أعتقد أن حل شفرة المأزق السياسي الذي نعيشه الآن يكمن في الإجابة عن أسئلة عديدة قد تكون هي السبب الرئيسي في الفجوة بين ثوارنا الشرفاء والمجلس الأعلي للقوات المسلحة.. تعالوا نفكر في الأسئلة التالية: لماذا تركنا مبارك وأسرته ورموز نظامه الفاسد طلقاء أحرار لفترة ثلاثة أشهر بعد الثورة تمكنوا خلالها من تهريب أموالهم وتسوية أوراقهم؟ لماذا لم يتم تطهير مؤسسات الدولة من رموز هذا النظام طوال عشرة أشهر حتي الآن؟ لماذا الانقلاب علي شباب الثورة وإتهامهم بالعمالة وتلقي الأموال دون أسانيد.. وهم نفس الشباب الذين وصفنا مطالبهم قبل إجبار مبارك علي التنحي بأنها مطالب مشروعة, وقام المجلس الأعلي بأداء التحية العسكرية لأرواح الشهداء منهم؟ لماذا الإصرار علي وزراء يحملون رائحة وعبق وفكر النظام السابق, مما يوجد حالة بأنه لاتغيير ولا نية في التغيير ولا اعتراف بواقع الثورة؟ لماذا لم يتم تحديد الحدين الأقصي والأدني للأجور طوال عشرة أشهر كانت كافية لتوفير المليارات, وإعطاء أمل في تحقيق العدالة الاجتماعية؟ لماذا تتم الاستعانة بالإسلاميين ضد الحركات الثورية مثل كفاية و6 أبريل وغيرهما من الحركات الوطنية التي جاهدت ضد النظام السابق, وتحملت الكثير وكأننا نعيد لعبة الزعيم الراحل السادات عندما استخدمهم ضد الناصريين والشيوعيين حتي قتل بأيديهم, وكأننا لانتعلم من التاريخ؟ لماذا تم توريط رجالنا الشرفاء من رجال القوات المسلحة ضباطا وجنودا في مواجهات مع الشعب في ماسبيرو ومحمد محمود ومجلس الوزراء والتحرير.. ولمصلحة من؟ لماذا لم يعد جهاز الشرطة حتي الآن بصورة فعالة, فحتي رجال المرور غائبون عن كثير من الطرق والميادين؟ ولمصلحة من زرع الفتن بين الشعب الواحد وتكوين مايسمي العباسية في مواجهة التحرير, وكأن الثورات وجهات نظر وليست قائمة علي استراتيجية التغيير؟ لماذا يظهر عفريت الطرف الثالث دائما للثوار ولايظهر مثلا في العباسية؟ ولماذا لم يسقط قتيل واحد من البلطجية أو الطرف الثالث طوال الأحداث السابقة؟ لماذا لم يتم حتي الآن القبض علي رجل الأعمال الذي قيل إنه قام بتجميع البلطجية ووزع عليهم الأموال والوجبات لاقتحام السفارة الإسرائيلية ومديرية أمن الجيزة؟ ولماذا البطء في محاكمات رموز النظام وقتلة شبابنا, والمتورطين في موقعة الجمل حتي الآن؟ ولماذا انقسم شباب الثورة في ائتلافات أضعفتهم, وكان عليهم تكوين حزب واحد يجمعهم تحت برنامج أهداف ثورة يناير؟ هشام أبو العينين