في سباق مع الزمن يعكف القائمون علي حكم الوطن لتغيير كل ما كانت عليه مصر من قبل من فساد, وعلي رأس ذلك الفساد هو تهميش العلماء الذين واصلوا الليل بالنهار والانكباب علي أبحاثهم من أجل هذا الوطن, فالدكتور علاء أحمد بركات رئيس قسم الكيمياء الحيوية والبيوتكنولوجي بكلية الصيدلة في إحدي الجامعات الخاصة يقول: علينا نحن القائمين علي الأبحاث العلمية أن نواكب احتياجات البلاد وتكون الأولية للمشروعات القومية التي تعود بالفائدة علي الوطن والمواطن وعلي سبيل المثال الأبحاث التي أجريت علي نبات المورينجا وما لهذا النبات من تأثير السحر في القضاء علي الأنيميا و التغذية المتكاملة والشفاء من أمراض مثل الالتهابات الجلدية والحد من ارتفاع ضغط الدم ونسبة السكر في الدم ومعالجة قرحة المعدة وتهدئة الجهاز العصبي وتحتوي أوراق شجرة المورينجا علي العديد من العناصر المهمة كالكالسيوم بما يعادل أربعة أكواب من الحليب وفيتامين سي كما في سبعة برتقالات وكمية من الماغنسيوم كما في ثلاث قطع موز, أما الحديد فتحتوي أوراق المورينجا علي ثلاثة أضعاف في السبانخ وكذلك فيتامين( أ) ما يعادل أربعة أضعاف الكمية التي تحتويها جزرة طازجة وضعف كمية البروتين عن الحليب ويطلق خبراء الأغذية الألمان علي هذه الشجرة سوبر ماركت دعتني هذه المعلومات عن هذا النبات إلي الاستفسار عن مدي تجربة هذا النبات علي شريحة معينة وهل ثبت نجاحها؟ يقول د.علاء: نعم لقد قامت تجربة بجنوب إفريقيا حيث المرض والأنيميا ونقص المناعة وبزراعة المورينجا علي مدار ثلاث سنوات جاء الإنتاج بكميات كبيرة من الأوراق الغنية بقيمتها الغذائية التي تحد من الجوع وأعراضه, وأن تجفيف الأوراق الخضراء وطحنها وخلطها بالمواد الغذائية وتقديمها في مراكز الأطفال والجائعين جعل كل هؤلاء يشعرون بالشبع بالإضافة إلي تحسن صحة جهازهم المناعي والتئام الجروح, أما الموطن الأصلي لشجرة المورينجا فهو شمال الهند فهي تستخدم في الطب الهندي القديم لعدة عقود, وهي قادرة أيضا علي علاج أكثر من300 من الأمراض المختلفة فلم تقتصر فائدة شجرة المورينجا علي أوراقها فقط بل لبذورها أيضا فائدة في تنقية المياه وهذا مفيد بشكل خاص في المناطق الفقيرة الريفية حيث الوصول إلي الماء النظيف غير المتوافر, ونحن الآن في مصر نعاني من أهم الأشياء التي تعالجها هذه الشجرة وعلي رأسها سوء التغذية وضعف المناعة وتلوث المياه وعن المناخ الذي تنمو فيه هذه الشجرة وهل من الممكن ان يكون المناخ المصري مناسبا لزراعتها؟ يجيب د.علاء: زراعتها سهلة بالتأكيدفشجرة المورينجا شجرة نحيلة تنمو سريعا ولا تحتاج إلي مياه كثيرة ويصل طولها إلي أكثر من ثلاثة أمتار في العام الواحد, كما أن لها القدرة علي النمو في الأراضي القاحلة والشديدة الحرارة وبالتالي يمكن زراعتها في مناطق إفريقيا المختلفة, لقد قامت المعلمة ماتاباتا بعد زراعة هذه الشجرة بتوزيع أكبر عدد من الشتلات حيث إنها أصبحت تمتلك حوالي13 ألف شجرة مورينجا حتي يتثني للفقراء والمحتاجين زراعتها أمام منازلهم وحدائقهم والاستعانة بأوراقها في التغذية ومكافحة الجوع وسوء التغذية وبدورها في تنقية المياه, حيث تحصد المعلمة ماتاباتا10 أطنان من أوراق المورينجا سنويا وبيعها وتصديرها إلي دول الجوار وتدر عليها أموالا كثيرة تساعدها في النمو بمنطقتها والتي كانت تعتبر من أشد المناطق فقرا في إفريقيا. مضيفا أن مصر تستطيع زراعة هذا النبات حيث إنه يعالج مرض التقزم حيث توجد أعداد متزايدة من الأطفال والكبار معظمهم من النساء في سن الإنجاب يعانون من سوء التغذية وأمراضها في جميع أنحاء مصر والتي أدت إلي زيادة معدلات الوفيات, وقد وجد أن29% من الأطفال دون سن الخامسة يعانون من التقزم علي مستوي الجمهورية, أما في محافظة الشرقية فقد وصل معدل التقزم إلي49.4% ومعدلات الوفاة بين الأطفال حديثي الولادة بلغت3%. ومن هنا نري أنه باستخدام أوراق أشجار المورينجا نستطيع السيطرة علي أمراض سوء التغذية التي تسبب التقزم كما أنها تستخدم لصد الرياح والأتربة بين القطع الزراعية بالإضافة إلي ظلها الكبير نظرا لارتفاعها الذي قد يصل إلي12 متر. كما تستخدم كسماد للأراضي الزراعية فكل شيء في هذه الشجرة جعل الله له فائدة.. أوراقها مكمل غذائي لمصابي مرض نقص المناعة في بعض بلدان إفريقيا وذلك لما تحويه من نسبة عالية من الفيتامينات, وقد أثبتت التجارب أن إضافة أوراق المورينجا إلي غذاء النساء المرضعات أدي إلي زيادة إدرار الحليب لديهن ليس فقط بل إن عصير الأوراق يخفض ضغط الدم العالي, وهو فعال في إدرار البول أما بذورها فتحتوي علي نسبة54% من الزيت يضاهي زيت الزيتون ويقال إن زيت هذه الشجرة يفوق في قيمته الغذائية زيت الزيتون ومع انتهاء حديث د.علاء كان هناك سؤال يفرض نفسه حول كيفية الاستفادة من هذا النبات حتي يصبح مشروعا قوميا يجنب الدولة الإنفاق علي العديد من الأمراض التي ذكرت والتي يعالجها هذا النبات؟ يقول د.علاء: أن مسحوق نبات المورينجا يعالج الكثير من الأمراض وعلي رأسهم سوء التغذية لذلك من الممكن أن يوضع مع دقيق الخبز حتي يستفيد منه الكبار والصغار, وأقترح إضافة المورينجا المجففة إلي الغذاء المقدم لأطفال المدارس التابع لبرنامج التغذية المدرسية والمقدم من وزارة التربية والتعليم.