أن تقام احتفالات في ذكري مرور عام علي قيام ثورة 25 يناير2011 , فهذا أمر محمود يصب في زيادة حماس الشباب ويدفعهم إلي مزيد من العطاء.. أما أن تتحول هذه الاحتفالات إلي احتجاجات غاضبة تزحف إلي المنشآت العامة والسجون وأقسام الشرطة لتخريبها وحرقها وإخراج البلطجية من جديد, فهذا هو ما يجب أن ننتبه إليه جيدا, بالإعلان الواضح والصريح عن أن كل من يقترب من هذه المنشآت ليس من الثوار, وأنه سيتم التصدي له في حسم, حتي لا يخرج علينا البعض بأن الشرطة قتلت الثوار. المسألة خطيرة, وما قاله من يدعون أنهم يتحدثون باسم أسر الشهداء من أنهم سوف يزحفون إلي السجون يوم 25 يناير ينذر بالخطر, وبأن هؤلاء لا يريدون لمصر الاستقرار, بل ولا يرغبون في نجاح الثورة.. وعلينا جميعا أن نقطع عليهم الطريق بالتكاتف والتلاحم وعدم الانسياق وراء أصحاب الحناجر والفضائيات الهدامة التي باتت حيلها مكشوفة, فلا يعقل أن يتستر أحد أصحاب قناة وابن مسئول سابق موجود حاليا خلف أسوار سجن طرة, ودون أن يسأله أحد من أين لك هذا؟.. ولا يعقل ما يدعيه مذيعوها من تأييدهم المطلق للثورة, وقد كانوا ذات يوم أبواقا للنظام السابق ويتسابقون إلي نيل رضا أركانه, والسعي للفوز بحديث مع هذا أو ذاك!! إن يوم 25 يناير يقترب, وكلما مرت الأيام صارت المسئولية أصعب, وأصبح لزاما علي وزارة الداخلية أن نتابع خطوات هؤلاء المجرمين الذين تعرفهم, والدليل علي ذلك ما قاله اللواء محمد إبراهيم وزير الداخلية, من أن الوزارة تدرس كيفية التعامل السياسي مع الاحتجاجات المنتظرة. وأري أن المظاهرات السلمية في مكان محدد لا غبار عليها, ولتكن احتفالية ثورة25 يناير في ميدان التحرير مع تكوين لجان شعبية تساعد رجال الشرطة والقوات المسلحة علي القيام بواجبهم في حماية المنشآت العامة والتصدي بكل قوة لمن يحاولون العبث بأمن المواطنين. وأرجو من شبابنا الواعي أن يحتكم إلي العقل, وأن يغلب المصلحة العامة علي المصالح الفئوية الضيقة.. ولنأخذ العبرة والدرس من تونس الخضراء. المزيد من أعمدة أحمد البرى