حدث حرق العلم الوطني للدولة المصرية له دلالة خطيرة في فكر هؤلاء المضللين من الشباب والصبية المدفوعين لتصرفات عدوانية تجاه علم الوطن كرمز وقيمة. فأحداث ليلة19 نوفمبر والمسماة بذكري محمد محمود تحتاج لرؤية متأنية حيث تم اعدادهم فكريا ضد الدولة المدنية بكل ما تعنيه من معان ودلالات فهم تربوا بفكر تنظيمي رسخ في وجدانهم ان الاخر هم الجهلاء الكفار وبالتالي فلا رمز لهم ولا قيمة للدولة الوطنية التي نعرفها وندافع جميعا عنها وعليه فهم ليسوا سوي منفذين لما تعلموه ورسخ في عقولهم و وجدانهم وهم ليسوا سوي أدوات يحركها تنظيم الاخوان دون وعي او ادراك وتحت مسمي الدين. لقد رفعت ثورة25 يناير العلم المصري فوق الرءؤس عاليا وطالبت بالدولة الوطنية المدنية وكان شعارها( ارفع رأسك فوق انت مصري) ليأتي هؤلاء المغيبون ليحرقوا العلم في ميدان الثورة ميدان العزة والكرامة ميدان التحرير بدلالاته في قلوب جميع ابناء الشعب. والمتابع للمشهد في شارع محمد محمود مساء هذا اليوم شعر أن تطوراته غير سارة لاحداث الفوضي والاضطرابات. إن حرق العلم رمز الدولة يعتبر عملا من أفعال الخيانة ويماثل جنائيا التفريط في أحد أركان الدولة أو رموزها مما يستوجب المحاسبة الفورية بتهمة الخيانة العظمي لمرتكبي الفعل المجرم. فمن المعروف والمؤكد ان المصريين القدماء هم أقدم من استخدم الرايات والاعلام حيث وحد مينا رايتي الجنوب والشمال في علم واحد يرمز للدولة المصرية الموحدة. وفي معركة التحرير واسترداد الكرامة في73 تسابق الرجال ليكتبوا بدمائهم تحيا مصر والله أكبر علي علم مصر وهو يرفع و نال الجندي الشهادة بعدد كبير من الاصابات ليحافظ علي العلم مرتفعا ولا يسقط. من يقارن بين الصورتين يغرق في الالم والتساؤلات بين واقع مرير كريه لفكر متطرف يدفع الشباب لاثارة الفوضي بالشارع وتعطيل مصالح المواطنين ارتقاء بتظاهرات الجامعات ثم تدمير مباني جامعة الازهر وهم من حصلوا علي تعليم واقامة مجانية بالمدن الجامعية. والمقارنة بين صورة جندي يستشهد وهو يرفع علم بلاده وبين من يحرق العلم او يكسر جامعته يدفعنا جميعا لتحمل المسئولية امام انفسنا اولا وامام التاريخ لمعالجة هذا الفكر المتطرف بصحيح الدين. بانتهاء فترة الطواريء كان لابد من قانون ينظم التظاهر السلمي حيث تجتمع العديد من القوي الدولية تهدف لهدم الدولة المصرية وتكسير جيشها وساعدها في داخل الوطن تنظيم ضال تربي في غياهب السجون واعتاد ظلمة السراديب التي ينجح في العمل من خلالها ومكنوه بالدعم المالي الوفير جدا وغطاء معنوي دولي للوصول لسدة الحكم خلال انتخابات برلمانية خدع فيها الشعب بشعاراتهم الدينية ثم انتخابات رئاسية حشدوا لها دعما ماليا غير مسبوق لتحقيق الخطة الصهيوامريكية في الشرق الاوسط و إنهاء القضية الفلسطينية ببيع سيناء. وجاءت غضبة الشعب في30 يونيو وخرج اكبر تجمع بشري بشكل لم يحدث في التاريخ لرفض وتغيير نظام لم يقم بأي عمل لمصلحة ابناء الوطن بينما سمح للعائدين من تورا بورا وكهوف العمل الارهابي في البقاع الملتهبة ليتخلصوا من شرورهم ويكونوا اداة لتنفيذ مخططهم الخبيث بالتجمع في سيناء لتدمير جيش مصر الوحيد الباقي في المنطقة العربية ليحققوا احد اهم مبادئهم وهو التمكين تمهيدا للوصول لحلم عبثي بالخلافة. ومن هنا واعتبار ما سبق نجد ان الظرف غير عادي والمتربصين داخليا وخارجيا كثيرون جدا حتي وان حاولوا خداعنا بمعسول التصريحات ولكنهم لم ولن يرضوا بغير تفكيك هذا البلد الصامد في وجه مخططهم وتكسير جيشه ويدفعون بالعديد من مدعي حقوق الانسان وطالبي الشهرة بالمعارضة والمدفوعين من اجهزة المخابرات المعادية وكذلك ما سمي بالطابور الخامس وهم متلونون( سياسيون وإعلاميون) يهتفون لمن يدفع اكثر او يوعدهم بمكاسب حزبية او وظيفية فتساقط العديد منهم بعد ان كانوا رموزا يشار اليهم, ولكن مازال بعضهم يوهم بأنه علي الساحة بمعارضة واهية او رفض لقانون يحافظ علي كيان الوطن ويمنع سقوطه. لقد بلغ الغضب الشعبي مداه تجاوبا مع فنان شعبي رفض حرق علم الوطن بأغنية رغم بساطته الثقافية. إن الظرف شديد الصعوبة للبلاد يحتم علينا الاصطفاف في مواجهة هجمة شرسة لاحداث فوضي عارمة تهدد الامن والسلم الداخلي للوطن ويعيق استكمال خريطة المستقبل واجراء انتخابات برلمانية تليها انتخابات رئاسية تعبر بالبلاد لشط الامان لنفوت الفرصة علي من يريد هدم الوطن لمطامع شخصية او مكاسب حزبية ولنتفق جميعا علي تجاوز هذه المحنة ونعيد التشاور في ظل برلمان حر نزيه يملك كل الصلاحيات لتعديل وإصلاح ما يري من قوانين تتفق مع معطيات المرحلة. حفظ الله مصرنا لمزيد من مقالات لواء/ محمد الغباشي