم, ونحن لدينا علاقات إستراتيجية مع مصر تتميز بالمتانة سواء علي المستوي السياسي أو الاقتصادي والانساني والثقافي. وحول موقف بلاده من الثورة المصرية, قال المسئول الصيني' إن مصر شهدت خلال السنوات الثلاث الماضية تغييرات كبيرة, كما أنها تقوم الان بتنفيذ خارطة المستقبل من أجل إعادة الامن والاستقرار في البلاد, لافتا إلي أن التغييرات التي تحدث في مصر حاليا لها مغزي أبعد مما يحدث في مصر نفسها, لأنها الدولة الكبيرة ذات الثقل والتأثير, وهي من أهم الدول التي شهدت تغييرات, مؤكدا علي أن تطور الاحداث في مصر سيكون له تأثير علي دول المنطقة الاخري, معربا عن أمله في أن يعود الأمن والاستقرار إلي مصر. وحول ما اذا كانت الصين ستخفف تحذيرات سفر الصينيين إلي مصر, قال جيان, أنه' من الممكن إعادة النظر فيها بشكل دوري, وسوف نقوم بتعديلها حال تحسن الوضع الامني بشكل جيد' مشيرا إلي وجود ما يقرب من100 ألف صيني كانوا يتوجهون إلي مصر سنويا بغرض السياحة, كما يوجد آلاف الصينيين الذين يعملون في مصر, لكن في ظل الاضطرابات التي شهدتها القاهرة والإسكندرية والعين السخنة وبورسعيد أصدرت الخارجية الصينية تحذيرات للمواطنين بعدم السفر إلي مصر في ظل هذه الظروف, مشيرا إلي أن الصين لاحظت تحسنا في الوضع الامني المصري مؤخرا مع رفع حالة الطوارئ وحظر التجوال. واكد جيان علي رغبة السائحين والمستثمرين الصينيين في زيارة مصر والاستثمار فيها, وقال' هذه رغبة قوية جدا, فنحن نتلقي بشكل يومي استفسارات من الصينيين حول امكانية السفر إلي مصر الان'. وقال إن الصين دافعت عن مصر بمجلس الأمن ورفضت مناقشة التطورات التي شهدتها في جلسة عامة بالمجلس, وقال إن' هذا ينبع من اعتقادنا الثابت أنه ليس من الممكن التدخل في الشئون الداخلية للآخرين'. وحول امكانية أن تتفق الصين مع مصر علي شراء السلاح الصيني, قال جيان' لا استطيع التحدث عن التعاون العسكري, لكن التعاون الصيني المصري في المجال العسكري مستمر ومتواصل سواء من خلال الزيارات المتبادلة أو التعاون بين الاجهزة وتبادل الخبرات. وردا علي سؤال حول الدور الذي يمكن أن تلعبه الصين لحل أزمة حوض النيل خاصة في ظل ما يتردد عن مشاركة شركات صينية في بناء سد النهضة الإثيوبي, قال جيان' نعرف مدي أهمية النيل بالنسبة لمصر, ولدينا أيضا علاقات ممتازة مع كل من مصر وإثيوبيا, ومن جانبنا' لن نقوم بأي شيء يضر بمصلحة أصدقائنا في مصر أو إثيوبيا', مؤكدا علي' أن الشركات الصينية لم تشارك في إنشاء سد النهضة, لان السد عليه خلاف مصري إثيوبي.