كتب-عبدالمجيد الشوادفي: العلم والقوة فرضهما الله أساسا لبقاء الأمة والحفاظ علي عزتها وصون مبادئ الحق والعدل في دينها, ولما كان العلم مؤازرا للقوة وموجها لها إلي طريق السداد ومدها بما يدعمها من مخترعات ومكتشفات, فقد اعتبر الإسلام العلم فريضة وجعله ملازما للقوة, كما جاء في قول الله تعالي: فلولا نفر من كل فرقة منهم طائفة ليتفقهوا في الدين ولينذروا قومهم إذا رجعوا إليهم لعلهم يحذرون. وتوضيحا لذلك يقول الشيخ محمد مشالي وكيل الوزارة لشئون الوعظ والإرشاد السابق بالأزهر الشريف: لقد وصي الإسلام بالاهتمام بعلوم الدين والدنيا جميعها, وقد جمع القرآن الكريم علوم الكون من النبات والفلك والجولوجيا والإنسان والحيوان والحشرات وغيرها, وحيث علي تعلمها باعتبارها سبيل خشية الله وطريق معرفة الإنسان بربه طبقا لقول الله تعالي: ألم تر أن الله أنزل من السماء ماء فأخرجنا به ثمرات مختلفا ألوانها ومن الجبال جدد بيض وحمر مختلف ألوانها وغرابيب سود. ومن الناس والدواب والأنعام مختلف ألوانه كذلك إنما يخشي الله من عباده العلماء. والدولة في شريعة الإسلام تدعم تعليم أبناء الأمة سبل المعرفة والعلوم النافعة وكل فنون الحياة التي تستفيد منها البشرية لتصبح قوة منظمة, ولذلك أول آية نزلت علي قلب رسول الله صلي الله عليه وسلم قوله عز وجل: اقرأ باسم ربك الذي خلق. خلق الإنسان من علق اقرأ وربك الأكرم. الذي علم بالقلم علم الإنسان ما لم يعلم, وحين جعل الإسلامة القوة والعلم فريضتين أوجب إحاطتهما بسياج الأخلاق ليكون العلم أداة إصلاح وبناء وليس إفساد. وهدم ولتكون القوة داعمة لتحقيق العدالة وعمادا لتطبيق القانون. والنظام وليست وسيلة للظلم والطغيان ونشر الفوضي, وبذلك تبقي الأمة منيعة الجانب سليمة الكيان مرفوعة الرأس لأن بقاء الأمم وازدهار حضارتها رهن بسمو أخلاق أبنائها.