المشهد نهار خارجي.. المكان ميدان التحرير.. شباب يتوافدون على الميدان في أيديهم لافتات بيضاء تستعد لتختط بها شعارات جميلة عن الحرية.. امرأة مصرية أصيلة اتشحت بالسواد.. عيناها زائغتان تبحثان عن وجه محدد.. تلف الميدان دون توقف وبلا جدوى.. يقولون لها مات ولدك.. وآخرون يصيحون بل هو فى غياهب السجن.. أصوات لطلقات رصاص تتسارع.. وجوه ارتسم عليها الفقر والشرف وثياب رثه مهلهلة تجرى يمينا ويساراً.. يتراءى لى شبح رجل يتلقى حفنة من المال مكافأة له على إصابة الهدف.. صرخات تعلو وهمهات أكاد ألمح من بينها لفظ بلطجي.. امرأة تًضرب بقسوة بهراوات ضخمة وفتاة مسحولة بين طابور من نمل عملاق أسود الرأس يغرس أنيابه فى لحم الضحية.. بقعة دماء تطارد الجميع ويزداد اتساع محيطها لتغرق فيها عربات ورجال اختلفت ألوانهم وأزياءهم، منهم من غطت وجوههم لحى وشوارب ومنهم من هم بلا شوارب.. صلبان وأهلة تتعانق وسط مسيرة لشهداء لاقبور لهم.. أستيقظ فزعاً من نومي.. نعم هو كابوس! نحيت جانباً كل تلك الأفكار والمشاعر المضطربة وكوابيس الليل والنهار حول مصير الثورة والوطن وشباب استشهدوا برصاص منكروجوده، غير معلوم مصدره ونظريات لاسند لها حول أجندات ومؤامرات، جلست أفكر في المستقبل.. نتائج الانتخابات محط أنظار الجميع، الإسلام السياسي فاز بأغلبية مقاعد البرلمان، تمثيل المرأة جاء مخيباً لآمال الناشطات النسويات، ثمان نساء فقط أي أقل من اثنان بالمائة من مقاعد البرلمان !لازال الشباب بعيدين عن دوائر صنع القرار! هل قامت ثورة فعلاً؟! فركت عيني لأتأكد أنني مستيقظ! فتحت حاسوبى كعادتى كل يوم، وصلتنى رسالة من الكاتبة عزة كامل، الناشطة في مجال التنمية ومديرة مركز وسائل الاتصال الملائمة من اجل التنمية تحوى مشروعاً طموحاً بعنوان "برلمان النساء"، يهدف إلى بناء قدرات النساء عضوات المجالس التشريعية والمحلية، وتوعية وتعبئة الرأي العام حول قضية إدماج النساء في عملية صياغة الدستور، والدعوة إلى المساواة بين الرجل والمرأة في مواد الدستور الجديد، مشروع يسعى إلى تحقيق المساواة بين الرجل والمرأة في الحصول على الخدمات والموارد وأنشطة جاري تنفيذها الآن، مؤتمر صحفي للإعلان عن المشروع ودعم الأطراف المستهدفة والمستفيدة منه، إنشاء موقع الكتروني يقدم معلومات عن النساء الأعضاء في مجلسي الشعب والشورى والمجالس المحلية وإصدار منشورات وملصقات وكتيبات ونشرات لدعم المشروع وقضايا المرأة بشكل عام لاستخدامها خلال الأنشطة المختلفة للمشروع وأيضاً تدريب المرشحات على كيفية إدارة الحملات الانتخابية قبل الانتخابات وإنشاء قاعدة بيانات تضم النساء الأعضاء في مجلسي الشعب والشورى والمجالس المحلية وتخصيص 3 موائد مستديرة وحملة للدفاع عن أهمية وجود المرأة في لجنة صياغة الدستور ورفع مستوى الوعي لدور وأهمية المرأة في العملية السياسية خلال الفترة الانتقالية . من المتظر أن يحدث ذلك في محافظات القاهرة، المنيا، وبني سويف، وسيتم عمل حملة ضغط ومناصرة من أجل حق المرأة في أن تكون جزءا من عملية صنع القرار وعملية صياغة الدستور وإنشاء برلمان صوري للمرأة، أعضاؤه من مجلسي الشعب والشورى والمجالس المحلية وسيضم أعضاء في منظمات نسويه وخبراء في القانون والجندر. سوف يكون للبرلمان مجموعة من المبادئ التوجيهية لإدراجها في جدول أعمال الهيئة التشريعية فيما يتعلق بالمساواة بين الرجل والمرأة على جميع المستويات وفي جميع جوانب الحياة السياسية والاجتماعية والاقتصادية وسيتم أيضا تقييم المبادرات التشريعية المختلفة وتحليل القوانين واللوائح التي تصدرها السلطة التنفيذية والهيئات الحكومية والمجالس المحلية. سيتم أيضاً إنشاء منتدى إعلامي، أعضاؤه من النساء والمشرعين والإعلاميين والصحفيين وسوف يقوم المنتدى بتنظيم ثلاث موائد مستديرة مع خبراء من الإعلاميين والصحفيين بهدف إشراك وسائل الإعلام في دعم مشاريع القوانين المقترحة من قبل منظمات المجتمع المدني لضمان وجود بيئة قانونية واجتماعية وسياسية داعمة للمشروع، وسيتم عقد مؤتمران صحفيان للحصول على دعم من وسائل الإعلام عن مشاريع القوانين التي قدمتها منظمات المجتمع المدني والحملات التي ستتم خلال هذا المشروع. كل هذا الجهد وهذه الآمال و ثمان نساء فقط في البرلمان القادم! ترى ماذا سوف يحدث في انتخابات الشورى؟! أعتصر جبهتي بأصابعي وأفكر كثيراً، أغلق حاسوبى بهدوء ثم أستيقظ من سبات عميق... [email protected] المزيد من مقالات أحمد محمود